مجلة التايم الامريكية: المخابرات الامريكية عجزت عن اقتفاء أثر بن لادن
السبيل / قالت مجلة التايم الأمريكية إن صوت المسجل اثبت لواشنطن ان بن لادن ما زال على قيد الحياة وينذر باحتمال وقوع هجمات جديدة ومذهلة.وهذا الموضوع انعكس جملة وتفصيلاً على مجموعة الاجراءات الامريكية الداخلية والخارجية للقبض على بن لادن الا انها لم تستطع بعد العثور عليه وقد منيت اجهزتها الأمنية والاستخبارية بالفشل الذريع.بعد الرسالة الاخيرة التي بعثها اسامة بن لادن توقفت المخابرات الامريكية ملياً امامها وهي تعتريها الدهشة والذهول الامر الذي دعاهم الى مقابلة رمزي بن الشيبة والتحقيق معه مرة اخرى فيما اذا احتوى شريط بن لادن على رسائل موجهة لتنظيم القاعدة.وقد جن جنونهم عندما اكد بن الشيبة ان الصوت هو صوت بن لادن وان حديثه يحوي على رسائل مشفرة لقادة تنظيمات القاعدة التي يجهلها وقد اعطاهم دليلاً واحداً يؤكد صحة كلام بن لادن.وفي مكان آخر توجه اعضاء الاستخبارات الامريكية الى اعضاء آخرين من المعتقلين في معتقل غوانتانامو واسمعوهم حديث بن لادن، حيث عبر المعتقلون لاعضاء المخابرات الامريكية بأن الشريط يدعو اعضاء في تنظيم القاعدة لعمل اشياء لاجل فك اسرهم وان كلامهم انطوى على خطورة اكثر من حديث بن الشيبة.ويذكر ان الاستخبارات الامريكية قد تلقت من مصادر أمنية شرق اوسطية أن اعضاء في تنظيم القاعدة بدأوا يتحركون حركات ذات طابع اكثر سرية وان الامر يحوم حول امكانية قيامهم بهجمات على المصالح الامريكية في مناطق مختلفة في العالم.وتشير المصادر في المخابرات الامريكية بأن بن لادن ما زال يمضي قدماً في نفس الطريق وان واشنطن واجهزتها الأمنية لم تعد قادرة على التنبؤ بماذا سوف يحدث غداً وان جهاز «F.B.I» سبق ان حذر من امكانية حدوث اعمال ارهابية جديدة وباساليب قد تبدو غير متوقعة وغريبة وان المعلومات المتوافرة لديه تشير الى مثل هذه التوقعات دون ان تستطيع ان تحدد الزمان والمكان وهذا مقلق بالنسبة لها.في نهاية الاسبوع الماضي نشرت الـ«صندي تايمز» ان المخابرات البريطانية قد ضبطت واعتقلت ثلاثة اشخاص افارقة قاموا بتهريب غاز السيانيد القاتل في احدى محطات القطار في لندن وان المصادر المؤكدة تشير الى وجود علاقة لهم بتنظيم القاعدة الذي كان وراء الاحداث الاخيرة التي تعرضت لها امريكا.وتلاحظ الادارة الامريكية بأن نشاط اسامة بن لادن يزداد في الشرق الاوسط ضد المصالح الامريكية مع اقتراب موعد الحرب ضد العراق وان رسائله التي يبعث بها الى قناة الجزيرة ما هي الا تعليمات وارشادات لتنظيم القاعدة للتحرك.
وعليه فان الاجهزة الأمنية ما زالت عاجزة عن التوصل الى نتيجة نهائية تؤكد ان اسامة بن لادن ما زال على قيد الحياة على الرغم من الاجراءات الأمنية المتبعة والدقيقة في البحث عنه، وبذلك فان اجهزة المخابرات الامريكية وضعت العالم الاسلامي كله تحت المراقبة الأمنية الدقيقة خاصة بعد عدة حوادث هامة في بالي والكويت والاردن واليمن والشيشان والسعودية ولبنان كانت بمثابة اجهزة انذار مبكر لعمليات كبرى قادمة.وانطلاقاً من ذلك عكفت المخابرات الامريكية على وضع اربعة بنود اولية كي تتقصى تحركات اسامة بن لادن وجماعته ولعل اولها مصدر الصواريخ التي تعرضت لها ناقلات النفط والمدمرة الامريكية كول في عرض البحر قبالة السواحل اليمنية والثاني معرفة طريقة الاتصال وارسال الاشرطة الى قناة الجزيرة بالتعاون مع باكستان واقتفاء اثره وقدرته على التنكر في الاوساط الباكستانية وكيفية اقناع الاوساط الاجتماعية في المنطقة الغربية من باكستان بالتعاون مع المخابرات الامريكية للعثور عليه او على الدائرة القريبة منه.غير ان المتغيرات الانتخابية في الباكستان اكدت قوة التيار الاسلامي المؤيد لاسامة بن لادن والذي يشكل حلقة ضغط على الرئيس برويز مشرف.
