إذا لا تُحسن الاستماع فأسترني بعدم النّظر
/
اليوم العرب مشغولون بقضاياهم العربية والقومية . . إن لم يكونوا غرقى بها لا يرون إلا بمنظور ان الاسلام فقط عربيا وقوميا ، ونسوا الاسلام بأنه رساله لجميع البشر على اختلاف اجناسهم وفصائلهم . . بل ان التعميم اصبح بنظر الأغلبية شيئا ثانويا ، فغفلوا ! !
+ + +
دخلت [ هي ] إلى الاسلام في بداية القرن الرابع عشر ميلادي ، بعدما تمكّن الداعيه [ بلبل شاه ] من إقناع حاكمها البوذي [ رينجن شاه ] بالاسلام ، فاسلم واطلق على نفسه [ صدر الدين ] واسلم مع الملك عدد كبير من سكّانها.
+ + +
ظلّت تلك المسلمة تعيش بنعمة إسلامها إلى ان سيطر عليها السيخ بعام [ 1819م ] وتفننوا برسم ابشع صور الظلم والعدوان بأبنائها وبناتها ، واستمرت تحمل معاناتها إلى عام 1846م.
وبذلك العام لم يكن حالها أفضل حالا بل اصبح مع الظالم ظالم اكبر حجما من سابقه فلقد استعمرها البريطانيين ، وباعوها بثمنٍ بخس [ 358ألف دولار امريكي ] للـ ـ ـ دوجره <<< [ وهذه احدى طوائف الهندوس ] أمام نظر ومسمع أبوها [ العالم الاسلامي ] والذي هو الآخر لم يكن افضل حالا من ابنته . وبقي الحال كما هو عليه لمدة عام كامل . ولم يجلس ابنائها مكتوفي الأيدي فلقد شكّلوا حركة تحريرها عام 1931م وكانت تهدف إلى انقاذها من براثن الملك الهندوسي [ هرى شنغ ] وإعادتها إلى والدها [ العالم الاسلامي ] .
ثم في عام 1947م كان هناك مشروع تقسيم قارة جنوب آسيا إلى دولتين مستقلتين هما [ باكستان و الهند ] على ان تنظم المناطق ذات الأغلبية المسلمه ومن بينها تلك المسلمة - بطلت طرحي هنا - إلى باكستان ، بينما تنظم المناطق ذات الأغلبية غير المسلمة إلى الهند . . وكان هناك عدد من الولايات التي تتمتع بشبه استقلال ذاتي تحت الحكم البريطاني وقد طالبت هذه الولايات بالاستقلال عن الدولتين الجديدتين [ باكستان والهند ] ووافقت بريطانيا قبل رحيلها على ذلك بشرط أن تؤخذ رغبات سكان هذه الأقاليم في الاعتبار عند تحديد مصيرها وهو الامر الذي اعتبر موافقة ضمنية من بريطانيا على استقلال هذه الولايات وكانت من بين تلك الولايات ولاية [ جامو وكشمير ] والتي كانت تخضع لحكم أحد [ المهراجات الهنود ] تم تعيينه من قبل الحكومة البريطانية والذي أرهق شعب كشمير المسلم بالضرائب والاتاوات وأنواع التعسف والظلم مما أدى إلى ثوران الشعب ضده عدة مرات.
اجتمع المؤتمر المسلم لعموم (جامو وكشمير) في 9يوليو 1947م واتخذوا قراراً ينص على أن رغبة شعبي جامو وكشمير هي الانضمام إلى باكستان استنادا إلى حقائق تتلخص في أن 80% من سكان الإقليم مسلمون وأكثر أنهار البنجاب تنبع من كشمير بلإضافه إلى الروابط القوية التي تربط الشعب الكشميري والباكستاني من لغة وثقافة وقوميه وتلاصق الدولتين بطول حدودها أكثر من حدودها مع الهند.
ولكن ؟ أيدي الغدر والمؤامرات التي تدار بالخفاء كانت تعمل براغيثها بضمان عدم تحقيق ذلك ، فلقد كان للمهراجا دور مزدوج في قضية كشمير فبالرغم أنه كان يصانع الشعب الكشميري وباكستان كان يحيك مؤامرة ضدها بالتعاون مع زعماء حزب المؤتمر الوطني الهندي والإنجليزي فقد خدع باكستان وعمل معها اتفاقيه والتي اعتبرتها باكستان إحدى خطوات الضم ولكن المهراجا كان يبيت النية الخبيثة لشعب كشمير ويمهد للاحتلال الهندي حيث أمر الرعايا المسلمين في كشمير بتسليم الحكومة ما لديهم من سلاح ونزع سلاح من كان في البوليس والجيش من المسلمين ثم استقطب جماعات وعصابات من الهنود والسيخ من ولاية البنجاب المجاورة وأسكنهم كشمير وبدأ هؤلاء نشاطهم في إبادة المسلمين والذين نجوا من الموت طردوا إلى باكستان وكان طبيعياً أن يتأثر شعب باكستان المسلم لما حدث لذويهم في جامو وكشمير فاجتازوا الحدود لنجدة إخوانهم من اللاجئين من جهة ثم لنجدة ما تبقى من أقربائهم ولم تفلح الحكومة الباكستانية في منع هؤلاء حيث عمت الثورة كلّ أرجاء كشمير خاصةً بعد أن أدرك شعب كشمير المؤامرة التي تكشفت عن نوايا المهراجا الخبيثة.
وقام حاكم كشمير بالطلب من الهند التدخل في إخماد الثورة وذلك عندما هرب إلى مدينة (جامو) حيث وقع مع الهند اتفاقيه تقضي بضم كشمير إلى الهند وعندها سارعت الهند بإرسال قوة عسكرية مدججة بالأسلحه الحديثة تساندها قوات الهند الجوية ودخلت هذه القوات في 27/10/1947م وسمي ذلك اليوم باليوم الأسود حيث مارس الهندوس أبشع وأفضع ما شهده التاريخ من القتل والتعذيب. وقد أبلى الثوار المسلمين وإخوانهم الكشميريون وكتائب المتطوعين بلاءًا حسناً وسجلوا تضحيات أعاقت القوات الهندية من التقدم ولما امتدت المعركة إلى حدود باكستان أضطرت باكستان إلى دخول المعركة واستطاع رجال القبائل الباكستانية نصرة إخوانهم وتحرير قسم من كشمير والذي شكلت فيه حكومة سميت بـ (كشمير الحره) والتي تقدر مساحتها بثلث مساحة كشمير ويبلغ عدد سكانها بنحو مليونين ونصف المليون نسمه. وتدير شئون كشمير الحره حكومة محليه لها استقلالها الداخلي ولها جيش وطني. بينما استولت الهند على الثلثين الباقيين وهو القسم الأهم ويسكنه نحو (أربعة أخماس) سكان الولاية.
+ + +
وعندما تطور الأمر إلى احتمال نشوب حرب شاملة بين الهند وباكستان رفعت الهند القضية إلى الأمم المتحدة التي اتخذت قرار بوقف إطلاق النار واشتمل القرار على ما يلي:
(1) إصدار أوامر بوقف إطلاق النار وتحديد خط وقف إطلاق النار.
(2) إجراء استفتاء حر في الإقليم تحت إشراف الأمم المتحدة لتحديد مستقبل إقليم كشمير.
(3) نزع سلاح ولاية (جامو وكشمير).
بعد ذلك ظلت هذه القضية تطرح بصوره دوريه ومتواصلة على مجلس الأمن الدولي لكن الواقع بقي على ما هو عليه وظلت الأوضاع متوترة في ظل سياسة القمع التي أتبعتها الهند كما أن عدم إلزام الهند بتنفيذ قرار الاستفتاء كان سبباً في زيادة التوتر ونتيجة لذلك تسببت أزمة كشمير في اندلاع ثلاث حروب بين الهند وباكستان وهي:
(1) حرب إبريل عام 1948م.
(2) حرب سبتمبر عام 1965م.
3) حرب ديسمبر عام 1971م والتي أسفرت عن قيام دولة بنجلاديش (الباكستان الشرقية سابقاً).
وكان التحرش الأخير التي قامت به الهند ضد باكستان في 9/5/1999م حيث دارت فيها الأحداث التي سميت بـ (أحداث مرتفعات كارجل) ولعل من أهم نتائجها أن عجلت بسقوط نواز شريف ظهر الثاني عشر من شهر أكتوبر عام 1999م واستيلاء الجيش على السلطة بقيادة الجنرال بارويز مشرف حيث تم القبض على نواز شريف وأخيه بتهمة المؤامرة على الجيش وعدم التصدي للغطرسة الهندية حيث كان الشعب يطالب بذلك وكان نواز شريف يواجه ضغطاً سياسياً من الدول الكبرى مقابل الضغط الداخلي من الشعب.
/
هذه [ بإيجاز ] نبذة عن كشمير المسلمه . . وتبقى
وفي السبع سنوات الأخيره . . هل تعلم شيئا عمّا حدث بتلك المسلمة ؟ وهل بحثت وتكبّدت عناء الوقوف على جروحها ومعرفة حقيقة صراعها ؟ هل رفعت يدك طيلة تلك السنين إلى مولاي ومولاك سبحانه وسألت رفع الضّر عنها ونصرت ابنائها وبناتها ؟
أن جراح الأب [ العالم الاسلامي ] كثيرة ، وسبي نساؤه وإسترقاق أبناؤه تزيد كثيرا من معاناته . . أمّا [ التّناسي] فأمره جلل . . ! !
