ثلاث ضفادع على صخرة قرر واحد منها القفز فكم بقي على الصخرة ؟
16/3/1428هـ
ثلاثة ضفادع على صخرة قرر أحدهم أن يقفز فكم بقي على الصخرة؟
بقي الثلاثة لأنه باختصار مجرد قرار ، وإنه لشبيه بنا نحن معشر
البشر نتخذ القرار الحكيم الصائب ثم لايعدو مكانه .إنها مجرد قرارات ! إما تكتب على ورق ثم تبلى حيث بلي
الورق أو تمسحها من العقل هموم الدنيا واهتماماتها. يضع أحدنا رأسه على مخدته ثم يفكر في يومه الذاهب
وغده الآتي ويحاسب نفسه ويتخذ قرارات لو طبقها لكان مالم يكن بالحسبان من الإنجازات الهائلة ، ولكنها تموت !
كم من القرارات تخرج بعد تفكير وتأمل تنبع من داخل النفس ثم نبصرها أحلام جميلة نريد أن نصيرها على أرض
الواقع مع أنها لاتحتاج إلا إلى اهتمام قليل وإعطائها بعض الوقت اليسير ولكنها تموت !!
من القاتل ولماذا يقتل القرار !
هل الإنسان نفسه القاتل أم المجتمع !
أم هم شركاء في القتل !
أما أنا فأحكم على المجتمع وأعفي الإنسان !!!
فكيف سيولد قرار في مجتمع ينظر إلى الإنجاز بعين الحسد والتثبيط والعدم مبالاة ، فالمجتمع لايعين ولا يعاون
بل يقف جباراً في وجه أي قرار يريد التطبيق ولايفسح الطريق للمرء الذي يعرف أين ذاهب .إن مشاهد وقوف المجتمعات أمام فرص النجاح شاهدة قائمة منذ أن بعث الأنبياء والرسل إلى يومنا هذا !
خذ مثالاً بسيطاً أليس الطلاب يسمون الطالب المتفوق في الدراسة مصري ؟
أو نظرة العائلة للابن الغير ناجح دراسياً بأنه فاشل (ومابه طب) وكأن الدراسة مقياس للفشل والنجاح في الحياة عامة !!
والمجتمع كذلك ينظر لأي فكرة تخرج من أي عقل بأنها أحلام سعيدة لاتتجاوز الأحلام ، فلا المربي ولا الوالدين
ولا الصديق ولا الأخ يمكن أن يكون سنداً وعوناً لأي فكرة تريد أن ترى النور !!إن مجتمعاتنا أصبحت مجتمعات
حكواتية تكثر من النقد والقهقهة والتثبيط ثم يغادر أحدهم مجلسك بعد أن عبئك بالصعاب وشحنك بالمعوقات
والتثبيط ! ولايدري المسكين أنه هو قاتل !
والآن يمكن أن تسألوني لماذا حكمت على المجتمع وأبرأت الإنسان ؟!
لأن الإنسان ولد في هذا المجتمع وأخذ عادته وسلوكه وطبائعه فولد مهزوماً يائساً بائساً يتخذ القرار ولا يطبقه !
هذا الحديث هو جانب من نظرتي للآية الكريم (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على
الإثم والعدوان )فالبر كل طريق موصل للنجاح الخير في الدنيا ، والتقوى كل طريق موصل للنجاح
الخير في الآخرة ولكن للأسف أن مجتمعاتنا طبقت بشكل كبير الجملة الثانية من الآية الكريمة فتعاونت على الإثم
والعدوان وأهملت جوانب كثيرة من البر والتقوى في جانب النجاح بتطبيق القرارات الناجحة