إلى أين يا مجتمعي العزيز !!!
هل سمعتم بهذا الخبر ؟
عبدالله بن عبدالرحمن طلق زوجته البارحة !
من يعرف السبب ؟
الظاهر حسب ما سمعت وجد في جوالها رقم غريب ورسالة من نفس الرقم فيها غزل !!
أيوه بالضبط هذا هو السبب !
.................................................
يا أم أحمد دريتي جارنا طلق زوجته ؟
لا والله ما درينا ليش طلقها ؟!!!!!!
وجد في الجوال رقم غريب ورسالة مليانه غزل ، أنا أقول من زمان أن بينهم خلاف وأن أبو عبدالرحمن كاره زوجته
آيه يا زوجي المحترم .......... أنا أقول فيه سيارة دايم تاقف قدام البيت وينزل منها رجال مشورب ، ويدخل بدون يدق الباب !!!!
.................................................. .................................................. ...................
ألو .......... وشلونك يا جارتنا ؟
سمعتي بآخر خبر ؟ جارنا أبو عبدالرحمن البارح طلق زوجته . شفتي الرجال اللي قلت لك أنه دايم ياقف عند بيتهم وينزل بدون يدق الباب !!! البارح صاده أبو عبدالرحمن عند زوجته الخايسة اللي ماتستحي .
.................................................. .................................................. ...................
ألو ............. يا زوجتي العزيز جارنا أبو عبدا لرحمن طلق زوجته ، طالعه تتمشى مع عشيق لها . ما رجعت إلا آخر الليل .
.................................................. .................................................. ..............................
ألو .......... أبو عبدالرحمن قتل زوجته البارحة لقاها مع رجال آخر !!!
.................................................. .................................................. ...........................
وفي النهاية الخبر غير صحيح
زعلت الزوجة على زوجها وخرجت في آخر الليل غضبانة تبكي إلى جارتها ، ثم رضيت ورجعت ، وذهب بها زوجها إلى أهلها حتى تهدأ الأمور .
.................................................. .................................................. .....
هذه مقدمة لموضوع اليوم
سرعة تناقل الأخبار وتحريفها .
مرض اجتماعي خطير ، انتشر في مجتمعاتنا بلا حدود ، فأصبح الرجل يحدث صديقه أو زوجته بخبر سمعه ثم يحرف الموضوع ويزيد فيه ثم يتناقله الناس كل بأسلوبه وطريقته في الكلام ، فتبلغ الأفق وقد حرفت بالكامل !!
لم تعد الأسرار أسراراً يحتفظ بها صحابها فقط ، ولكن المجتمع تجاوز ذلك إلى التفكير بالأسرار وتحليلها والإستنتاج الذي يتحول بسرعة إلى حقيقة لاتقبل النقاش !!!
خبر يبنى على الشك وينتهي باليقين الكاذب ويترك من التبعات النفسية والآثار الإجتماعية على صحابه الشيء الكثير
ألا يظن هؤلاء أنهم محاسبون !!
لماذا اشتغل الناس بهذه الأخبار ، فأصبحوا يستمتعون بها ، وتثريهم بالنقاش والإحتمالات ، والتحاليل !!
ألا يظن هؤلاء أنهم محاسبون !!
ليس الطلاق هو الوحيد ، ولكن كم من شخص ترك الناس فلم يتركوه ، واعتزلهم فلم يعتزلوه ، وفر منهم فلحقوه !!!
كم من شخص جاد بنفسه في طريق الخير والصلاح ، فاتهموه وفسقوه بناء على خبر كاذب طار به الأفاكون والحاسدون !!
وربما أن الشخص المقدر صاحب المقام والمكان أكثرهم جلباً للأخبار ، وكلاماً حول الأحداث !!!
وأفراد المجتمع أنفسهم هم الضحية ، ضحية للقيل والقال وكثرة الكلام ، فكثر الطلاق ، والاعتزال ، والهجران ،
والتثبيط وقلة العزيمة والأمراض النفسية ، والهروب من نار المجتمع إلى جنة الشيطان ، وكليهما نار تلظى !!
ألا يظن أولئك أنهم محاسبون !!
ولو أن كل شخص في المجتمع حينما يسمع خبراً عن فلان أو علان ، فيكتمه ولاينشره ولا يحدث به أحداً بل يدعو الله له بأن ييسر الأمور ويذهب الهموم لكان مجتمعاً مثالياً رائعاً .
ولو أن كل شخص عمل تعبداً بالآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)[/SIZE]
