http://www.alarabiya.net/staging/por...10/1946331.jpg
لايمكن باي حال من الاحوال ان يستمرمنع المراه السعوديه من قيادة السياره الى الابد , ولو عدنا الى خلفية المشكله
الى ماقبل ثلاثين سنه على الاقل لم تكن المشكله مطروحه والسبب بسيط وملحوظ لمن يريد ان يتعامل مع الواقع
انذاك لم يكن المجتمع في حالة تجعل من قيادة المراه اشكاليه تتطلب المواجهة اما الان فقد اضحى الوضع على
العكس من ذلك تماما حيث اصبحت قيادة المراه مشكله , ولااحد ينكر ذلك خاصه المعارضين لقيادة المراه كلاهما
المؤيد للقيادة والمعارض يعترف بوجود المشكله الان لكنهما يختلفان حول الحل الناجع لها . الا انه بدل مواجهتها
اضطر للهروب منها باعتماد فكرة السائق الاجنبي , والدليل الاخر ماحدث لقضايا عدة مشابهه كان المجتمع يرفضها
ثم عاد وغير موقفه منها بشكل جذري كان يرفض مثلا البرقيه فاصبح مدمنا الفاكس والهاتف والانترنت
كان يرفض الاذاعه واصبح لايفارق شاشة التلفزيون
كان يرفض بدلة العسكري ثم تعددت الاجهزه الامنيه والعسكريه ومعها تعددت اشكال والوان اللباس العسكري
بل تجاوز الامر ذلك واصبحت دور الازيا للرجال والنسا من اهم معالم اسواق المجتمع السعودي الكبيره والصغيره
كان يحرم الصور فاذا بالفيديو والكاميرات بكل انواعها والانترنت البلوتوث
كان يحرم الاغاني فاذا نصيب السعوديه ومعها دول عربيه وخليجيه اخري من المحطات الفضائيه المتخصصه في
الغنا والرقص هو نصيب الاسد من بين المحطات العربيه
كانت الانتخابات محرمه واذا بهي بقدرة قادر تحولت الى مطلب شرعي على طريق الاصلاح واهم من هذا كله
هذه التغييرات انها حدثت لاصحاب التيار الديني بمختلف اطيافه ولهذا التيار من مسائله قيادة المراه للسياره
بقي من دون تغيير . مع استثنا بعض المستيرين ممن ينتمون اليه
كذلك ان رفض قيادة المراه للسياره لم يعد يرتكز على مبررات دينيه بشكل مكثف وحصري كما كان عليه الامر
من قبل اصبح الرفض يرتكز بشكل اساسي على اسباب اجتماعيه وثقافيه تخص تراث وعادات المجتمع السعودي
اخر مؤشر على ذلك هو رد الشيخ صالح الفوزان عضؤ هيئة كبار العلما على الدكتور محمد ال زلفه والغريب انه
يراد لتلك العادات والقيم ان تتابد برغم كل التغييرات التى حصلت للمجتمع السعودي
تخلى المعارضون للقيادة عن المبررات الدينيه لانهم اقتنعوا بانها غير موجوده اصلا
لكن بقيت سلطة العادات والموروث ...
وهذه اشكاليه سطحية بيد ان موقف المجتمع السعودي سيتغير لصالح السماح بقيادة المراه للسياره وهو
المحك اليوم التى تقف عليه التناقضات المفضوحه لمنع المراه من قيادة السياره في مثل هكذا مواقف متشنجه
وتتمترس تحت حجج واهيه بينما خطة الااصلاح التى تنتهجها حكومة المملكه العربيه السعوديه هي فتح ابواب
التعليم بكل مراحله امام المراه وفتحت لها ابواب العمل استثنا اشكالية قيادة السياره
انعكس هذا التناقض العام على مواقف المعارضين لقيادة المراه وكان العلامه عايض القرني احد ضحايا ه
فهو يريد ان يعترف بجواز قيادة المراه شرعا وقد قال ذلك في فلم وثائقي مؤخرا للمخرجه السعوديه
هيفا المنصور ولان الفلم احتوي على محاضره سابقه للعلامه القرني تقول عكس ذلك اضطر للتراجع من تائييده
لقيادة المراه وبرر هذا التناقض بقوله بان ماقاله في الفلم كان لاعتقاد بانه موجه حصرا للجمهور في الغرب
مما يوحي بان القرني يملك اكثر من خطاب ديني احدهما للجمهور السعودي والاخر للجمهور الغربي
وتراجع القرنتي هنا يعكس حرصه على ان لايخسر سلطة جمهوره المحلي
ايضا الدكتور عبدالمحسن العبيكان عضو مجلس الشوري واحد السلفيين في تناقض اسؤا من ذلك فقد كتب مؤخرا
يقول رفضه لقيادة المراه للسياره ليس بسبب انه محرم شرعا وانما بسبب مايترتب عليه من مفاسد حيث ان المجتمع
كما يقول غير مهيا لذلك وهذا موقف يتناقض مع موقف السلفيه المتشدده الذي كان العبيكان يتقف ذات الموقف
قبل اشهر عندما افتى ان ولاية المسلم صحيحه حتى لو كلفه بها كافر
في اشاره بذلك الى شرعية الحكومه العراقيه المؤقته السابقه التى تم تعيينها من قبل قوات الاحتلال الامريكي
للعراق
ان التناقض سيستمر ونتوقع اننا في بداية الطريق لملامسة الواقع كما هو وان نبي نظرياتنا واجتهاداتنا
الفكريه لصالح المجتمع ولقد لاحت في الافق بشائر خير نتيجة هذه التناقضات على الصعيد السياسي
والتى كان من المؤسف ان تبقى هذه الاشكاليه معلقه على المراه السعوديه من منعها هذا الحق الطبيعي
في قيادة سيارتها بينما لمسنا تفهم من السلطات لدعم المراه لتوظيفها في مختلف الميادين كان اخرها
ماصرح به الامير سعود الفيصل وزير الخارجيه قبل ثلاثه اشهر ان المراه ستشارك في الحياة السياسيه
بما فيها الانتخابات
لقد طالت امد هذه القضيه وتكاد تقترب من ان تكون في حالة احتباس
يعني بهذا لم تعد اشكالية اجتماعيه وثقافيه بل اصبحت مشكله سياسية بامتياز
وهذا يتضح من التناقض الواضح في مواقف الشيوخ والدعاه التى تدل ان الموقف سياسي
ولقد ادرك ذلك دعاة الاصلاح ان هذه الاشكاليه
لن تحل الا بتشريع واضح يتطلب اراده سياسيه وقد فعلت الحكومه ذلك من قبل في مشروع تعليم المراه
والتلفزيون والاذاعه ونجزم ان اشكالية السماح بقيادة المراه للسياره ستحل في يوما ما
والمعارضون لقيادة المراه لن يفعلون اكثر من تاجيل التغيير القادم
