منيف خضير يبدع في ...... (موقف ملك)
[align=center]
موقف ملك
منيف خضير
تتعالى أصوات مبحوحة - معروفة المصدر - تحاول أن تشوه الوجه الحضاري للمملكة، وتتطاول بكل وقاحة على رموز ورجال قدموا لأمتهم ولا يزال بعضهم يقدم كثيراً، ولم تكتف تلك الأقلام بالتطاول على الأحياء، بل نبشت أقلامهم القبور!
* {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}لا شيء يساوي الظلم إلا الإنصاف، وتقتضي الحقيقة دائماً أن نشيد بوجود منصفين يظهرون بين الفينة والأخرى من بين ركام تلك الصحف، وبين خفافيش الإنترنت، وتأبى مواقف الملوك إلا أن تتطاول بقامتها لترتفع على كل الرؤوس..
* هذا الموقف والقصة أسوقها إلى هؤلاء القابعين خلف أسوار الظلم والظلام، ولا يظهرون إلا كخفافيش الظلام تجوب ليلاً بهيماً..
هذه القصة مثال على ما يتميز به رجال هذه البلاد من صدق في التعامل.
* حينما عاد الشيخ عبدالله بن حمود الطريقي إلى بلاده عام 1980 وكان وقتها قد تم إعفاؤه من منصبه كأول وزير للبترول في المملكة استقبله الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وعرض عليه منزلاً، ولكن الطريقي أكد أن عنده منزلاً في الرياض، ثم نما إلى علم الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن الطريقي يسكن مع عائلته في الرياض، فأخبر بذلك خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي تبرع له فوراً بمنزل مساحته 1800م2 في حي الروضة شرق الرياض بقيمة 5 ملايين ريال، وسلمه الصك الأمير سلمان بعد استقباله بمكتبه في الإمارة، وقدّم معه شيكاً بمليوني ريال هدية من الملك رحمه الله!!
* هذه القصة أوردها الأستاذ محمد السيف في كتابه: (عبدالله الطريقي: صخور النفط ورمال السياسة)، وقد تبدو للوهلة الأولى عادية في المعاملة بين ملك ووزير سابق؛ ولكنها ليست كذلك إذا علمنا أن الشيخ الطريقي - رحمه الله - قد أعفي من منصبه، وقد غادر بلاده طوعاً وكان معارضاً لسياسة بلاده النفطية، وكانت له أفكار سياسية لم تَرُقْ لحكومته آنذاك، ورغم أن الطريقي لم يكن معارضاً سياسياً بالمعنى المعروف، إلا أن مغادرته لبلاده بتلك الصورة وفي تلك الظروف السياسية التي كانت تتطلب وجوده كخبير نفط من الطراز الأول كان كفيلاً بإيجاد مبرر قوي عند القيام ضده بأي عمل سياسي!!
* بطبيعة الحال لم يكن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - بحاجة إلى هذا الموقف الملكي ليثبت للعالم علو كعبه في لعبة الرجال!
ولم يكن هذا الموقف الوحيد في تعامله - رحمه الله - مع الطريقي وأمثاله، فكان ينظر إلى هؤلاء على أنهم - مهما كان - من أبناء هذا البلد، وكانت قناعاته أن المسألة عفو عند المقدرة وليست مجرد احتواء لمعارضين، فقد كان الطريقي - رحمه الله - عائداً إلى بلاده بشوق بعد أن أرهقته التنقلات بين بيروت والقاهرة والكويت، وعرف في النهاية أن أرض الكرام لن تغدر بأبنائها العائدين، وإن غدر - بعضهم - ذات جهل!
* رحمك الله يا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، وأبقى الله لنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الذي كان يمسك بيد الطريقي - رحمه الله - عند حضوره مسابقات الخيل في ميدان الملز تكريماً له بعد عودته إلى الرياض، وقد كان وقتها الملك عبدالله ولياً للعهد.
* وفي محاولة لحجب الشمس بغربال قد يظهر من يشوه التاريخ ويقلب الحقائق، وهم ينعقون غالباً من مكان سحيق..
ولهؤلاء نقول:
يكفي خادم الحرمين فخراً خدمته للقرآن الكريم، فكم من الملايين أنفقتها المملكة لحفظ كتاب الله، وها هو مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف يقف شامخاً لا تطاله ألسنتكم الحادة؛ فملوكنا جميعهم قد طبقوا قول الشاعر:
فاختر لنفسك قبل موتك ذكرها
فالذكر بعد الموت عمر ثاني
http://www.al-jazirah.com/89949/ar5d.htm
======================================
مقال جميل وذكر طيب للرجل الطيب الذي خدم الاسلام والمسلمين واعز شعبه الملك فهد رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا خير الجزاء ...
الملاحظة : ذكر التاريخ الميلادي الغير مناسب لرجل بإتزان منيف خضير ....
[/align]
