إشراقة البدر مع قوله تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر )

إشراقة البدر مع قوله تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر )


الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيد الأولين والآخرين000
أما بعد000
يقول الله تعالى ( فأمّا اليتيم فلا تقهر )الضحى (9)00
ما أجمل موقعها بعد قوله تعالى ( ألم يجدك يتيماً فئاوى00 )
فمن ذاق مرارة اليتم بنفسه ، فأخلِق به إذا كان ذا شعور و مروءة أن يستشعرها في غيره ، فاليتيم أعرف خلق الله بحال اليتيم , و أعرف بما يذوقه ويتحمله ، فإنه قد اجتاز المرحلة أيضاً ، فأراد الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه و سلم أن لا ينسى يتمه مهما طال عهده به ، و أن يستحضره عند رؤية اليتيم00
ولعله لهذه الحكمة ولد الرسول عليه الصلاة والسلام يتيماً , ونشأ يتيماً ,ورعى الغنم في بني سعد , ليكون للأيتام والبؤساء أباً شفيقاً ووالداً برّاً , ويرق قلبه , وتنشأ فيه عاطفة الشفقة و الحنان ، شأن الأيتام0000
كما أن موسى عليه السلام رعى لشعيب غنمه عشر حجج , ليعلم حقيقة ما يكابده
بنو إسرائيل من خدمة فرعون ومعاناة الأعمال الشاقة , ويشعر بألمهم وبؤسهم وشقائهم ويعلم أنه إذا كانت هذه خدمة نبيّ خير عباد الله فكيف بخدمة جبّار شر عباد الله و أقساهم , فتسمو نفسه إلى تخليصهم وتحريرهم , لأنه نشأ في أكبر نعمة ورفاهة وراحة , في قصر فرعون و حجره , لا يعرف ما عليه العبيد والأرقّاء , والمستضعفون , وما يعانون من آلام الحياة0000