«بلوتوث توعوي» خيار الأمر بالمعروف في مواجهة المقاطع الهابطة
.
«أعداء الأمس.. أصدقاء اليوم»، من هذه القاعدة، فكرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة الرياض، بتوظيف تقنية البلوتوث التي شهدت رواجا كبيرا في الشارع السعودي، لصالحها، حيث دشن مدير عام فرع الرئاسة بمنطقة الرياض، التشغيل التجريبي لما أُطلق عليه «البلوتوث التوعوي» في أحد المجمعات الكبيرة في العاصمة السعودية.
وتهدف هذه الخدمة التي أطلقتها هيئة الأمر بالمعروف في الرياض، إلى بث مجموعة من الرسائل التوعوية لمرتادي المجمعات التجارية في العاصمة الرياض، مستهدفة بذلك فئة الشباب والفتيات صغار السن.
ودخل جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في محاولات عدة لصالح كبح جماح ما يعتبره «استخداما سلبيا ومنافيا للشريعة والأخلاق» تزامنا مع تشغيل خاصية البلوتوث في البلاد. إلا أنه في ما يبدو لم ينجح في منع أن تأخذ هذه التقنية طريقها إلى شباب وفتيات السعودية.
ورفض الدكتور عبد الله الشثري مدير عام فرع رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض، اعتبار هذه الخطوة، بأنها ناتجة عن إخفاق جهازه في مكافحة ما يعتبرها مساوئ خلفتها تقنية البلوتوث.
وقال لـ«الشرق الأوسط»: إقدامنا على هذا الأمر لا يعني إخفاق الجهود الأخرى في مكافحة المظاهر السيئة لهذه التقنية. إلا أنهم، والحديث للشثري، لديهم رغبة في الاستفادة من التقنية الحديثة.
وأكد مدير عام فرع هيئة الرياض، رفضه القاطع لما يسوق من أن جهاز الهيئة يقف ضد التقنية. وقال «نحن لسنا ضد التقنية، ولكننا ضد استخدام أي تقنية استخداما سيئا». وأطلقت هيئة الرياض، نظام «البلوتوث التوعوي» في مركز تجاري واحد في العاصمة الرياض، وهو قيد التشغيل التجريبي.
وأمام ذلك، لمح الشثري، إلى وجود نية لتعميم هذا النظام على كافة المجمعات التجارية الموجودة في العاصمة، إضافة إلى المتنزهات العائلية.
وتوقف عبد الله الشثري، عن تحديد عدد جرائم البلوتوث التي ضبطتها العناصر الميدانية التابعة لجهازه. واكتفى بالتأكيد بأنها بالمئات.
وأفصحت دراسة عملت في منطقة القصيم (شمال شرق الرياض)، عن ضبط جهاز هيئة الأمر بالمعروف هناك، 500 مقطع بلوتوث، 90 في المائة منها «جنسية».
ويعترف المسؤولون في جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بصعوبة السيطرة والتحكم بالتقنيات الحديثة بشكل عام، وتقنية البلوتوث بشكل خاص، وسط إجراءات مشددة كانت تفرضها العناصر الميدانية لجهاز الهيئة على كافة من تشتبه في قيامه باستخدام هذه التقنية بشكل سيئ.
وعاد الدكتور عبد الله الشثري، ليؤكد في تصريحاته، عدم جواز تفتيش جوالات المستخدمين لهذه التقنية، من دون وجود سبب يستدعي ذلك. وقال «أصبح للجوالات خصوصية الآن، ولا يحق لأي جهاز بما فيها الهيئة تفتيش أي منها من دون سبب».
إلى ذلك، كشف محمود عبد العزيز عبيد، مستشار تسويق في شركة «وايرلس ماركيتر»، الجهة المشغلة لهذه الخدمة، أن «البلوتوث التوعوي»، سينطلق في 4 أسواق تجارية كبرى في العاصمة السعودية مع دخول شهر رمضان المبارك، بشكل تجريبي. ونفى عبيد، أن تكون شركته قد تعاقدت مع الهيئة لإطلاق هذه الخدمة بشكل رسمي. وقال «لا نزال حاليا في مرحلة تجريبية، وقد نتعاقد معهم، وقد لا نتعاقد».
.
