الكافيين يقود إلى اضطراب المعدة والأرق وتوتر الأعصاب والصداع !!!
مادة مدرّة للبول تتسبب في هشاشة العظام و الجفاف
الكافيين يقود إلى اضطراب المعدة والأرق وتوتر الأعصاب والصداع
(وجعلنا من الماء كل شيء حي). يشكل الماء أساس جميع سوائل الجسم شاملة الدم والعصارات الهاضمة مما يجعله مهماً في نقل وامتصاص العناصر الغذائية وفي تخليص الجسم من الفضلات. والشخص البالغ العادي يفقد اكثر من 10كؤوس، أي ما يعادل لترين ونصف من السوائل التي أساسها الماء يومياً عن طريق التعرق والتنفس والتبول والتبرز. كما يفقد معها معادن مثل الصوديوم/الملح والبوتاسيوم والكالسيوم والتي توفر توازن السوائل في الجسم. وعادة يحافظ الإنسان على توازن السوائل في جسمه عن طريق شرب كميات كافية من الماء. ولكن عندما تقل نسب السوائل في الجسم يحدث الجفاف وتختلّ وظائفه. والأسباب الواضحة للجفاف تشمل الإصابة بالحروق والإصابة بالإسهال والاستفراغ والحرارة التي تؤدي إلى التعرق الزائد سواء كانت الداخلية التي سببها المرض أو الخارجية التي سببها حرارة الجو. وأسباب الجفاف الواضحة هذه تصيب عادة الأطفال والشباب. ولكن هناك أسباباً أخرى تصيب الكبار في السن عادة وتجعل الكليتين غير قادرتين على الاحتفاظ بالماء في الجسم، ومنها الإصابة بمرض السكر، وتناول بعض الأدوية مثل مضادات الهيستامين وأدوية الضغط وبعض أدوية الأعصاب. وعادة تزداد حدّة الجفاف عند الكبار بسبب إكرامنا لهم. نعم إكرامنا لهم فما أن يستيقظ الكبير أو الكبيرة في السن من النوم حتى نسارع بدلال القهوة واباريق الشاي ونبدأ نصب ونصب من القهوة حتى يرتوي. ثم نبدأ بعدها مباشرة بصب الشاي ليشرب ويشرب حتى يتعدل المزاج. ونحن بالمناسبة الأمة الوحيدة تقريباً التي تقدم القهوة والشاي معاً فباقي الأمم تقدم القهوة او تقدم الشاي، لا الإثنين معاً.
وخطر إكرامنا للكبار بالقهوة والشاي هي احتوائهما على مادة الكافيين التي تساهم في الإصابة بالجفاف. فما الكافيين بالضبط؟ الكافيين مادة سريعة الامتصاص تحرّك عضلة القلب والجهاز العصبي المركزي بطرق مختلفة. ويرتبط استهلاك الكافيين بالتأثير المرغوب الذي ندعوه تعديل المزاج. ولكن للكافيين تأثيرات سيئة ظاهرية مثل توعك المعدة والأرق وتوتر الأعصاب والصداع واخيراً الإدمان عليه. كما له تأثيرات سيئة خفية مثل التسبب في ترقق أو هشاشة العظام والإصابة بالجفاف. فالكافيين مادة مدرّة للبول تعطي الكلى إشارات لزيادة إفراز البول. وبدون زيادة فعلية في تناول السوائل (غير القهوة والشاي). ولا عجب أن كوب القهوة التركية الصغير يقدم دائماً مع كأس من الماء. فهذه الطريقة تمنع حدوث عدم توازن للسوائل في الجسم بسبب تناول القهوة التركية المركزة.
ونقص السوائل في الجسم شيء مقلق إذا عرفنا أن نقص 2% من السوائل في الجسم يؤدي إلى نقص مقداره 15إلى 20% في أداء الجسم، أي أن نقص الماء يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق. وقد يقول المختصون في التغذية أن الكافيين لا يحدث جفافاً إلا إذا تناول الفرد 300إلى 600ملغ (و 300ملغ تعادل حوالي ستة اكواب من الشاي أو ثلاثة إلى أربعة أكواب من القهوة الغربية، فلم اجد إحصاءات عن العربية) إلا أن التأثير الضار للكافيين حتى إن كان بكميات قليلة يتعاظم لدى الكبار في السن لعدّة أسباب:
@ جونا الحار جداً هذه الأيام والذي يسبب التعرق وفقدان كميات كبيرة من سوائل الجسم.
@ إحجام الكبار في السن عن تناول الماء بكميات كافية وذلك بسبب ضعف عضلات المثانة والخوف من عدم التمكن من السيطرة على تدفق البول.
@ تناول الحلويات المليئة بالسكر مع القهوة، والسكر في الشاي قد يؤدي إلى فقدان كثافة المعادن في العظام عن طريق التسبب في عدم توازن نسب الكالسيوم والفسفور في الجسم.
@ تناول ادوية مدرة للبول كحل لمشاكل صحية أخرى مما يؤدي إلى فقدان السوائل.
@ حفظ القهوة والشاي في ترامس يحافظ على حرارة القهوة والشاي، وهذا يؤدي إلى زيادة تعرق الجسم وفقدان المزيد من سوائل الجسم ومعادنه بسبب تناول السوائل الحارة.
وهناك عدة وسائل للتخفيف من التأثير السيء للكافيين على الكبار والصغار:
@ الإكثار ثم الإكثار من تناول الماء ما امكن في هذا الجو الحار، وليحرص الإنسان على وضع كأس من الماء بجانبه وتناول جرعات قليلة منه كل عشر دقائق لإعادة إرواء الجسم.
@ استبدال القهوة والشاي بمشروبات خالية من الكافيين مثل بدائل القهوة كقهوة الشعير التي تعد عن طريق تحميص الشعير ثم طحنه وإعداده مثل القهوة تماماً، او قهوة قشر البن التي تستخدم فيها قشور حبوب البن فتعطي نكهة القهوة بدون الكافيين. وتناول شاي الأعشاب مثل شاي الزهورات او الزعتر او اليانسون أو النعناع الخ. بدلاً من الشاي العادي.
@ إن كان لابد من تناول القهوة والشاي يجب الابتعاد عن تناول الحلى مع القهوة او إضافة السكر إلى الشاي، والتخفيف من حرارتهما قدر المستطاع لتجنب التعرق.
