نص كلمة خادم الحرمين الشريفين أيده الله التي ألقاها الأمير عبد الله
منقول :
نص كلمة خادم الحرمين الشريفين أيده الله التي ألقاها الأمير عبد الله
جدة 15 محرم 1424ه- الموافق 18 مارس 2003م واس
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ايده الله بنصره كلمة الى المواطنين بمناسبة الاحداث التى تمر بها المنطقة القاها نيابة عنه صاحب السمو الملكى الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولى العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطنى .. وفيما يلى نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ايها الاخوة المواطنون ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اتحدث اليكم اليوم فى ظروف بالغة الخطورة والمنطقة باكملها تواجه احداثا جساما لاخبركم بما قامت به دولتكم للحيلولة دون وقوع حرب وما سوف يكون عليه موقف دولتكم اذا قامت الحرب لا سمح الله . منذ ان بدات نذر الحرب فى الافق قبل عدة شهور والمملكة العربية السعودية تبذل كل ما فى وسعها سواء منفردة او بالاشتراك مع الاشقاء العرب والمسلمين للوصول الى تسوية سلمية . لقد تحركنا فى كل تجاه فى مجلس الامن وفى عواصم الدول دائمة العضوية وفى اللقاءات العربية والاسلامية وكنا حيثما نذهب نطرح افكارا واضحة تتصف بالعدالة والمنطقية تقوم من جهة على ضرورة تعاون العراق المطلق مع القرارات الدولية وتقوم من جهة ثانية على اعطاء المساعى الدبلوماسية الفرصة الكاملة لحل النزاع على نحو سلمى وكنا فى تحركنا هذا ننطلق من مبادئنا العربية والاسلامية .
ومن ادراكنا ان الحرب يخسرها المنتصر والمهزوم على حد سواء وان الرصاصة عندما تنطلق لا تفرق بين جندى محارب وبين طفل رضيع وكنا نضع نصب اعيننا طيلة الوقت انه مهما كانت اخطاء الحكومة العراقية عبر السنين فان الشعب العراقى الشقيق لا يجب ان يدفع الثمن وان بقاء العراق موحدا حرا مستقلا مبدا لا يقبل النقاش والمساومة .
الا انه للاسف الشديد لم يكتب لجهودنا ولجهود اشقائنا واصدقائنا الراغبين فى السلام ان تصل للنتيجة المنشودة واصارحكم القول انه لولا حالة الضعف والوهن التى يعانى منها العالم العربى والتى لا تخفى على اى مواطن عربى لكنا خرجنا بموقف عربى موحد فعال يتجاوز البيانات والتصريحات . وفى سبيل الوصول الى هذا الهدف طرحنا مبادرة جادة لاصلاح الاوضاع العربية المتردية وايجاد الية جديدة للعمل العربى المشترك الا ان الاحداث المتلاحقة حالت دون مناقشة هذه المبادرة التى لا زالت على جدول اعمال القمة ونتطلع الى ان تناقش فى المستقبل القريب .
ان العد التنازلى نحو الحرب كما يبدو ويظهر قد بدا ولابد لجهودنا التى انصبت كلها حتى الان فى اتجاه واحد هو منع الحرب ان تتحرك فى اتجاه جديد وهو تجنيب وطننا الغالى ومواطنيه الاعزاء اثارها وتداعياتها .
وحماية لهذا الوطن ومقدساته وامنه وسلامته اتخذت دولتكم القرارات التالية وهى قرارات لا يداخلنى ادنى شك ان شاء الله انها تعبر عن مواقفكم المبدئية وتتمشى مع التزامكم بالقيم العربية والاسلامية وتحظى بموافقتكم الاجماعية .
اولا ..
ان المملكة لن تشارك باى حال من الاحوال فى الحرب على العراق الشقيق ولن تدخل قواتها المسلحة تحت اى ظرف شبرا واحدا من الاراضى العراقية .
ثانيا .. اننا نتوقع ان تنتهى الحرب بمجرد تنفيذ قرار مجلس الامن / 1441
لنزع اسلحة الدمار الشامل ونرفض رفضا قاطعا ان تمس وحدة العراق او استقلاله او خيراته او امنه الداخلى او ان يتعرض لاحتلال عسكرى وقد ابلغنا حكومة الولايات المتحدة بموقفنا السعودى الواضح .
ثالثا ..
ان الظروف الاستثنائية التى احاطت بهذه الازمة منذ اثنى عشر عاما تفرض علينا الا ندخل فى مغامرة غيرة محسوبة تعرض سلامة وطننا وشعبنا للمخاطر ومع ذلك لا بد ان نقول انه اذا اتخذت الاحداث مجرى غير الذى اوضحنا او تجاوزت الحرب اهدافها المعلنة فعندها سوف يكون لنا موقف مختلف ولكل حادث حديث .
رابعا ..
نتوقع ان تشهد الفترة المقبلة تحركا فعالا جديا للوصول الى تسوية عاجلة لمشكلة فلسطين تقوم على اساس المبادرة العربية اى الارض مقابل السلام وقد ابلغنا المجتمع الدولى كله بموقفنا هذا كما اننا فى كل اتصالاتنا مع حكومة الولايات المتحدة اكدنا بشكل واضح بان القضية الفلسطينية هى محور كل حل فى منطقة الشرق الاوسط واستقراره .ايها الاخوة المواطنون .. لقد قلنا فى مناسبات عديدة ونكرر الان ان هناك شيئين يضعهما الشعب السعودى فوق كل اعتبار وهما العقيدة الاسلامية والوحدة الوطنية واننى على ثقة انكم جميعا تشاركوننى الراى ان الظروف الصعبة الحالية تفرض علينا اكثر من اى وقت مضى التمسك بمبادئنا الاسلامية وبوحدتنا الوطنية وبمنهجنا التنموى الاصلاحى وبحماية منجزاتنا من اى عبث سواء جاء من الخارج او الداخل .
ايها الشعب الكريم ..
ان امن بلادنا مسؤولية مشاعة بين الجميع فكل مواطن شريف شريك فى وحدة هذا الوطن واستقراره . لذلك فدورنا جميعا تحمل المسؤولية تجاه حماية وطننا من عبث العابثين .
وهذا يتطلب تكاتف الجهود بين الجميع كل فى موقعه وان لا نسمح للدخلاء والمفسدين المساس بقيمنا الاسلامية والعربية التى يقوم عليها اساس مجتمعنا وامن وطننا واستقراره .
هذا ونسال الله جل جلاله ان يحمى هذا الوطن الغالى الذى يتشرف بخدمة الحرمين الشريفين والذى يضحى بالغالى والنفيس من اجل اشقائه العرب والمسلمين وان يحمى كل ابن من ابنائه انه جل جلاله نعم المولى ونعم النصير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنتهى .
اللهم أحفظ بلد التوحيد والسنة من كيد الأعداء والمتربصين
