الصداقة علاقة مقدسة وجميلة ، لذا نجد الصديق الوفي في وقت الضيق وفي وقت الفرح وكذلك الحزن ..
مفهوم الصداقة
الصداقة هي علاقة تتم في إطار كل ما يمكن أن نصفه "بالمتبادل", أي إطار من المعرفة المتبادلة, الاحترام المتبادل, العاطفة المتبادلة, القبول المتبادل, الولاء المتبادل, ومفهوم التبادل هنا يكون من أجل صالح الطرف الآخر ومنفعته قبل منفعة النفس ( الإيثار ) والبعد عن الذات. ويسير مفهوم الصداقة في إطار هذا السلوك المتبادل من اسداء النصائح , مشاركة الصعاب في أوقات المحنة, فالصديق هو من يظهر رد الفعل الايجابي الفوري .. والصداقة أيضاً هي تبادل الثقة وتجنب فعل ما يؤذي الغير .
قيم الصداقة
* إظهار التعاطف والعاطفة في أكثر صورها الايجابية .
* الرغبة الداخلية في تمني الأفضل للطرف الآخر.
* الإخلاص في المواقف التي يصعب على الشخص العادي الإفصاح عن الحقيقة.
* الفهم المتبادل.
* الإحساس بالمشاعر العميقة من الطرف الآخر بدون التعبير وخاصة عند الاحتياج الى المساعدة في وقت الأزمات.
فشل علاقة الصداقة:
متى تسقط علاقة الاصدقاء وتنهار؟
وما اسباب هذا الانهيار؟
وهل يحدث هذا الفشل في العلاقة فجأة ام تدريجيا حيث توجد علامات تنبىء بهذا الانهيار؟
توجد إجابة قاطعة تجزم بفشل علاقة الصداقة, لكن أغلب علاقات الصداقة تفشل لأحد هذه الأسباب:
* التغير .
* الإهمال ..
* خيانة الثقة ..
* المصلحة ..
* الأنانية و حب الذات .
* ونقاط أخرى .....
التغير
التغير الذي يحدث لأحد طرفي العلاقة هو السبب الأعظم في انكسار علاقة الأصدقاء سواء أكان هذا التغيير للأفضل أم للأسوء , وعامل التغيير هنا ينقسم الى شقين شق وجداني والشق الآخر عملي وملموس.
فتحقيق أحد طرفي هذه العلاقة لحلم يراوده قبل الآخر يسبب له الغيرة أو الغضب ومن ثم فتور العلاقة وفشلها, والأمثلة على ذلك كثيرة مثل زواج طرف قبل الآخر - الحصول على منصب وظيفي مرموق - الانغماس في علاقة رومانسية ربما مشروعة وربما لا!!
وبما إننا بشر وطبيعتنا نقر بأن كل واحد منا بداخله حب الذات وتفضيلها على أي ذات أخرى خارجة عن نطاقها "حب ذات النفس أكثر من ذات الغير" فقد تظهر الغيرة التي دائمًا ما تتمثل في هذه العبارة "لماذا الغير وليس أنا .!!!
أو أن يظهر الغضب من الطرف الآخر من انشغاله بعلاقة الحب الجديدة او بأعبائه الوظيفية وقلة الانشغال بالصديق , فمفعول الصداقة يستمر مع الاهتمام والتواصل وعدم الابتعاد لفترات طويلة من الزمن .
الإهمال:
الإهمال المتمثل في عدم التواصل يقتل الصداقة, فالصداقة مثل الأسماك التي تكون حركتها في المياه دائما بالاندفاع لأعلى وإلا ستموت
فأنت تعلم جيدا ظروف صديقك لكنك مشغول ولا تحتفل به حيث تخبر نفسك "صديقي متفهم لانشغالي هذا" لكنه على العكس مع عدم توجيه الاهتمام ينتج الضجر ثم الضيق, وعندما نكون منشغلين دوماً ما يتجه تفكيرنا الى من سيلتمس الأعذار لنا ممن نحبهم بالطبع ونعتقد بأن هذا شيء سهل .. لكن الصداقة ليست بالأمر الهين كما يعتقد البعض .
انتبه إلى علامات الضجر التي تبدأ في الظهور على صديقك والتي تنبىء بإهمالك له: إذا بدأ في الشكوى سواء أكنت أنت السبب أم الطرف الآخر فالشرخ سيبدأ في الحال , والإهمال تكون بداياته عند الشعور بالاحتياج الشديد للطرف الآخر لكنه غائب عنك .
الخيانة ( سم الصداقة )
أنت تثق في صديقك تقص له كافة تفاصيل حياتك, ثم تجده يحكي هذه التفاصيل لطرف ثالث ورابع أو لأكثر من هذا العدد بكثير, وإذا كان الإهمال والتغير من أكثر الأسباب شيوعًا في فشل علاقة الأصدقاء ..
الخيانة
فالخيانة مؤلمة لأن الإيذاء منها أقوى لأن الصديق يعلم أدق أسرارك, وليس الخيانة هي كشف الأسرار للغير وإنما أيضا التخلي عن الصديق وقت الاحتياج والشدة , وهذا يولد الخيانة المتبادلة حيث يقوم الطرف الآخر الذي تعرض لها بممارستها وهنا تأخذ صفة الانتقام ويكون فشل علاقة الصداقة في هذه المرحلة نهائيًا ودون رجوع .
لذا يقول الإمام علي بن أبي طالب رضوان الله عليه في أحد قصائده :
ُصنِ النفسَ وأحمِلها عَلى مَا يَزينها تَعِش ســــَـــــالِماً وَالقَولُ فِيكَ جَميلُ
وَلا تُرينَ النــــــَــاس إلا تَجَمــُـــــلاً نبابكَ دَهـــــــــــــٌر أو جَفَاكَ خَلِيـــلُ
يَعِزُ غَنِيُ النفس إن قلَ مــَــــــــــــالُهُ وَيُغنَى غنيُ المـَــــــالِ وهــــــوَ ذَلِيلُ
وإن ضَاقَ رِزقُ اليوم فاصبر إلى غدٍ عسى نكبــــــَـــــاتُ الدهرِ عنكَ تُـزُلُ
وَلا خيرَ في ودِ إمرىءٍ مُتَلـَـــــــــوِنٍ إِذا الرِيـــــحُ مَالت مـــَــالَ حَيثُ تَمِيلُ
جــَــــــوَادٌ إذا استغنيتَ عن أخذِ مــَالهِ وَعِندَ احتِمَال الفقـــــــــــر عنكَ بَخِيلُ
فَمـــــَـــــا أكثرُ الإخوانِ حينَ تَعُدُهـُــم وَلكِنَهم في النائِبـــــــــات قليـــــــــــلُ
قال لي والدي ذات مرة : ( ولدي العزيز شيد لك في كل مكان مسجد )
و قد بحثت عن معنى (المسجد ) فعلمتُ أنه الصديق المخلص صادق الوعد منصفاً
