بيــــــــوت لاتفتح أبوابها للعيــــــد .
بيوت لاتفتح أبوابها للعيد !!
نقول له قبل كل شيء يجب عليك أن تفتح بابك أولاً لنا وتسمع منا ثم القرار إليك.
كل المشاكل العائلية أو المالية أو الاجتماعية، المشاكل الدنيوية كلها يجب أن لا تمنعك من فتح الباب للعيد واستقباله والفرحة والبهجة في ذلك اليوم، فالعيد ليس مناسبة دنيوية ! فمن الخطأ أن تربطه بالدنيا وتربط كل مشاعرك وتفكيرك وحياتك بالدنيا وتربط معك أفراد عائلتك وأهلك من حولك !! وإذا لم يكن هذا اليوم الذي اختاره الله لعبادة جدير بأن يعيد البسمة والفرحة إليك، فمتى تفرح ! ومتى تبتسم ! كذلك يجب عليك أن تعرف أنك لست وحدك، بل معك زوجتك وأبنائك وأهلك من حولك يتأثرون بك ولا يرون بسمة العيد تمر ولو مرورا على شفتيك وبالتالي يعيشون الحالة نفسها !
فأولاً لابد لنا أن نتفق على مشروعية الفرح بهذا اليوم مهما كانت الظروف ! ثم بعد ذلك انظر للأمور التي حرمتك الفرحة والابتسامة، سنجدها بإذن الله كتمثال ثلج خرجت عليه الشمس فذاب وكذلك هذه المشاكل لابد لها أن تذوب حينما ترى نور العيد.
فإن كانت ظروف ماليه ، فالله أعطك خير من المال ، أعطاك الصحة والقوة والعافية ، فالحمد لله الذي لم يجعلك سجيناً ، أو مريضاً أو معاقاً ، بل فوق ذلك كله أعطاك نعمة الإسلام ويالها من نعمة ، الحمد لله الذي لم يجعلك نصرانياً ضالاً أو يهودياً مغضوب عليه أو وثنياً جاهلاً ، فاحمد الله على هذه النعمة ، ثم تذكر أفضل إنسان في الدنيا كلها منذ وجدت ، محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يخافك أبداً الحاجة التي عاشها صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يمد يديه إلى إنسان قط ولو أراد أن تسير له الأرض ذهباً لكانت ولكنه لم يعط المال أولوية في حياته صلى الله عليه وسلم .
ثم بعد ذلك العيد ليس بالمظهر أبداً ، فكم من شخص ننظر إلى مظهره فنظن أنه حاز السعادة كلها ، بينما لو أطلعنا على قلبه لو جدنا العكس ، العيد فرحة قلب وابتسامة شفاه وشكر لله هذا هو العيد فلا يجب أن يصرف عن حقيقته ، فاللباس والزينة مجرد كماليات فقط ، فالموضوع يرجع إليك وإلى أسلوبك في تفيهم أفراد عائلتك بهذه الحقيقة ، فأنت تستطيع أن تعوضهم عن الزينة الظاهرة بالفرحة الباطنة .
وإن كانت ظروف عائلية ، فالعيد فرصة بيدك لاتفقدها ، فالمطلوب منك أن تخلص النية لله سبحانه وتعالى ، فرضى الناس مهما قربوا منك ليس هو الغاية بل رضى الله سبحانه وتعالى هو الغاية ، فمالمانع أن تتنازل عن بعض حقوقك من أجل الغاية الكبرى وهو جمع العائلة الواحدة ، فأنت بذلك تتفضل عليهم بالسعادة والفرح وتكون أمير المعروف الذي لاينسى ، والله يحب المحسنين .
أما إن لم يكن لديك مشاكل ولكن ترى أن العيد مبالغ في فرحته ولا داعي بأن تشترى لأهلك وأولادك شيء أو أن تعم الفرحة بالبيت ، بل يكون الأمر عادي ، فهذا خطأ فادح وكبير تأثم عليه ، فالعيد شعيرة من شعائر هذا الدين الذي جاء بالكمال لكل جانب من جوانب الحياة ، فلما كان رمضان ساعة للجد والعمل والاجتهاد والعبادة كانت ساعة العيد للفرح والترفيه والابتهاج تحقيقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ولكن ساعة وساعة ) ، وأيضاً هذه الدنيا بطبيعتها محل للفرح والزينة والتفاخر (أعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر .......الاية ) كذلك الفرح والترويح فطرة فطر الله الناس عليها نشاهدها واضحة جليه في الصغار فهم يحبون الترويح والفرح ويغلبونه على كل شيء فلماذا تمنع فطرة الله التي فطر أولئك الأطفال عليها ، كذلك يجب عليك النفقة عليهم وعلى زوجتك فلا تحرمهم بأن تعطيهم حقوقهم في ذلك بحجج كثيرة منها على سبيل المثال أن رمضان يمنعك من ذلك فأنت تريد أن تعبدا لله في آخر لياليه فنقول هذا ليس عذر فأنت تستطيع أن تذهب بهم للسوق أو أن تعطيهم المال ويذهبوا بأنفسهم فهذا أيضاً جانب من جوانب العبادة متى صاحبته النية الحسنة ، أو قد يشتكي البعض من زحمة السوق فنقول بإمكانك أن تختار الوقت المناسب للذهاب للسوق خاصة في وقت النهار كالظهر والعصر فليس فيها زحمة تذكر
وأخيراً نقول ونكرر ماقلنا العيد ليست مناسبة دنيوية ولكنها مناسبة دينية تحقيقها واجب على كل مسلم وهو مناسبة لتحقيق كثير من المعاني الجميلة والتربوية من التواصل والفرح والسعادة وكما قلنا ساعة رمضان للجد والعبادة والطاعة وساعة العيد للفرح والسرور والانبساط تحقيقاً تربوياً لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم ( ولكن ساعة وساعة )
نسأل الله عز وجل أن يتقبل من الصائمين صيامهم ويجعلنا من المقبولين في شهر رمضان وكل عام والأمة الإسلامية بخير وسعادة .
