بئر الماء الوحيدة التي تشرف عليها وزارة البترول
[align=center]بئر الماء الوحيدة التي تشرف عليها وزارة البترول
زمزم المعجزة المباركة
سلمان السلمي (مكة المكرمة)
لا ماء أطهر وانقى من ماء زمزم على وجه الارض فهو للخائف أمان وللمريض شفاء وللجائع طعام وماء زمزم يفيض منذ آلاف السنين دون ان تجف البئر او تنقص وقد وردت احاديث كثيرة في فضل ماء زمزم منها قوله صلى الله عليه وسلم «ماء زمزم لما شرب له» وقوله عليه افضل الصلاة والسلام وأتم التسليم «خير ماء على وجه الارض ماء زمزم». تقع بئر زمزم المباركة بجوار باب بني شيبة وبينها وبين الحجر الأسود 18 متراً وقد عرفت منذ زمن اسماعيل عليه السلام حين كانت امه هاجر تبحث عن الماء لارواء عطشه بين الصفا والمروة وقد انعم الله عليها وعلى ابنها بنبع الماء ففرحت هاجر وادارت حوله حوضاً واخذت تزمه ولذا سميت بئر زمزم ثم طمست البئر في عهد (جرهم) وزالت معالمها الى ان رأى عبدالمطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم رؤيا في المنام تبين له مكان البئر فحفرت من جديد وكان ذلك قبل ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
سر غامض
في المنبع الاساسي للبئر سر غامض يعتبره علماء الجيولوجيا كنزاً كبيراً ربما يستحيل كشف رموزه الى ان تقوم الساعة وما من ماء يصل الى هذا النبع حتى يكتسب خواص ماء زمزم في نقائه وطهارته وهذه النتيجة ليست نظرية غيبية او منقولة من بطون الكتب القديمة لكنها خلاصة ابحاث علمية شملت البئر وماءها ودرجة نقائها.
وماء زمزم يفيض منذ آلاف السنين دون ان تجف البئر او ينقص حجم مياهها وكانت المفاجأة مدهشة للعلماء اثناء توسعة الحرم المكي الشريف وتشغيل مضخات ضخمة لشفط المياه من بئر زمزم حتى يمكن وضع الاساسات فرغم غزارة المياه المسحوبة فقد كان هناك فيضان مستمر من المياه يفور ويمور كأنه امواج البحر كما يتميز ماء زمزم بغزارته رغم كثرة زوار بيت الله الحرام ولماء زمزم اسماء تزيد على 60 اسماً اشهرها زمزم وسقيا الحاج وشراب الابرار وطيبة وبرة وبركة وعافية.
معجزة المياه المباركة
وكان احد الاطباء في العام 1971 ذكر ان ماء زمزم غير صالح للشرب استناداً الى ان موقع الكعبة المشرفة منخفض عن سطح البحر ويوجد في منتصف مكة فلا بد ان مياه الصرف الصحي تتجمع في بئر زمزم وما ان علم الملك فيصل -رحمه الله- بذلك حتى اصدر اوامره بالتحقيق في الموضوع وتقرر ارسال عينات من المياه الى معامل اوروبية لاثبات مدى صلاحيته للشرب وعن ذلك قال المهندس الكيميائي معين الدين احمد الذي كان يعمل لدى وزارة الزراعة والموارد المائية يومئذ انه تم اختياره لجمع تلك العينات وكانت تلك اول مرة تقع فيها عيناه على البئر التي تنبع منها تلك المياه وعندما رآها لم يكن من السهل عليه ان يصدق ان بركة مياه صغيرة لا يتجاوز طولها 18 قدما وعرضها 14 قدماً توفر سنويا عشرات ملايين الجالونات من المياه وقبل مغادرة معين الدين مكة وهو يأخذ معه العينات استفسر عن الابار الاخرى المحيطة بمكة فقيل له ان الابار المحيطة بالمدينة معظمها جافة وبعد ذلك جاءت نتائج التحاليل التي اجريت في المعامل الاوروبية ومعامل وزارة الزراعة والموارد المائية متطابقة حيث ثبت ان مياه زمزم نقية وبطل ادعاء ذلك الطبيب.. ومن معجزات مياه زمزم ايضا ان هناك شركة فرنسية اخترعت جهازاً دقيقاً للغاية لتحليل تركيب المياه وعندما تمت تجربته في السوق السعودي تبين ان ماء زمزم كان انقى المياه التي تم اختبارها بهذا الجهاز.
كما ان ماء زمزم يحتوي على فلوريدات مضادة للجراثيم بشكل عالي الفعالية.
خواص الزمزم
تؤكد الدراسات العلمية ان هناك فرقا بين مياه زمزم وغيرها من المياه حيث ان نسبة املاح الكالسيوم والمغنيسيوم اعلى في مياه زمزم مما يجعل له خاصية متفردة لانعاش شاربيه من الحجاج والمعتمرين والزوار والاكثر هو ان مياه زمزم تحتوي على فلوريدات مضادة للجراثيم بشكل فعال.
مصادر الماء
ومن اجل التعرف على مصادر نبع ماء زمزم نستعين ببحث للمهندس الدكتور ايمن عمر كوشك وهو اول خبير سعودي للمياه وسبق ان اشرف على دراسة تاريخية لبئر زمزم حيث قال كوشك: ان بئر زمزم لم تخرج من ساحة الحرم وهي موجودة في مكانها تحت مستوى صحن الطواف منذ توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- للمسجد الحرام والبئر محاطة بسياج من الواح الزجاج السميك ليتمكن الناس من مشاهدتها.
واضاف: انه قديما كان على البئر بناء تعلوه قبة مساحتها 88.8 متراً مربعاً وكان البناء يحتوي على غرف ومستودعات ومستبرد لدوارق ماء زمزم وتم هدمه بين عام 1381-1388هـ لتوسعة المطاف.
ويضيف الكوشك في حديثه: ان المصدر الرئيسي لمياه بئر زمزم فتحة تحت الحجر الاسود مباشرة طولها 45سم وارتفاعها 30 سم يتدفق منها القدر الاكبر من المياه.
اما المصدر الثاني فهي فتحة كبيرة باتجاه «المكبرية»الخاصة برفع الأذان والاقامة طولها 70 سم ومقسومة من الداخل الى فتحتين بارتفاع 30 سم كما ان هناك فتحة صغيرة بين احجار البناء في البئر تخرج منها المياه منها في المسافة التي بين الفتحتين الاساسيتين وقدرها متر واحد كما توجد 21 فتحة اخرى تبدأ من جوار الفتحة الاساسية الاولى باتجاه جبل ابي قبيس من الصفا والاخرى من اتجاه المروة.
واضاف: ان البئر يبلغ عمقها 30 متراً على جزءين الجزء الاول مبنى عمقه (12.80) متراً عن فتحة البئر والثاني جزء منقور في صخر الجبل وطوله 17.20 متراً ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر حوالى اربعة امتار وعمق العيون التي تغذي البئر عن فتحة البئر 13 متراً ومن العيون الى قعر البئر 17 متراً.
ويضيف المهندس الدكتور كوشك واصفاً بئر زمزم انها ثروة قومية ودينية في البلاد.
نقود واباريق
ويذكر الكوشك انه اثناء تنظيف البئر عثر على نقود معدنية واباريق شاي وقرون عظيمة تحمل نقوشا واعمالا سحرية وكان من بين ماوجدناه قطعة من الرخام كتب عليها المجاهد الليبي عمر المختار «رب حقق مافي نفسي».
ومن جانبه قال الدكتور المهندس سامي عنقاوي: عندما كنا نحفر في زمزم عند التوسعة الجديدة للحرم كلما اخذنا من ماء زمزم زادنا عطاء فقمنا بتشغيل عدد من المضخات لكي نرفع الماء حتى يتيسر لنا وضع الاسس وكلما كنا نشفط المياه التي وصلت الى واحد وعشرين الف لتر في الدقيقة كانت تضخ مرة اخرى.
واضاف: انه تم تحليل ماء زمزم فوجد انه نقي وطاهر ومن خصوصيته انك تجده دائما يعطي ويفيض منذ آلاف السنين.. وفي سياق ذي علاقة ببئر زمزم قال عمر المضواحي المهتم بشؤون الاماكن المقدسة: ان بئر زمزم هي اقدس الابار لدى المسلمين وهي بئر الماء الوحيدة التي تشرف عليها وزارة البترول وهي البئر رقم واحد في سلم اهتمام ملوك آل سعود ولذلك تولت وزارة البترول والثروة المعدنية الاشراف على بئر زمزم باعتبارها ثروة قومية ودينية في البلاد.[/align]
