آراء الناس في رؤيا الهلال !
بسم الله الرحمن الرحيم
الآراء في رؤية الهلال
هنالك بعض القضايا التي يشتد فيها الجدل والنقاش فتتبين لنا من خلالها بعض الأمور التي لابد من معالجتها . ومن ذلك ما يدور الآن في الساحة السعودية من نقاشات وجدال حول رؤية الهلال بين العين المجردة والمنظار وأصحابها من أعضاء هيئة كبار العلماء كالشيخ ابن منيع والحيدان وصالح الفوزان ثم نقاشات جانبية بين طلاب العلم والمثقفين والناس ، وظهر لي بعض النقاط والفلتات التي تحتاج إلى تقويم وتعديل في مجال التعاطي مع مثل هذه النقاشات .
أولاً : هنالك فئة من الناس تنظر إلى الأسماء فقط وتسل ألسنتها وأقلامها على كل من يعارض الاسم وهذا هو التعصب للأسماء وهو بلا شك منهج خطير ، طبعاً لانعني به التقليد أو كما جاء في أبواب الفقه بأن تنظر إلى من تثق في صلاحه وتقواه وعلمه وتأخذ برأيه فليس هذا هو موضوعنا ، ولكنا نتحدث عن التعصب الذي يمطر غضباً على المخالف ، وهذا النوع ظهر لنا جليلاً من خلال عدة مواقف نسمعها أو نقرأها أو حتى نراها ، فمثلاً ما يحدث الآن من جدال حول كيفية رؤية الهلال نجد من يهاجم الشيخ ابن منيع لشخصه ويحفر يميناً وشمالاً يبحث عن زلة ثم يكثر الكلام واللغط والكذب على الشيخ ، وأحياناً نشعر بأننا في ساحة عراك كمن يصف الشيخ للحيدان يجهز على ابن منيع لله دره !!
والأخطر من هذا ما نقرأه من كتابات من بعض الشخصيات المعروفة فمثلاً الدكتور وليد الرشود قال في الرد على الشيخ ابن منيع ما نصه ((الجميع يتساءل عن استنكار الشيخ ابن منيع في مفهوم كلامه كيف تسع ذمة مجلس القضاء الأعلى تفطير الناس ونسي الشيخ كيف وسعت ذمته كثيراً من المتشابه الذي هو أقرب للحرام ومن أعظمه تلك المنتجات البنكية المسماة بالإسلامية وعليها توقيع عبد الله بن منيع اتصل بأحد البنوك واسألهم عن كيفية بيعهم للبيوت والأراضي لترى العجب ثم اسألهم من أفتاكم يقولون لدينا فتوى من الهيئة الشرعية في البنك برئاسة الشيخ ابن منيع وكل صغير في العلم يرى أن هذه المنتجات توردك إلى الربا من أوسع أبوابه.
من الذي وسعت ذمته أن يروج لقناة الرسالة التي تهدم عقيدة أهل السنة والجماعة وتروج للباطل وتميع الشريعة ويجعلها العدو مثالاً للإعلام الإسلامي الذي يجب أن يحتذى به ، وهي التي تروج لمشروع راند الدعاة الجدد وكلها تحت مظلة الشيخ ابن منيع وغيرها وغيرها . وهذا كلام غريب وأسلوب عجيب !!!
ثانياً : وهنالك فئة أخرى يسيئها الخروج عن المألوف والخروج عن أقوال الأئمة العلماء الراحلون رحمهم الله كالخروج على رأي الشيخين ابن باز ، وابن عثيمين رحمهما والله والخروج عن قول ابن تيمية رحمه الله ، فكل من جاء بقول جديد أوجسوا منه خيفة وردوا أقواله واتهموه بالتعالم والتعالي فهم ، وهذا منهج خاطىء وباب الاجتهاد إذا اغلق في أي وقت من الأوقات فإنه بلا شك خطأ جسيم .
ثالثاً : وهنالك فئة أخرى تتحرج من نشر أقوال العلماء في الصحف والتناظر علناً في الصحف وترى التناصح فيما بينهم دون علم العامة ، وهذا قد يكون مصدره من شيئن الأول : التخوف من الخلاف والثاني : خشية كلام الناس على العلماء ، أما خشية الخلاف ، فعلماء الأمة يختلفون منذ قديم الزمان وليس في ذلك عيب فهذا بلا شك من فضائل الشريعة الإسلامية ، أما خشية كلام الناس فحقاً نحتاج إلى توعية كثير من الناس كيف يتعاملون مع الخلاف وكيف يفهمونه وهذا قد يأتي مستقبلاً حين تكون هنالك نماذج نرى من خلالها تعامل الناس كما يحدث الآن .
رابعاً : من يقرأ أقوال العلماء في هذا المجال عليه أن ينظر في قوة الأدلة وليس فقط الأدلة الشرعية بل حتى الأدلة العلمية إذا كانت لاتتعارض مع صريح القرآن والسنة .
خامساً : أرى أنه من الفائدة أن يتناقش عامة الناس حول هذه الأمور فكثرة الإحتكاك بالمسائل العلمية يوجد البيئة العلمية .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
