المقامة الشــــــــــــادنية >>نفحات الأديب ×× في مناجاة الحبيب
وآآآآآحرَ قلباه ممن قلبه شبمٌ
ومن بحــــــــالي وجسمي عنده عدمُ
الحب تلك الكلمة القصيرة المبنى ,الضخمة المعنى ,تلك الكلمة تغنى بها
الشعراء وغاص فيها الأدبــاء وحار بها الحكماء وأعجزت الفصحاء
وأعيت البلغاء ,,
كلمة مكونة من حرفين حــــــاء وبــــــــاء فالحــاء يخرج من أعماقك
ببحة مبكية ونبرة محزنة ثم يأتي البـاء ليغلق على الحــــاء طريقه ,
كي تنطق بأجمل وأروع كلمة في الكون.
والحـــــــــــب لا يفسر وليست لـــه أسباب إنمــا تفسيره هو الحب نفسه
~أحبك لا تفسير عندي لصبوتي
أفسر مــاذا والهوى لا يفسر~
لا أعلم تفسيرا لحبها الذي لا أستطيع مقاومته ،وسحرهـا الذي
لا أملك مدافعته ,وجنوحي للوقوف بصفهــا والدفــاع عن رأيــها
مهمـا كلف الأمـر.
إنهـا عندي الجمـــــال وغيرها القبح ،إنهــا الصواب وغيرهـا الخطأ
إنهــا القمــر وغيرهــا شذر، إنهــا الشمس وغيرهــا الرمس.
~وعذلتُ أهل العشق حتى ذقته
فعجبت كيف يموت من لا يعشق~
كنت في أيـــام خلت وأدبرت أتعجب ممن يدعي الشوق والحب
وأظن في دخيلة نفسي أن المبالغة لهــا القِدح المعلى في كلامه
وحين ذقت الحب من معينه الصافي قلّ في ناظري ذاك الذي كنت أتعجب من
مبالغته، وأستغرب من مفارقته
وقد صدق من قـــال :
~لايعرف الشوق إلا من يكابده
ولا الصبابة إلا من يعانيهــا~
إنني حين أنظر إليـــها لا يمتلئ جفني من جفنهــا
ولو كلفت بوصفهــا لأعلنت عجزي عن ذلك ,ولكـان ذلك تكليفا
بمـــا لا يطـــاق
وكم أشعر بالضعف الذي أكرهه إن حدقت بناظرها إلي ،
يا الله إن للحب سلطانا أشد وأقسى من سلطان السلطان
وإن له سياطا أعنف وأقوى من سياط الجـــلاد.
وإن تعجب فعجب ممن يرومون منافستهــا في حبي لــها
وهم خـــارج السباق !!!
وكأنهم يظنون أن الأمر بيدي ولو كان كما ظنوا
لهربت عن حبها هروب الجبان من معمعة المعاركـ ،
وكم لامنا اللائمون وعذلنا العاذلون وعنفنا المعنفون
ولسان حالنا يقول:
~ومعنفي في الحِب قلت له اتئد
فالدمع دمعي والعيون عيوني~
إن حبها ليجري في عروقي كما يجري دمــي
ولو توقف حبها فاعلم أن نفسي قد استراحت وعقلي
قد هدأ وقلبي قد توقف
~ودب هواهـا في عظامي فشقها
كمـــا دبّ في الملسوع سمُّ العقاربِ~
ومــا أجمل الكلمات وأروع العبارات إن نطقت بها
إن لحروفها التي تتكلم بها عذوبة وجمال لا يضاهيهما جمال
ولو أعــادت كلماتها آلاف المرات لما شعرت بالملل
و لا أحسست بالسأم
~يعــاد كلامكم فيزيد حسنا
وقد يستحسن الشيء المعاد~
والطرفة من غيرها قد تكون سامجة, والعبارة من غير نطقها
قد تكون هـــامدة والفعل من غيرها قد يكون قبيحا
ولــــكن :
~ويقبح من سواك الفعل عندي
فتفعله فيحسن منك ذاكا~
والدمعة على غيرها دمعة ضالة عن طريقها
تائهة عن مسارهـا
~وإذا كان هــذا الدمع يجري صبابة
على غير سعدى فهو دمع مضيعُ~
وليتني أسلو عنها بدواء طبيب أو بحب حبيب
بل كأنه قدر علي التتيم وأنـا في بداية شبابي
وكتبت علي اللوعة وأنـا لم أهنأ بعمري
وكم ساهرت النجوم وخاطبتها بالدموع المنصبة التي لا تعرف التوقف
وكم عانيت من الأرق الذي لم أعرفه من قبل حتى أحببتكِ
~وما كنت أدري قبل عزة مالبكا
ولا موجعات القلب حتى تولتِ~
إنك أيتها الحبيبة تنامين بكل دعة وسرور ولا تعلمين كم أسهرت
من جفن وأتعبت من قلب وأدمعتي من عين
فهل تعلمين بذلك ؟ وإن علمت فماذا ستقولين؟
إنني أعالج نفسي ولوعتي بتخيلك فاليأس من رؤيتكِ قد أصابني
~وإني لأستغشي ومابي غفوة
لعل خيالا منك يلقى خياليا~
أيتها الحبيبة أعلم أنك من البشر وأعلم أنه قد يكون هناك من
هو أجمــل منك
ولـــــــــكن لن يدانيك أحد ولو بلغ من الجمال أجمله
ومن الحسن أحسنه ومن الكمال أكمله
~فما كل دار أقفرت دار عزة
وما كل مصقول الترائب زينب~
وأخيرا:
أريد أن أسألكِ سؤالا
~هل تعلمين وراء الحب منزلة
تدني إليكِ فإن الحب أقصاني~
وسلام عليك أيتها الحيبة حتى تكبري وسلام عليك إذا كبرت
وتناسيت أنك عذبتي المعذب ولوعتي الملوع وهجرتِ المتيم .
