إن الحياء عندما ينزع فإنه ينزع مرة واحدة، لتصل بعد ذلك لمرحلة يصبح فيها الشاذ طبيعياً جداً..
سأضرب بأحرف ملتهبة، قد تجلدكم سياطها وتلفحكم صراحتها ولكن لست أنا الأولى بالسكوت، فقد رأينا وسمعنا ولم ينطق أحد !!
ما المقصود بكلامي؟ سأخبركم:
المسطح الأخضر الذي ينزل لساحته 22 لاعباً وثلاث حكام، يحيط بالملعب جماهير من شتى الأجناس والأشكال والألوان، تنطلق الصافرة فيتلاحق الكل خلف كرة مستديرة..
هذا الذي يراه العيان.. أما أنا سأنقلكم إلى ملعب آخر لا أقول أنكم لم تروه ولكن لم ينتبه له أحد ..
هذا الملعب عبارة عن ما يحصل خلف الشاشات في البيوت، وللعلم لا أعني تشجيع الرجال بل أعني "سخافة" فتياتنا وتهافتهن خلف المباريات وخلف لا عبين تمتليء ملابسهم بالعرق من كثرة الجري وتظهر بعض فضائح أخلاقهم وهم يتشاجرون احتجاجاً على الخصم مروراً على ملابسهم الصفيقة وسراويلهم "العريقة" !!
ومع ذلك تنطلق "الزغاريد" بتسجيل الأهداف وترتج الأجساد الناعمة راقصة فرحاً بهدف أو انتصار هو أقرب لهوة الخسارة !!
لا أعرف حقيقة كيف تستسيغ الفتاة الانسلاخ من أنوثتها والتقنع باللهث خلف ما ليس لها به ناقة ولا جمل؟
تجد الفتاة تهتم بمظهرها ورونقها ولا تنتبه أن حماسها خلف كرة القدم ولاعبيها وأنديتها يزعزع داخلها فتكون نقيضة لفطرتها!!
ثم ما هو حال الغيورين في المنزل من أب أو أخ أو زوج وهو ينظر لكل هذا فلا يحرك ساكناً غير ابتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه !!
ويتطور الأمر عقب ذلك فترفع الفتاة سماعة هاتفها على زميلتها متحمسة : (شفتي وشلون هزمناكم؟ يا عمري ياللاعب ............... شفتي شلون سحب بكم؟ لا والله؟ يا عمري وشلون بردوا كبدي يا قلبي وااااااااااااااااااااااااااو ) ويتطور الأمر زيادة في المدرسة ..
والانترنت !! !! !! ليرى القاصي والداني هذه الصفحات الممزقة من الحياء ولنفاخر بعقولنا المستأجرة ..
فيا فتاة العقيدة ..
هذا ليس مكانك..
والله إن مكانك سويداء القلب وما قلت هذا إلا حرصاً عليك، فأنت أم وأخت وزوجة وابنة.. أنت نصف المجتمع وأنت من يلد النصف الآخر.. فأي خير يرتجى إن انزلقت مزالق الردى؟
أختاه ..
أدعوك لترجعي إلى محارتك وصدفتك، لأنها لا تتسع إلى لك، وببريق حيائك وسنا عفتك نستنير بحالك العتمة..
وعذراً إن سللت سيوف أحرفي ورميت بسهام كلماتي:
وقد يشفي غليظ القول داءً
إذا لم يشفه القول الرقيق
