هكذا .... خلسة ؟؟؟
.
.
.
.
.
هكذا خلسة وبدون مقدمات يهجم الموت على فريسته فلا تستطيع فرارا ولا يستطيع أحد ـ مهما بلغ قوة وقدرة وذكاء ـ لها إنقاذا فإذا من كان معدودا في الأحياء أحد الموتى ، وإذا من كان معدودا في الأغنياء أحد الفقراء ، وإذا من كان معدودا في أهل المناصب عريا من كل منصب ، وإذا من كان معدودا في الأقوياء أحد الضعفاء ، وإذا من كان محروسا بالعساكر جثة هامدة لم يغن عنه حراسه شيئا :
نعد المشرفية والـــعوالي ................ وتقتلنا المــــــنون بلا قتال
ونرتبط السوابق مقربات ............... وما ينجين من خبب الليالي
****
قبل الموت كانت هناك آمال عريضة ، وخطط كبيرة ، وأحلام وأمان ، يمسي فينتظر الصباح ، ويصبح فينتظر المساء ، ربما حزن لفوات فرصة أو عدم تحقق أمنية ، وربما فرح لتحقق مطلوب ، أو حصول مرغوب وعجلة الحياة تجري ، والأيام تسير بسرعة ، والساعات تمضي وتمضي . لكن .... ربما كان قبل الأمل الأجل ، وربما كان قبل الأمنية المنية :
ما أســـرع الأيام في طينا ............ تمضي علينا ثم تمضي بنا
في كل يوم أمــــل قد نأى ............ مرامه عن أجـــــل قد دنا
أنذرنا الدهر وما نرعوي ........... كأنما الدهر ســـــوانا عنى
تعاشيا والأمـــر في جده ........... ما وضــــح الأمر وما أبينا
نعم ما أوضح الأمر وما أبينا !!!!
****
نكرر مثل هذا العبارات كلما جاءنا خبر يفيد وفاة فلان من الناس ونعزف هذه العبارات بوتر الحزن الذي يثير الشجون عندما يكون الفقيد معروفا لدينا وقريبا منا تراه العين بكرة وعشيا ، فنتأثر قليلا ، وربما سالت الدموع من العيون وبللت الخدود وقتها ، لكننا ما نلبث حتى نعود إلى حالنا الأولى فننافس في أشياء غير نافعة ونتهوك في أعمال غير مجدية ونتعادى ونتفانى في لا ينبغي أن نتعادى من أجله :
ومراد النفوس أهون من أن ............. نتعادى فيه وأن نتفانى
****
هذا بعض ما جاش في صدري عندما بلغني خبر وفاة الأستاذ / محمد الفايز رحمه الله ذلك الشخص الحيي الهاديْ الذي لم يكن بيني وبينه علاقة مباشرة ولكن رأيته مرات وصافحته ربما مرة لكن صورته مازالت عالقة بالذهن لقد كان فيما بدا لي حييا هادئا دينا
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته