.. خاطرة تنتظر العبور ..
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي أعضاء المنتدى
سلام الله عليكم حميعاً
تحية طيبة .. وبعد :
.. خاطرة تنتظر العبور ..
ما أجمل أن تعيش الحياة بأكثر من شكل ، وتحاول أن تتذوقها بأكثر من طعم ، وتفكر في النظر إليها بأكثر من لون . شعور غريب ، وإحساس رهيب . لذة لا تقاوم ، ومتعة عليها لا يساوَم . يتنقل المرء بين خضرة ونضرة ، وتأمل للأشياء وتفكير فيما يحب ويكره . كم طوى البؤس على عقول حبست ، ونفوس بأعذار واهية أسرت . غابت عن الجمال فلا ترى إلا القبيح ، ولم تفرق بين العليل من الصحيح . سوء الظن لها شعار ، وخبث الطوية لها دثار . لا تعرف معنى لتكافل أو اجتماع ، ولم تجعل الإنسانية لها شراع . أي حياة هذه !! ما قيمة الإنسان حين يكون ضربا من النسيان ، ما شعور المرء عندما يصبح بلا شعور . تتوالى الخواطر تلو الخواطر ، تبحث عن مهرب أو مخرج . بيد أنها الطباع والأخلاق ، جعلها الله لا تأتلف ، فكل فرد له وصف مختلف . لكن يبقى التخلق والتطبع ، من دون تملق أو تصنع . فعش حياتك ، وأرهف إحساسك . واجعل لك في هذه الدنيا بصمة ، إما برسم بسمة ، أو بنشر حكمة . مساكين .. هم الذين عشاوا لذواتهم فحسب ، يظنون أن هذا هو العيش الحقيقي ، يفكرون من زاوية واحدة ، وينظرون بعين واحدة ، فالشكل لديهم واحد ، والطعم عندهم واحد . ليس لديهم شمس تدفئهم ، ولا هواء يجدد لهم هويتهم . قبعوا خلف أسوار الأنا ، فباتوا محدودي المنى . الحياة بحر ، والفكر ربان ، والمطالب أسماك ، والهموم أمواج ، والشر قرصان ، والخير سحاب ، وكلنا في سفينة واحدة . ترى .. هل سيغرق بعضنا بعضا بالظلم والقتل ؟ أم أن كل واحد منا سيهدي لصاحبه طوق نجاة ؟ قد تُغرق الحماقة صاحبها كما أنها قد تًجني على الجميع ، وقد يُنقذ العقل صاحبه كما أنه قد يُنجي الجميع . فأين .. من يأخذ السنارة ، ويمسك صيده بحرفة وجدارة . ولن يتم لهذه الخاطرة العبور ، إلا عندما يقرأ ما بين السطور .