الكتــــــــاب المـفتـــــــــــــوح (الجزء الثاني)
ياترى ماذا سجل عنا الكتاب المفتوح.
سجل الخور والذل, والحسد والغل, والكذب والنفاق, والغش والشقاق ,فما ترى أخوين إلا قد رصد كل منهما كمينا للآخر, أما القوي أخذ علي يد الضعيف وتفاخر .
نفتخر بما ترك أسلافنا لنا , و تركنا الخيبة التي لطخت تاريخنا لأجيالنا .
عفوا أيها الجيل القادم, ما تركنا لكم أي أمر حازم ,أو بطولة تذكر وبراعة حاكم.
علمنا أمرين عند المحن ,شجب واستنكار في شتى أنواع الفتن , في هذا الزمن .
زمن ضحك الغراب فيه, من تصرفات السفيه.
زمن عندما يسأل المسلم عن دينه ,التفت عن شماله ويمينه.
نظر إلينا من هو بخارج البلاد, بأننا أسود ولانقاد, وبأننا للصحابة أحفاد.
ليتهم عرفوا هذا وسكتوا, ولكن جاءوا فشاهدوا وسمعوا, فما كلموا لم يجدوا, شككوا وسألوا ,ولكن .........هلكنا وربما مثلنا هلكوا.
أربعة أشياء وصلت إلينا, فماذا فعلنا .
ورثنا أرضا ورسولا, ودينا وعقولا.
تمسكنا بالأولى, ونسينا الثانية, وتركنا الثالثة, فتعطلت الرابعة.
الملتزم بدينه أصبح غريبا, والناس تحدق فيه كأنه فعل أمرا معيبا.
لو طبقت سنة للنبي, لقالوا ماهذا الصبي .
لو اتزنت أمورنا بديننا, لصلحت دنيانا لنا ,ولو اجتمعت الأمم لهلاكنا مافتكوا بنا.
حملنا أفضل بضاعة, فلا امتثلنا لله ساعة, ولا أخذنا دعابة ساعة.
خلطنا الساعة بالساعة فخرجت أيام, بل سنين وآثام, دون رادع أو احتشام.
بقي أخيرا لك أخي القارئ أنت احفظ عليك صفحة تاريخك فلا تدعه يسجل عنك أحد ماقلنا سالفا ,وامض إلى ماهو شاهد لك لا عليك مستقبلا.
وصل وصم واركع وأقم واستغفر ونم تفوز بجميع النعم .
