لمــــــــــاذا؟...

لمــــــــــاذا لا نعتبر من اخطأنا؟..

لمــــــــــاذا بعد ما تحصل المصيبة او المأساة نتحرك ؟..

لمــــــــــاذا تموت ذات الاثنتي عشر عاما من البرد ويموت غيرها من الجوع بعد ذلك يتم توزيع البطانيات والدفايات ؟..
أن الصبية بنت15 عاماً ( مشاعل ) قد توفيت أثناء نومها في منزلها .. ويعتقد أن سبب الوفاة كان موجة البرد التي عصفت ولا زالت تعصف بالبلاد وخاصة المنطقة الشمالية.
لم تكن مشاعل نائمة في العراء، بل كانت في منزل والديها بإحدى الهجر القريبة من مدينة عرعر شمال المملكة التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
فقد ذكرني هذا الخبر بما كنا نقرأه بعد سقوط الحكم السوفيتي، كيف كان بعض المسنين يموتون من شدة البرد في شوارع موسكو أو في غيرها من المدن الروسية لأن ليس لديهم مكان أو ملجأ يلجأون إليه.. فكان الجنرال ثلجاً والشتاء الروسي عدواً لهم يطاردهم ليقضي عليهم وهم نائمين على أرصفة الشوارع أو في زقاق مظلم لا يراهم أحد وهم يلفظون آخر أنفاسهم...
الحمد لله أن درجة الحرارة في مدننا وقرانا وهجرنا لا تصل إلى نفس الدرجة التي تشهدها المدن الروسية...
ولكن "مشاعل " كما ذكرت لم تكن نائمة في أحد الشوارع ولم تبت في العراء بل كانت في منزلها الواقع في أحد أحياء الصفيح.. هذا المنزل الذي بني ليحمي من بداخله من أعين المارة ولكن أتراه كان يحمي من بداخله من لسعة البرد القارس أو حر الصيف الحارق !؟
هل كانت به دورة مياه مزودة بسخان ؟ هل كانت جدرانه مزودة بعوازل تحد من تسرب درجة الحرارة لتبقى غرفة "مشاعل" دافئة بما يجعل نومها نوماً عميقاً ، تراودها فيه أحلام جميلة ترى نفسها فيه فتاة كلها حياة وحيوية ؟؟.
كل ذلك لم يكن موجوداً في بيتهم ( الصفيحي ) بل ولا ندري إن كانت مشاعل قد حصلت على وجبة ساخنة قبل نومها تمدها بطاقة لمقاومة برد الشمال ؟ لقد غادرت "مشاعل" عالمنا والتحقت بباريها .. رحمها الله وأ سكنها جنته التي لن تشعر فيها بالبرد ولن تعاني من قسوة الحياة ...يا ترى كم من مشاعل أو مشعل يعيش في نفس الظروف وفي نفس أكواخ الصفيح.. أو غيرها من العشيش !
هل هناك أحصاء يحدد كم من مواطني هذا البلد يعيش دون منزل؟ كم من أسرة تنام في ما يشبه العراء؟ دون سقف يحميها حتى من المطر الذي إذا نزل جعل دورهم مستنقعات تعوم فيها فرشهم وبسطهم البالية؟
نحن لا نعلم ذلك ، ولا أعتقد أن دائرة الإحصاء قد احصت هؤلاء المواطنين ولكني لن أكون مبالغاً أن أدعيت أن هناك الالآف من الأسر التي تعيش في ظروف معاشية مشابهة لأسرة "مشاعل" منتشرة في أرجاء بلادنا التي أنعم الله عليها بخير وفير..
وأجزم دون تردد أنه لا توجد مدينة من المدن السعودية لا توجد بها أحياء فقيرة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، حيث أحياء الصفيح أو أكواخ العشيش التي لا تسمن ولا تغني من جوع أمام ظروف المناخ الشديدة القسوة.
ماذا لو أردنا يا ترى أن نبني لهؤلاء مساكن لائقة تحميهم من لذعة برد الشتاء ولسعة حر الصيف ، وتوفر لهم الخصوصية التي يحتاجها كل إنسان !!
هل ستعجز الميزانية الحكومية ذات الأرقام الفلكية والتي أقرت لهذا العام المالي من أن يقتطع منها مئات الملاين لتمويل بناء آلاف الوحدات السكنية لهؤلاء المساكين !
لماذا لا يعاد دراسة تجربة وزارة الإسكان حينما بنت في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي عدداً من المباني والمنازل في بعض من مدن البلاد( والتي بقيت غير مأهولة لفترة طويلة ولكنها الآن سكنت ولله الحمد ) . ورغم العيوب والنواقص التي بها إلا أن عدداً كبيراً من المحتاجين رضي بها سكناً يؤيهم ويحميهم... ألا يستحق أن نكرر هذه التجربة بعد أن يتم معالجة الأخطاء وتجاوز المصاعب التي رافقتها؟
لا أحد يشك في أن المال اللازم موجود لدى الدولة لتنفيذ مشروعات مشابهة بل وأحسن منها في جميع أرجاء البلاد.

لا وازيدكم من الشعر بيت يخرج الوزير على التلفاز ويقول ما اتوقع ان البنت ماتت من البرد؟..
والوزير الثاني بينما الناس يعانون من البرد يخرج ويتبرع بـ 10 ملايين و10 جيوب لكزس لمزاين الابل...
طيب 10 ملايين لو نقول كل بيت دور ارضي يبي 300 الف لاحظ اخي القارئ كم بيت نحصل علية من عشر ملايين..نسطيع بناية 13 منزل دورين مو دور بعد يأخذ عائلتين يعني يعني كم عائلة 26 عائلة تسكن في البيوت انجاز بصراحة(لاحظ اخي القارئ من غير الجيوب اللكزس العشرة)...

ولا الوزيرالثالث اللي يقول ان البنقالية اللي اغتصبوا البنت خارج المملكة مو داخلها المقطع ...طيب في خارج المملكة يعني وين في بنقال طيب البنت السعودية وش تسوي في بنقال ؟..لا ولابسة عباة في بنقال؟... على منهو تضحك؟ ....

لمــــــــــاذا تدخل فتماين (و)....(سرطان المجتمع)..في التوزيع الخيري (لاحظ اخي القارئ توزيع خيري)؟..

اتصل بي ابي قبل قليل وسألني هل تعرف احد شغال في الخيرية قلت ليش؟؟
قال فية ام فلان اللي بالحارة تقول ما جاني شي..وانا اعلم ان ام فلان الارملة ذات الثلاثة اولاد وثلاثة بنات...
قلت اية اعرف واحد وابي ادق علية واقولة ...تدرون وش المشكلة الواحد مقفل جوالة؟...

طيب ...متى ومتى اجلس بمجلس رجال والقاهم ما يسبون الخيرية ....ودي بصراحة يمدحونة بس لما تسمع ما يقولون ....تقول مو صحيح الكلام هذاا ابد؟...

لكن الله يعين العاملين عليهاا ويوفقهم لما يحب ويرضى ؟...

لنا عودة في الايام القادمة انشالله....