مرحبا.. أنا السيد جني العفريت، ممكن أتعرف!
[align=justify]ممنوع الدخول ليلا للجميع، وممنوع الدخول في أي وقت لأصحاب القلوب الضعيفة والحبيبة!
أنا ظمآن إلى الكتابة، لكن بنت الذين (القريحة) لها ثلاثة أسابيع تشح بما تملك، وترفض أن تجود بما لديها، حتى أثّرت على لياقتي الأدبية فأحسست بالجفاء بيني وبين القراءة والكتابة.. ليس جفاء بل كرهًا؛ بل ولزمت شقتي التي ملتني وعافتني؛ إذ أجلس فيها سائر اليوم ولولا فرض الله -تعالى- لما خرجت منها أبدًا، والسبب (وقولوا ماشاء الله) أن بعض الأخوة قرروا التحالف معي للثورة على بعض تقاليد العزاب المطاوعة، فكان أن استضفنا رسيفر قناة المجد قبل سنوات، وأدخلنا الفيديو، وتهوّرنا في بعض الشهور وأتيت بجميع أجهزة الألعاب التي أملكها في ذلك الوقت المظلم (لازم أقول مظلم) xbox تبع الست مايكروسفت الأول و GameCube Nintendo وطبعا PlayStation 2 تبع سوني رحم الله الجميع..، ثم انتهينا في الأخير إلى استقدام خدمة DSL هذه الفاتنة ذات الواحد ميجا، والتي قضت على ما تبقى فينا من همة للقراءة وللكتابة.. قبحها الله، وأخوكم في الله له مدة طويلة يمني نفسه بترتيب وقته، فالمغرب سيكون هو الوقت الوحيد للنت، لأجدني بعد ذلك الترتيب بدقائق منغمسا ساعات وساعات على هذا الجهاز، وأظنني قد حللت سعره وسعر خمسين جهازا يماثله.. .
فكرت بالموضوع قبل أيام حين كنت مضطجعا على فراشي في الساعة الثانية والنصف ليلا وعند رأسي صديقي الذي يبدأ فراشه ببداية رأسه عند رأسي ليمتد عرضا، يعني مسوّين زاوية تسعين، ومن عادة هذا الشاب وزميلي الآخر أن يطفئا جميع أنوار الشقة قبل النوم، ولو كان الأمر بيدهم لأطفؤوا أنوار الدرج الخارجي، وربما دخلوا الشقق المجاورة وأغلقوا أنوارها، ولو كان الأمر بيدهم لذهبوا إلى شركة الكهرباء وطلبوا إطفاء مدينة بريدة كلها، ولعلهم يعودون للشقة فيضعون رؤوسهم على المخدة، ويستحضرون شكل كوكب الأرض مباشرة، ويستشعرون الأنوار المشعة في أوروبا واليابان وأمريكا فتتجافى جنوبهم عن المضاجع يضرعون إلى الله بخشوع وخضوع لكي يستجيب لهم فتنطفأ تلك الأنور؛ ويناموا بسلام، أحيانا أصاب بالتعرق والخوف والارتباك حين تمتد يدي إلى جوالي لأنظر للساعة فأضطر أن أكتم نفسي داخل البطانية، وأنطوي حول ذاتي ثم أفتح قفل الجوال لأرى الوقت كأنني أعبث بقنبلة موقوتة، مخافة أن يحس صديقي في الغرفة المجاورة بها، فيأتيني بلا وعي كوحوش الزومبي يريد افتراسي.. إيه.. هَمْ أبالغ وهَمْ مو شغلكم.
قلت أنني كنت مضطجعا في غرفتي قرابة الساعة الثانية والنصف وصديقي بجواري، الجوّ جميل جدا، المكيف شغال بصوته الذي لا أصبر عنه، كنت متعمقا في التفكير حول بعض الأمور العائلية التي حدثت خلال سنوات الجامعة الأربع الماضية، وأنا في مرحلة الاندماج حتى كدت أن أتحدث مع الشخصيات بلا إرادة؛ فاجأتني صرخة مكتومة أربكت مقلتي ونفسي وأعصابي فانتشلتني مباشرة من أحلام اليقظة إلى الواقع المظلم؛ لألتفت إلى مصدر الصوت سريعا فإذا صاحبي يخرج صرخة مكتومة كأنه مخنوق؛ فصرخت بهدوء(!) فلان.. فلان.. ياولد.. هيييييي.. يالأميرة النائمة.. بسم الله.. ! وضعت يدي على رأسه فشهق شهقة أرعبتني، وكان في صراخه المكتوم يقول: قوي.. قوي.. يمدها، فلما شهق والتفت نحوي محمر العين؛ سألته: مين القوي؟! فصرخ غاضبا: الله.. . جل جلال ربي سبحانه(!!) انفجرت ضاحكا من طريقة رده، فلما سألته من الغد في مجلسنا وبعض الشباب موجودين عندنا، أخبرني أن المستر (جاثوم) قد زاره، وهو ذلك الشيء الذي يجثم على صدرك ويخنقك، وقد تستيقظ وأنت على تلك الحالة، حينها ( http://www.alsamy.net/vb/images/smilies/tears.gif )، وقال أنه صرخ بكلمة الله القوي لكي يغيظ ذلك الجني والذي يقولون أنه شيخ كبير أبيض اللحية (قال ذلك اثنان من أصحابي -منهم صاحبنا هذا- ادعوا أنهم رأوه.. والله أعلم)!
التقت أحاديثنا في ذلك المجلس حول (الجاثوم) ثم سحَبَنا الحديث عن الجن، فتذاكرنا بعض الأحداث التي حصلت في حياتنا وكان الجن هو المتهم فيها، وقد يكون أمرًا حسيا آخر سببه شيء لم ننتبه له غير الجن، لكن الأمر الأكيد أنه لم يكن خيالا أبدًا، وكم كنت أكره -ولا زلت- شعور الخذلان الذي يغمرني في صغري حين أرى شيئا غريبا أو يحصل أمر غريب، قد حدث أمامي عيني، حين أخبر أبي أو أمي يأتيني الرد باردا جدا:.. لا ما في شي.. تتخيل.. روح نم!! http://www.alsamy.net/vb/images/smilies/tears.gif
هنا سأسرد عليكم بعض الذي أستحضره من القصص التي حدثت معي، مع العلم أن التهم موجهة حتى الساعة إلى الجن، وبعضها ثابت لدي أن الجن لهم دخل فيها.
صندوق الكهرباء يحدثني!
إن لم أكن واهما فهذا الحدث قد حصل في طفولتي المبكرة في عام 1409.
الحي الذي أسكنه في مدينتي (رفحاء) يُسمّى حي المحمدية، وهو من الأحياء المتوسطة، بين القديمة والحديثة، وفي بدايات عمري كانت البيوت في هذا الحي قليلة إلى حد ما، ومنها بيتنا، كان الجو مشرقا تماما في النهار، مظلمًا جدا في الليل، المهم.. خرجت وقت المغرب من أبعد باب في منزلنا، وهو ما نسميه بـ (باب الحوطة) و(الحوطة) أقصى مكان عن المبنى الذي نسكنه، حتى إنه تفصل بينه وبين (الحوش) غرفة واسعة.. يعني بالعربي: الحوطة بذاتها مخيفة، وقد خرجت منها إلى الشارع (أسميه الشارع مجازا وإلا فحولنا أراض فارغة). المهم.. كان بجوار الباب أعمدة خاصة بالكهرباء (قبل الكهرباء الأرضية)، عمودان يحملان الصندوق الرئيسي لعدد من البيوت.
لا أذكر بالضبط ما الذي حصل، لكن الذي أذكره أن ذلك الصندوق (والذي يبدو كالمكيف الصحرواي) خرج منه صوت يناديني باسمي، في البداية لم أخف، وقد تحدثت معه -لا أذكر الحديث الذي جرى بيننا-، فإذا الصوت فعلا يخرج من ذلك الصندوق العالي جدا، فتسلل الخوف إلى قلبي وفِرَكت له؛ أي: حطيت رجلي، أي: هجّيت، أي: لذت هاربًا.. والعمر يا شامان.
على فكرة، أهلي لم يصدقوني. [/align]