/
/
/
هناك .. على مرمى البصر
عند حانوت دمشقي قديم
وقفت كزهرة في قلب تشرين
تشرقين تحت معطف المطر
تنفخين الهواء في كفيك
وتسترقين الى مظلتي النظر
ورغم الزحام
وابواق السيارات
وهزيم الرعد
ولسعة الخطر
حثثت الخطا اليك
وفي يدي .. لهفة ليديك
أجري ... وأجري
تناديني عينيك
لست أدري ما دهاني
قبل أن أصلك مولاتي
غرقت في مقلتيك
كأن قطرات الأمطار
كأنها خيوط من نار
كأنها ريح
كأنها يا سيدتي .. في عينيك إعصار
وكأنني في لهفتي إليك
نجم تائه
بلا مدار
كأن عينيك قلعة .. منيعة الأسوار
كأن عينيك ليل مظلم
يغتال في أهدابي النهار
جريت دون ان ادري
أنني اضع القيود في معصمي
وأقفل على نفسي أسوار الحصار
فعينيك ياساحرة
سجن بعيد المدى
قضبانه من الازهار
وفراشه الهوى
وزنزانته أحلام السعادة
وابوابه .. الهلوسة والافكار
يا ساحرة الشرق .. لا ترتجفي
وإن تبلل الليل البهيم
على كتفيك
وإن طفق البخار .. يرتمي
من بحر شفتيك
خذي يدي .. وضعي بها .. قيود كفيك
هاقد عاد سنونو الحب .. ليرقد في جفنيك
عاد العربي الجريح .. ليموت على ذراعيك
عاد ليموت على صدرك شهيدا
فما أحلى الشهادة على يديك
تحياتي لكم
خـــالـــد