اقتربت أسهم بعض شركات سوق الأسهم السعودية أمس من قيعانها التاريخية،
اقتربت أسهم بعض شركات سوق الأسهم السعودية أمس من قيعانها التاريخية، المحققة بعد انهيار فبراير (شباط) 2006، متأثرة بموجة الهبوط المتتالية التي اجتاحت التعاملات خلال الفترة الماضية، لتجعل المتداولين أمام تعاملات مهمة تضع السوق على المحك الفعلي، في قدرتها على إرغام أسهم هذه الشركات على التراجع عن سلوكها السلبي. ويأتي هذا الاهتمام من قبل المتعاملين في المراقبة الشديدة لقدرة هذه المستويات التاريخية على الوقوف في وجه التراجعات، كونها تعد بادرة سيئة في حال التنازل عنها، مما يوحي باستمرار الهبوط في نظر علم التحليل الفني، الذي يؤكد على أن تجاوز مستويات تاريخية سواء كان ذلك دعما أو مقاومة، دليل واضح على استمرار المسار الحالي. وعلى الرغم من ذلك إلا أن المؤشر العام حتى الآن يقف في مساره الصاعد العام، والذي لامسه مؤخرا عند مستوى 8830 نقطة تقريبا، إلا أن التشاؤمية تكمن عند المحللين الفنين بتكوين المؤشر العام لقمة هابطة عند مستوى 10388 نقطة تقريبا، إلا أن ذلك يعطي بحسب التحليل الفني إشارة إلى تغير المسار وليس بالضرورة إلى هبوط كون خيار المسار الأفقي موجودا ما لم تتنازل السوق عن مستوى 8830 نقطة. من ناحية أخرى ظهر التأثر النفسي داخل تعاملات أمس بعد تمسك أسهم شركة الغذائية بالنسبة الدنيا، والتي انعكست سلبا على تعاملات السوق، بالإضافة الى استمرار أسهم شركة أنعام القابضة في تحقيق النسبة الدنيا لتسجل أمس مستوى 64 ريال (17.06 دولار). وقال لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن السماري، المدير التنفيذي لشركة إي ستوك لأنظمة المتاجرة بالأسهم، إن سوق الأسهم السعودية بدأت تتخلص شيئا فشيئا من تأثير أسهم شركة الاتصالات المتنقلة السعودية، وعلى وجه الخصوص بعد أن باتت ملامح انحسار تدافع البيوع واضحة، متوقعا استنساخ ما تم على أسهم شركة جبل عمر مع بدء تداولها خصوصا مع التشابه في مستويات المؤشر العام.
وتوقع أن يستمر الضغط السعري على أسهم «زين السعودية» حتى تصل إلى مناطق استقرار، لتعود السوق بعدها إلى أسهم شركاتها الحقيقية، خصوصا أن محفز شركة سابك ينتظر مع بداية الأسبوع المقبل، مفيدا بأنه إذا كان هناك من تأثير لهذه الأحقية على أسهم الشركة، فسيظهر في ما بقي من تعاملات هذا الأسبوع.
وأبان السماري وهو خبير التحليل الفني، أن المؤشر العام للسوق يقف عند مناطق دعم حقيقية حتى لو تمادى إلى مستوى 9180 نقطة، مضيفا أن مستوى 9320 نقطة تقريبا والتي ارتدت منها السوق أمس، يعد دعما جيدا، موضحا أن أسهم شركة سابك بعد المنحة سوف تخرج من لعبة السوق، لتتسلمها أسهم الشركات القيادية الأخرى، استباقا للتنظيم الجديد للسوق في 5 من الشهر المقبل. في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز السالم، مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية أظهرت انفصالا واضحا في اتجاهاتها، خصوصا بعد أن اتجهت أسهم الشركات المضاربية إلى المبالغة في تحركاتها السعرية، مناقضة لسلوك المؤشر العام، مما يضفي لمسة سلبية على التداولات مع بداياتها.
ويؤكد السلام على أن السوق تشهد بعض من الانتقائية في الدخول غير الواضحة للعيان، خصوصا أن العوامل الداخلية للسوق لا تدعو للقلق مع توفر المقاومات الاستثمارية في الشركات، والتي تصب في صالح أصحاب الأهداف الاستثمارية.
الشرق الأوسط 24-3-2008
