كثيراً ماتفاجأني الأحداث المؤلمة والسيئة في تفكيري بشكل عام ، عندما تأتي الذكريات المزعجة أو ذكرى المعاصي أو المواقف المحرجة أو الأخطاء الجلّية ، أستشيط ألماً وكمداً وأكاد أنطق بها أو أردّ أو أعلّق عليها حتى ولو كنت في حضرة أصحابي .
أحاول جاهداً طردها من ذهني ولكن هيهات هيهات لاتذهب حتى تتلف نفسيتي .
أقول هذا وأنا أعلم أني لست وحدي في هذه المشكلة بل إنها أمر يحاول إخفائه أكثر الناس ، ومحاولة مني في التخلص من الهاجس المتكرر وبينا أنا كذلك إذ قفزت إلى ذهني فكرة جميلة وسأحاول تطبيقها إن شاء الله ، وهي أن أخصص دفتراً أو كتاباً لايقرؤه أحدٌ غيري ، أكتب فيه كل المواقف الجيدة والكثير من الحوادث المضحكة وأيضاً المواقف التي حققت فيها انتصاراً نفسياً مع نفسي ومع الآخرين ، فإن داهمتني تلك الذكريات المزعجة ماعليّ إلا أن أحاول أن أتناساها وأبدأ في قراءة المواقف والنكت التي مرت بي وانتصرت فيها على ذاتي وتعاملت تعاملاً حسناً معها .
وقد أبوّب الكتاب حتى إذا داهمت روحي ذكرى سيئة فتحت على الباب المخصص وقرأت فيه .
في الغالب ، الإنسان يتذكر ماجمل من حياته غير أن الشيطان في مواضع القوة والضعف ينسيه الذكريات الجميلة ويضع أمام ناضريه كل ذكرى يمكن أن تفت من عضده وتطفئ جذوة الإيمان والطهر والخير في قلبه ، ليدعه دائم التفكير في زلاته والركون إلى الموت ... لا يصنع قنديلاً ولا يعمّر عقلاً