**يبقى كل واحد منا معتزا بنفسه، لا يرضى أن يهان أو يشاغب عليه أو أن يخاطب من عَلِ، وهذا طبعٌ نتفق على أنه يغمرنا جميعًا، وبناء عليه فإننا نردّ الخير إذا حمله إلينا متكبر أو مشاغب أو (مهايط).
**صحيح أن الحق يؤخذ ولو من الشيطان، وأن الحكمة ضالة المؤمن، إلا أن لؤم حامل النصيحة يلهينا عن تقبلها، والرغبة بالانتقام يطغي على مثالية القبول.
**أرى في بعض الكتابات أحرفا تتخاصر أمامنا مستعرضة، ومستغلة استعارة اسم أصحابها، تحيط الحق بهالة من التعالي والتكبر.. والمشاغبة.
**غالبًا ما تصدر هذه الأحرف من قومٍ قد وثقوا بأنفسهم زيادة عن اللازم فألبسوها زي الإصلاح والفكر وغيرها من ألقاب الزينة والفخر وقلة العلم، وملكوا جرأة وشيئا من قلة الحياء ليجدوا أنفسهم وقد تسابقت أحرفهم في نقد الدنيا كلها بمنطق الإصلاح.
**يومًا ما سيكبرون وتكبر عقولهم، وسيجدون أنفسهم قد وضعوا أكفهم على وجوههم حياء من سذاجة طرحهم السابق، وسطحية أفكارهم ومقاصدهم، وكلي رجاء ألا يغرهم التفات الناس إليهم لأنهم لفتوا الأنظار إليهم بصياح، كمن ترونهم في ملاعب كرة القدم حين يخرج أحدهم عاريا يتراكض أمام الآلاف والشرطة يطاردونه.
