شعر التفعيلة إهداء مني إلى منتدانا الراقي ( موت الجزيرة ) .
إذا كان شعراء الأندلس ابتكروا ( الموشحات الأندلسية ) .
فإن شعراء عصرنا ابتكروا ( الشعر الحر ) ورائد _أو بمعنى أصح_ رائدة هذا الشعر هي ( نازك الملائكة )
الشاعرة العراقية , ولو زعم الشاعر بدر شاكر السياب بأنه رائد هذا الشعر وغيره من الشعراء , فنازك هي من فجَّر شعر التفعيلة بقصيدتها ( الكوليرا ) وهي من وضع قواعده , ومن أراد الاستزادة عليه بالرجوع إلى كتابها
( قضايا في الشعر المعاصر ) .
وبصفتي محب للأدب نضمتُ هذه القصيدة على نسج شعر التفعيلة واهديها إلى منتدانا الراقي .
وأخص بالإهداء وحده ا يستطيع أن يقرأ الاسم ( ..........,..........) .
(( موت الجزيرة )) .
دعوني !!!
دعوني أصارع الأمواج وحدي
فهذا زورقي وبه مصيري
وهذي اشرعي وبها مسيري
وداعا لا أريد اليوم نصحا
فدمع العين قد أفنى جفوني
دعوني !
رموز بل طلاسم في الجزيرة
يحيط بأرضِها شكٌ وحيرة
فمن أضحى فلا يمسي عليها !
ومن أمسى فلا يأتي الظهيرة !
وإن شخص يحاول ان يقاوم
سيرجع بعدها أعمى البصيرة
دعوني
بل وداعا فارقوني !
سَأذهبْ
سَأحلمْ
سَأمضيْ
سَأسعدْ
سَاخطوا لا تكونوا في طريقي
فلا حاجة !!!
دعوني أكفكف العبرات وحدي
ولا عودة إذا ناديتموني
خيانات مثاني أو فرادى
تزيد العين من قلبي سهادا
كأن الكون ليس به رقادا
دعوني !!
دعوني أهاتف المأساة وحدي
معاناتي بنفسي لا بغيري
فلا تتدخلوا هذا مصيري
أيا أحبابْ
على ماذا أنتم حاسدوني ؟
على سِنَّارتي ؟ أم كسب عيشي ؟
أم أدهشكم مع الأطلال بيتي ؟
على هذا؟
على ماذا؟
رجاء ياعواذل فارقوني ...
وإن لم تفعلوا قوموا اقتلوني
فلا ذكرى ولا كأسٌ
ولا ليلى ولا صخرٌ
ولا نازكْ
ولا حتى .....
بأخبار الأوائل تؤنسوني
هيا اشنقوني ؟
دعوني !!!
لا أحالفكمْ
لا أناصركمْ
لا أساعدكمْ
وإن أخبرتكم لا تسألوني
مللتْ
تصبَّرتْ
تحطَّمتْ
صداقة ثم صارت ... ثم ماذا؟
عليَّ الآن أن أصمت !!!
دعوني !!
قد يطاردني التلاقي
بأرض ليس بها عناقي
دعوني فالجزيرة في انتظاري
ولا تستغربوا هذا قراري
سأمشي في طريق الموت عمداً
ولا ارجوا بدنياكم بقائي
كما اخبرتكمْ
ألمٌ
وهَمٌ
وَوَهْمٌ
وغبنٌ
وحمقٌ
أكانتْ
نداءاتيْ
كتاباتيْ
حماقاتيْ
سخافاتيْ
افتتاناتيْ
بربي ليس هذا!
تضحياتيْ
نظراتي كانت ...
حزيناتيْ
ضاعت أمنياتيْ
أجلْ هذا وقد حانت وفاتيْ !!!
فمن يسعى إذا ما الصحب خانوا ؟
مواساتيْ !!!
أجلْ وبلا خجل أصارخ
فما أَحَدٌ يُعَبِّرُ أمنياتيْ
ولا تتعجبوا حانتْ
نهاياتيْ
فهيَّا زورقي أسرع فإني
لمشتاق إلى شمس الظهيرة
ومشتاق إلى موت الجزيرة
دعوني !
دعوني !