توقفت بي السياره عند ذلك المكان
مبنى جميل تحفه الأشجار الخضراء يخيل للزائر أن من بداخله فرحون بهذا المكان
ولكن لفت انتباهي تلك اللافته الكبيره المعلقه بالخارج
قرأتها وبداخلي تثور احزاني فأكتم مابيا ..انزلت رأسي ودلفت سريعا الى البوابه
بضع خطوات اقلتني الى الداخل مشيت من خلال ممر طويل يؤدي الى عدة غرف
كل غرفه بها امرأتين أو ثلاثا
ياللــــــه
العدد يتزايد بدلا من النقصان
أمهات عانين وتعبن وسهرن وشقين من أجل أبناءهن
أمهات تعرضن لمخاطر جراء حملهن
أمهات يحرمن أنفسهن ليطعمن أطفالهن
معهم خطوه بخطوه وسنه تلو الأخرى حتى أصبح الطفل رجلا أتى دوره ليقوم بواجبه
ليبر بأمه ... ليرعاها عندما كبرت وهي التي سهرت الليالي معه عندما كان صغيرا
للأسف الشديد.. وبكل سهوله ترمى الأم وكأنها بذلك قد انتهت صلاحيتها للعيش مع أبناءها
كل منهم يتخلى عن تلك المسؤليه .. ويتحجج بحجج واهيه زينها الشيطان لهم فكبرت في رؤسهم
ووجدوا!!!
بل اعتبروا!!!!
وأقروا.....
أن دار المسنين تعتبر هي الحل الأنسب لتعيش ماتبقى من حياتها
وهذا هو ماكان مكتوبا على اللافته
****دار المسنين****
رحماك يارب!!!!!!!!!!!
رأيتهن منهن من تقوقعت على نفسها... ومنهن من تتجاذب أطراف الحديث مع الأخريات
ومنهن من تنهرها الممرضه بعنف لأنها ......... وكأن لسان حال تلك الممرضه يقول لست بأرحم عليك من أبناءك.
هن نساء وامهات يختلفن في العمر والتفكير والشكل
ولكن يجمعهن ذلك الأسى الذي تترجمه أعينهن
جميعنا ملقيات هنا..... وقد تخلى عنا أبناءنا
اقتربت منهن لعلهن يستأنسن بوجودي
كانت نظراتهن لي غريبه وكأنهن يستغربن رؤية من يزورهن
منهن من تذكر أن سبب مجيئها الى هنا هو زوجة ابنها التي لاتريد أن ترى تلك العجوز في المنزل ورائحتها التي لاتعجبها أو قد تضايق أطفالها...
ومنهن من رفض ابناءها استقبالها بينهم بعد أن توفي زوجها ووجدت أنه المكان الأنسب
ومنهن من قسى الزمن عليها...
كانت كل منهن تحكي قصه أشبه بالخيال لايصدقها عقل ولكن ماذا عساني قائله
وبينما أتجاذب أنا واياهن أطراف الحديث وقسوة الزمن فإذا بتلك المرأه ترمقني من بعيد
لقد رأيتها
بل أعرفها جيدا
ياألــــهي
انها أمــي....!!!!
مالذي أتى بها ألى هنا؟؟؟ ولماذا
اقتربت منها ودموعي كالنهر الجاري
فاقتربت مني أكثر
وأكثر
وأكثر
فإذا بوالدتي بقربي وهي تناديني بأعلى صوتها لأنني تأخرت في نومي
كان حلما بل كان كابوسا مزعجا.. بل كان واقعا تعيشه الكثير من الأمهات
حمدت الله عز وجل وقبلت والدتي وتمنيت لوكل ابن منهم قد ردد تلك الأبيات
يامن يجيب دعا المضطر في الظلم ياكاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نــــام وفدك حول البيت وانتبهوا وأنت عينك ياقيــــــــوم لم تنــــــم
هب لي بجود فضلك العفو عن جرمي يامن أشار إليه الخلق في الحرم
إن كــــــان عفوك لايدركه ذوشرف فمن يجود على العاصيــــن بالكرم
نعم عصوا ربهم بما فعلوا ونسوا أو تناسوا قوله تعالى في كتابه الكريم << وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين أحسانا>>
فاصله.....
اعضاء وعضوات منتدى رفحاء
هنا توقف القلم وبقي الألم
تخيلوا هذا الموقف معي وسجلوا هنا ماشعرتم به
فأي موضوع أكتبه هنا لايكتمل الا بجميل ردودكم
كانت هنا الثريا حلما وواقعا