بعد سبع سنوات من هجمات سبتمبر بن لادن ما زال طليقا
[align=center]
بي بي سي - لندن
يتجدد الجدل في الولايات المتحدة كلما حلت ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة حول الفشل في القاء القبض على زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، لكن هذا الجدل اتخذ طابعا خاصا هذا العام في ذكراها السابعة.
http://newsimg.bbc.co.uk/media/image...ama_pa203b.jpg
بن لادن في تشجيل على شريط فيديو بث في سبتمبر 2007
والسبب هو ان الرئيس الامريكي جورج بوش، الذي تعهد بملاحقة زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن والعثور عليه حيا او ميتا وتدمير شبكة القاعدة حول العالم، يترك البيت الابيض هذا العام من دون ان يحقق نجاح كبيرا في هذا المجال.
فالقوات الامريكية التي اجتاحت افغانستان واطاحت بحكومة طالبان عقب هجمات سبتمبر والبالغ عددها حاليا 33 الفا تواجه الان تحديات اكبر من السابق .
بحث مستمر منذ 7 سنوات
ورغم مرور سبع سنوات على تواجد القوات الامريكية هناك بهدف البحث عن بن لادن والقبض عليه فشلت في العثور عليه او على مساعده ايمن الظواهري رغم انفاق مليارات الدولارات على هذه العمليات وسقوط المئات من الجنود الامريكيين الذين يتحملون العبء الاكبر في اطار مهمة حلف شمال الاطلسي في افغانستان.
وبدلا من التركيز على كسب الحرب في افغانستان ركزت ادارة بوش جهودها العسكرية على العراق للسيطرة على اعمال العنف الطائفي التي نجحت القاعدة في تأجيجها.
واستغرق الامر اكثر من عامين الى ان تمكنت اخيرا من السيطرة على هذا العنف بعد ما غيرت استراتيجيتها ولجأت الى كسب ود غالبية السنة في العراق الذين كانت مناطقهم ملاذا لتنظيم القاعدة في العراق وتسليح المناؤين منهم لهذا التنظيم القاعدة ودعمهم ماليا لمحاربته.
والفضل في النجاح الجزئي الذي حققته القوات الامريكية في العراق يعود الى قائد القوات الامريكية السابق في العراق الجنرال ديفيد بتريوس، والذي يتولى اواسط هذا الشهر رئاسة قيادة المركزية الامريكية التي تشمل منطقة عملياتها مناطق واسعة ومن بينها افغانستان والعراق وسيكون في موقع يمكنه اعتماد خطط بديلة لمواجهة العنف المتصاعد في افغانستان.
يقر المسؤولون الامريكيون ان الاستراتيجية الامريكية الحالية في افغانستان فشلت في تحقيق اهدافها وهو ما اشار اليه رئيس الاركان المشتركة للقوات الامريكية مايك مول ووزير الدفاع روبرت جيتس في شهادتهما امام لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الامريكية اخيرا.
ويقول القادة العسكريون الامريكيون في افغانستان انهم بحاجة الى اكثر من 10 آلاف جندي اضافي لمواجهة الهجمات المتزايدة التي تقوم بها حركة طالبان والتي نجحت في توسيع سيطرتها عمليا حتى الى المناطق القريبة من العاصمة الافغانية كابول.
"فشل"
وفشل الاستراتيجية الغربية في افغانستان يعود في جزء منه الى اخفاقها في كسب قلوب الافغان بل اثارت غضبهم بسبب الغارات الجوية التي تشنها هذه القوات ضد عناصر طالبان لكنها ادت ايضا الى مقتل مئات المدنيين من الاطفال والنساء عن طريق الخطأ.
http://newsimg.bbc.co.uk/media/image...etty203bpg.jpg
تداخل مناطقي وقبلي على الحدود بين أفغانستان وباكستان
وتزامن تراجع اعمال العنف في العراق مع تصاعد نشاط القاعدة في المناطق القبلية الباكستانية الوعرة المجاورة لافغانستان وهذه المناطق تقع عمليا خارج سيطرة الحكومة الباكستانية وتحت سيطرة مسلحي طالبان.
وترجح التقارير الاستخبارية الامريكية والغربية ان مسلحي طالبان يوفرون الملاذ الامن لبن لادن والظواهري في هذه المناطق.
ويتحرك عناصر طالبان الذين صعدوا هجماتهم ضد القوات الامريكية والناتو في افغانستان مؤخرا بكل حرية عبر الحدود الافغانية الباكستانية بسبب التداخل القبلي ووعورة المنطقة بحيث تحولت الاراضي الباكستانية الى قواعد خلفية لهم تؤمن للمسلحين التدريب والمؤن والاسلحة وكل ما يحتاجونه لعملياتهم داخل افغانستان.
وقامت القوات الامريكية اخيرا بتكثيف غاراتها الجوية داخل الاراضي الباكستانية ومن بينها عملية توغل برية مستهدفة ما تقول انها مخابىء عناصر القاعدة وقادة طالبان وقد اسفرت هذه العمليات عن قتل عدد من عناصر القاعدة، ولكنها لم تنجح في وقف نشاط المسلحين عبر الحدود.
"اعادة نظر"
واعلن الجيش الامريكي انه سيعيد النظر في خطته الحالية في افغانستان وان خطته المقبلة ستشمل المناطق القبلية في باكستان.
ويقول فريدريك بارتون الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الامريكي "ان الطريقة الوحيدة لوقف تدفق هؤلاء المقاتلين من باكستان الى افغانستان يكون عبر السيطرة الامنية على هذه المناطق وتأليب ابناء هذه المناطق ضد المسلحين".
والجيش الباكستاني غير مؤهل من ناحية التسليح للتعامل مع مثل هذه الاوضاع بل يتطلب الامر تعزيز سيطرة الحكومة الباكستانية وفرض القانون عليها حسب رأي بارتون.
ولا يقتصر الاخفاق الغربي في افغانستان على الجانب العسكري رغم نشره اكثر من 53 الف جندي حاليا فشل حتى الان في كسب قلوب الافغان العاديين بسبب تركيزه على الاعمال العسكرية واهمال مشاريع التنمية واعادة اعمار البلاد التي دمرتها الحروب المتتالية.
ويلمح الأمريكيون إلى أنهم ادركوا هذا الامر، وان متأخرا، اذ اعلن مولن في شهادته ايضا "ان مفتاح النجاح في افغانستان هو تقديم المساعدة للمدنيين الافغان واعادة بناء البنية التحية مثل الطرق وغيرها". [/align]
