المطوعه الي ظحكت عليها,,,,,
بسم الله الرحمن الرحيم
( ماني متحسف غير على المطوعة اللي ضحكت عليها .. والله تحزن !! )
إنها جملة تقشعر لها الأبدان ..
إنها جملة يهتز لها الوجدان ..
نعم .. إنها جملة واحدة .. قالها شابان ..
ولكن .. شتان شتان ..
ܓܨ
اسمحوا لي أن أسكب أحداث الواقعتين على هذه الصفحات ..
في محاضرة لإحدى الأخوات الفاضلات اللاتي أحسبهن والله حسيبهن
ذكرت لنا قصة فتاة من أسرة ملتزمة محافظة ، هذه الفتاة مثقفة ومعروفة بحُسن خُلقها
ومحافظتها على حجابها وأمور دينها ، التحقت هذه الفتاة بدار لتحفيظ القرآن الكريم ،
وأتمت حفظ بعض الأجزاء ، بل وتفوقت في ذلك وفي تحصيل العلوم الشرعية.
وذات يوم رنَّ جرس الهاتف لترد هي ، فإذا بالمتصل شاب يتغزل ويتفوه بكلمات لم تألف سماعها ،
فأغلقت السماعة ، واستمر جرس الهاتف بالرنين لمرات متواصلة ،
فقالت لنفسها : إنه شاب غاوي مسكين .. ربما لا يعرف الصواب من الخطأ ..
وما علمت أنها هي المسكينة ..
قررت أن تنصحه ليهتدي على يديها .. وما علمت أن غوايتها هي على يديه ..
رفعت السماعة .. تحدَّث بكلمات الغزل والإعجاب .. فبدأت بنصحه ..
ذكرته بأن الله مطلع عليه .. وأنه على الطريق الخاطئ ما لم يتدارك نفسه بالتوبة ..
أظهر ذلك الشاب أنه تفاجئ من كلامها الذي لم يسمعه من قبل ..
أخبرها بأنه ارتاح لكلامها ، فهي الوحيدة التي نصحته -كما زعم -ثم شكرها بلطف .. وانتهت المكالمة ،
ولكن لم تنتهي القصة بعد ، فقد هاتفها مرة أخرى بحجة أنه بحاجة لمن يقف بجانبه ليثبته ويعينه على الهداية
فجميع أصدقائه الذين يعرفهم أصدقاء سوء لا يُعينونه على الإلتزام ،
فسألها أن تكون هي من يسانده ، يهاتفها ليروي لها ما يفعل لتنصحه وتوجهه ،
فوافقت بعد أن اقتنعت بأنها بذلك تكون سبباً في هدايته .
توالت إتصالاته حتى اعتادت هذه الفتاة على سماع صوته كل يوم ، بل أكثر من مرة في اليوم ..
يسألها بلهفة المشتاق .. ويهمس لها بصوت المُحب .. ويُضاحكها ..!!
يروي لها قصة حياته التي نسجها خياله الحالم ..
فتزداد إعجاباً ببطولاته .. ويزداد تعلق قلبها بشخصه ..
وذات مرة تواعدا على اللقاء في أحد المراكز التجارية لتعطيه مجموعة من الكتيبات والأشرطة
التي تساعده على الثبات على توبته وهدايته،
وبالفعل تقابلا ووجهت إليه أخيها الصغير ليقدم له تلك المجموعة ،
أخذها وألقى لها نظرة مسمومة هي سهم من سهام إبليس ،
عادت الفتاة المسكينة لمنزلها ، وصورته تجول في فكرها ، وصوته ينبض في قلبها .
أما هو فقد عاد إلى منزله ، ونظر إلى الأشرطة والكتيبات التي غلفتها له بعناية فائقة ،
ثم ألقى بها في أحد أدراج مكتبه ، فليس هذا ما يريده !
هو ذئب بشري ، يريد تدنيس عرضها وتمزيق شرفها ..
ثم ..
ثم ماذا ؟؟
... تواااااالت المكالمات واللقاءات ..
إلى أن جاء ذلك اليوم الذي سلّمت له نفسها بكل سهولة، بعد أن وعدها بالزواج ،
فوقعت في المصيدة، وغدت حياتها باهتة معتمة بلا ألوان بعد أن كان نور القرآن يغشاها ،
أفاقت بعد أن سلبها شرفها ، ودنّس عرضها ،
علمت فداحة ما أقدمت عليه ، ورأت شناعة ما هي فيه من ذلٍّ وإنكسار ،
سألته متى سيتقدم ليتزوجها ، تمنت أن يكون الموعد قريب ،
فأجابها بأنه لن يتزوجها وأن ما بينهما انتهى ، فقد حصل على ما كان يهفو إليه ..
بعد هذا اللقاء عاد ذلك الذئب إلى منزله وغيّر رقم هاتفه وبدأ في إعداد خطة جديدة ليُوقع بفريسة جديدة ،
الفتاة أيضاً عادت إلى منزلها .. عادت ولكنها لم تعد كما خرجت منه منذ ساعات قلائل ..
أخذت تبكي .. تعض أصابع الندم .. تتحسر على تلك اللحظات التي سمحت فيها لنفسها بالتساهل
إلى أن وصلت إلى هذا الحال .. بكت طويلاً .. وفكرت طويلاً ماذا عساها أن تفعل ؟؟
التجأت لله ، تابت لله وسألته أن يغفر لها وأن يستر عليها ..
وما هو إلا أسبوع حتى توفت تلك الفتاة ..
أجل .. ماتت تلك الفتاة ..
ماتت بعد أن تابت لله واستغفرته من ذنبٍ اقترفته في لحظةٍ ضَعُف فيها إيمانها ..
ماتت وصُلّي عليها .. ودُفنت ، ومع موتها لم يعلم أحد بأمرها ،
فكل ما علموه بأنها مرضت مرضاً مفاجئاً قبل وفاتها بإسبوع ثم .. ماتت .
أما ذلك الشاب فقد كان غارقاً في عالم الشهوات والملذات ،
وفي إحدى الليالي وبينما هو ينتظر موعده مع فريسته الجديدة ، كان يعيش لحظات تعاسة وضيق ،
أراد أن يقطع الوقت حتى لا يشعر بطول الساعتان المتبقيتان على ذلك الموعد ،
أخذ يبعثر أثاث غرفته ، يرمي بهذا هناك ويمزق تلك الأوراق ، وبينما هو يعبث في محتويات مكتبه ،
فتح ذلك الدرج الذي وضع بداخله مجموعة الكتيبات والأشرطة التي أهدتها له تلك الفتاة .
أخذ يقلبها بإستهزاء ، مزق غلافها الوردي ، نظر إلى الأشرطة وأدخل أحدها في جهاز التسجيل الذي يملكه
ليستمع لما فيه ، لا لشيء سوى أنه أراد أن يسمع كلام المطاوعة .. ليضحك ويستهزئ .
بدأ الشريط بالدوران ، وبدأ الشيخ بالحديث ، كان كلامه مؤثر ، أسلوبه قوي ،
أراد الشاب أن يضحك فوجد نفسه عاجزاً حتى عن الابتسامة ، طأطأ رأسه وانهمرت أدمعه ..!!
سبحان الله لقد أفاق من غفلته ، بكى بحرقة على تفريطه ، بكى على إجرامه في حق أولئك الزهرات
اللاتي سلبهن أغلى ما يملكن ، نعم .. لقد بكى وأفاق وتاب قبل ذلك الموعد بدقائق ،
أغلق هاتفه الجوال وتركه في المنزل وانصرف إلى بيت الله ،
ذهب للمسجد يصلي ويدعو الله بأن يقبل توبته ويغفر له ، كانت كلمات الشيخ الذي تحدث في الشريط
تدوي في أذنيه .. مهلاً .. من أين له هذا الشريط ؟..
تذكر تلك الفتاة التي أغواها وأوقعها في الفاحشة ،
تذكر تلك "المطوّعة" التي فرح بإستدراجها إلى درب الرذيلة ، ولكن ..
ولكن أين هي الآن ؟ وماذا فعلت ؟؟
قرر أن يبحث عنها ليُصلح غلطته ، قرر أن يتزوجها ليستر عليها .
وبعد البحث والسؤال عنها .. علم أنها ماتت ، صُعق بالخبر .. وسأل الله أن يغفر لها ويرحمها .
اليوم هو من خيرة الشباب ، عابد ، مطيع ، وملتزم بشرع الدين القويم .
وحين يُسأل عن أكثر شيء يؤلمه ويتحسر عليه كلما تذكر ماضيه ؟
تكون إجابته :
( ماني متحسف غير على المطوّعة اللي ضحكت عليها .. والله تحزن !! )
ܓܨ
وفي محاضرة أخرى لأستاذة فاضلة أخرى في الجامعة قالت لنا :
أن هناك مِن الشباب مَن هو طائش غاوي يضحك بإستهزاء كلما تذكر تلك الفتاة الملتزمة
التي استدرجها وسلبها شرفها فهو يعترف بأن من تبحث عن أمثاله وتفرح بتتبعه
لا يحزن حين يوقعها في مصيدته ويقول مستهزئاً بها :
( ماني متحسف غير على المطوّعة اللي ضحكت عليها .. والله تحزن !! )
ܓܨ
ما دفعني لكتابة تلك الكلمات التي سمعتها من أخوات أحسبهن والله حسيبهن ،
هو أني أحببت أن أذكرك يا فتاة الإسلام ، وأنت أيها المسلم الغيور ،
أحببت أن أذكركم ونفسي بتقوى الله , وأن بداية الغواية والضياع هو التساهل ،
فعندما تساهلت تلك الفتاة بمحادثة الرجل الأجنبي انساقت إليه حتى قيدها بحبال حبه ،
في البداية كان فقط كلام ونصح ، ثم موعد ، ثم لقاء .. ثم حدث ما حدث .
وكم أحزنتني تلك الفتاة التي تشارك في المنتديات وتتساهل في ردودها ومجاملاتها مع الجنس الآخر ،
بل إني كنت أبحث عن "طرق وأفكار دعوية" فوجدت من وضعت أفكاراً رائعة حول ذلك الموضوع ،
وطلبت من الأعضاء إثرائها بالمزيد ..
والمفاجأة !! عندما وجدت الردود والمشاركات لموضوعها ذاك غاية في السخف
فهذا يكتب لها كلمات شكر وغزل بطرحها الجذاب ،
وهي ترد عليه بأن ما كتبته كلام عادي أمام ذوقه الرفيع وكلماته الساحرة ،
بل إن صورتها الشخصية التي تضعها ،، يخجل منها الخجل نفسه !! فعجباً لأشخاصٍ كهؤلاء !!
سبحان الله كيف نكون على درب الفضيلة ثم نتساهل في الإنسياق إلى درب الرذيلة ؟؟
ܓܨ
فالحذر الحذر من التساهل والتهاون في تعامل كل جنس مع الجنس الآخر
سواء كان ذلك عبر الحديث على الجوال أو الهاتف أو حتى في المنتديات .
هذا وأسأل الله العلي القدير أن يكفينا شر أنفسنا وشر الشيطان وشركه
ونعوذ بالله من أن نقترف على أنفسنا سوءاً أو نجره إلى مسلم .
منقوووووووول
ܓܨ
