أهله يعتزمون مُقاضاة «أمن الطرق» ... «هاجد» نزف 7 ساعات على الطريق السريع ... ولم !!
دخل في «غيبوبة» ... وأهله يعتزمون مُقاضاة «أمن الطرق» ... «هاجد» نزف 7 ساعات على الطريق السريع ... ولم يسعفه أحد
http://www.daoo.org/newsm/2091.jpg
الدمام: فيما كان الجميع يستعدون للاحتفال بالعيد، ولقاء الأهل والأقارب والأصدقاء، كان الشاب هاجد معدي محمد البقمي (23 عاماً)، ملقياً على قارعة طريق الدمام - الرياض، مضرجاً في دمائه، يعاني كسوراً عدة، إثر انقلاب سيارته في الطريق، إلا أنه بقي ينزف لمدة سبع ساعات (من العاشرة ليلاً، حتى الخامسة فجراً)، من دون أن يسعفه أحد، بحسب ذويه، الذين اتهموا دوريات أمن الطرق، بـ«الإهمال»، و«ضعف المتابعة والاهتمام»، خصوصاً، وأن أهله كانوا على اتصال به أثناء سفره، وذهب صوته فجأة، ولجئوا سريعاً إلى دوريات أمن الطرق، للتأكد من وجود حوادث في الطريق، قد يكون ابنهم ضحية إحداها، لكن تلقوا منهم الجواب بالنفي، بيد أنهم عادوا واتصلوا بالعائلة في السادسة فجراً، وأخبروهم أنهم وجدوه. وكان البقمي، الذي أفاق أمس، من غيبوبة في مستشفى الدمام المركزي، حاول أن يصل إلى هاتفه النقال، الذي لم يبتعد عنه سوى مترين، بعد أن قذفت بهما السيارة بعيداً، إلا أنه عجز عن الوصول إليه، للرد على الاتصالات التي كانت ترد إليه من أهله، حتى نفد شحن الموبايل.
وأصيب هاجد بكسور في فخذه الأيمن، وساقه اليسرى، وهو الذي كان ينوي السفر من الدمام، إلى قريته في الطائف «رضوان»، إلا أن القدر أوقف لهفته وشوقه للقاء أهله في العيد، وكذلك حضور زفاف أخيه. وباتت نظراته لزواره في المستشفى مشوبة بالخوف والرعب، ومن دون أن يدرك ما يدور حوله، نتيجة بقائه ينزف في ظلام الطريق كل تلك المدة من دون إسعاف، كما يقول ذووه. وانقلبت سيارة هاجد، الذي تخرج منذ شهرين في قوات أمن المنشآت في مدينة الدمام، عند منطقة «جودة» الواقعة بين الدمام والرياض، في العاشرة ليلاً، بحسب حديث عمه عايض البقمي لـ«الحياة». وارتطمت بالحاجز الشبكي على يمين الطريق.
وقال البقمي: «كنا نتصل بأمن الطرق منذ العاشرة ليلاً، بعد أن انقطع الاتصال فجأة بابننا، وشعرنا بحدوث مكروه له، لكن رجال الأمن كرروا نفيهم وجود هاجد في الطريق، وبعد صلاة العيد عند السادسة والربع فجراً تقريباً، أبلغونا أنهم وجدوا هاجد، وقد نقل إلى مستشفى الدمام المركزي»، مبيناً أن «هاجد بقي سبع ساعات تقريباً، ينزف دماً من دون أن يتلقى أي مساعدة»، متهماً دوريات أمن الطرق بـ«الإهمال، خصوصاً أن الحادثة وقعت في طريق سريع، ومحمي بسياج من الحديد، لذا يسهل إيجاده، إلا أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عنه»، معتبراً أن «ليلة العيد من المفترض أن تكون ليلة استثنائية لأمن الطرق، وتُكثف فيها الدوريات، وتأخذ جميع الاحتياطات، خصوصاً أن هناك زيادة في أعداد المسافرين»، مؤكداً أن أسرة المصاب تنوي رفع شكوى إلى «ديوان المظالم ضد أمن الطرق».
«أمن الطرق»: لا يُوجد تأخير ... وإذا حدث فسيُعاقب الفاعل
نفى مصدر في العلاقات العامة في أمن الطرق، وجود إهمال من جانب دوريات أمن الطرق في حال ورود بلاغ من أسرة المصاب.
وأوضح لـ«الحياة» أن «الإسعاف باشر الحادثة في الخامسة فجراً، ولم يثبت وجود تأخير في إسعاف المصاب، خصوصاً انه كان يتحدث مع المسعفين لحظة إسعافهم له»، مؤكداً أن «التحقيق ما زال يجري، للتأكد من وجود تسجيلات صوتية في مراكز دوريات أمن الطرق من جانب ذوي البقمي»، مؤكداً أنه «إذا اتضح وجود أي إهمال، أو تساهل مع البلاغ، فسيتم إيقاع العقوبات في حق من قام بالتقصير».
