مقال رائع للأخ صالح الشيحي أهديه لمسئولي رفحاء
عندما ضحينا وأردنا تقسيم الثلث الخاص بالفقراء لم نعرف من يستحقه فعلاً وكم تمنيت لو أن أجد جواباً من إمام مسجد حارتنا ... لسبب أن الجميع يثق به ويُبدي له أحواله ...
لكن للأسف لم يتحقق ما تمنيت، فإمام مسجد حارتنا يسكن في حارة أخرى والرابط الإجتماعي غير موجود تقريباً وإجتهادنا يعتمد على الإستفسار ...
قرأت اليوم مقالاً رائعاً للأخ صالح الشيحي حول هذه النقطة ...
أُهدي لشيخنا الفاضل صالح التويجري ومحافظنا أبي يزيد ومدير الأوقاف وبقية المسئولين هذا المقال مع شكري وتقديري للجميع وكل عام وأنتم بخير ...
صالح محمد الشيحي
" ما تعرف أحد محتاج" ؟!
" ما تعرف أحد محتاج"؟ ـ " ما تعرف أحد تجوز عليه الصدقة"؟
وغيرها من الأسئلة المتطايرة هنا وهناك ليلة وصباح العيد.. هناك من يريد أن يعرف.. إما لأن أحاسيسه تحركت فجأة وبات يشعر أن في أمواله "حقاً معلوماً" لغيره من المحتاجين والمحرومين والفقراء والأيتام.. ولابد أن يؤدي هذا الحق في هذا اليوم الفضيل.. وبالتالي لابد أن يصل إليهم خلال هذا الوقت الوجيز.
أو، وهذا الأقرب، قام بذبح أضحياته وتوفرت لديه كميات هائلة من اللحوم ويريد التصدق بها ولا يعرف لذلك سبيلاً!
نعم، هكذا بعضنا.. لا يعرف الفقراء.. ولا يعرف منازلهم.. ولا يعرف شيئا عنهم!
المناسبات كشفت لنا كم نحن بحاجة لإعادة الروابط الاجتماعية بين أفراد الحي الواحد.. غني عن القول اليوم أن الجار لا يعرف من هو جاره.. الكل منكفئ على ذاته، ولذلك تجد السواتر والعوازل الحديدية ترتفع ثلاثة أمتار فوق السور الخارجي والجانبي والخلفي.. لقد تحولت منازلنا إلى ما يشبه الثكنات العسكرية!
هل نريد بعد ذلك من الجار أن يعرف شيئا عن حالة وظروف جيرانه..؟
بدأت بموضوع ودخلت في موضوع آخر.. الخلاصة: سؤال الناس بعضهم عن بعض في أوقات العيد أمر جميل ويبعث على السرور.. لكن سيصبح فعلنا هذا قبيحا طالما قصرناه على المواسم..
الفقراء الذين يحتاجون الأرز في عيد الفطر، ويحتاجون اللحم في عيد الأضحى، يحتاجونهما طوال أيام العام!
المصدر