برامج طلابية لتأصيل ثقافة الحوار في مدارس رفحاء
بمشاركة الطلاب ومدرسيهم ومشرفيهم برامج طلابية لتأصيل ثقافة الحوار في المدارس
برامج طلابية لتأصيل ثقافة الحوار في المدارس http://www.al-jazirah.com/192978/th1.jpg
تحقيق - منيف خضير
الإسلام دين الحوار، من هذا المنطلق تشجع وزارة التربية والتعليم طلابها على الحوار والنقاش البنَّاء وفق قواعد علمية تؤصِّل مبدأ الحوار وتسعى إليه.
تعليم الحدود الشمالية ممثلاً بمركز الإشراف التربوي برفحاء يقيم حالياً العديد من البرامج التي تغرس فن الحوار في الطلاب بدءاً من المرحلة الابتدائية، ومن أبرز هذه البرامج برنامج (البراعم يتكلمون) الذي نُفذ على عدة أيام.. «الجزيرة» تواجدت في هذا البرنامج، والتقت الطلاب والمعلمين في ندوة حوارية.
بداية كان اللقاء مع المشرف على النشاط الطلابي في محافظة رفحاء الأستاذ نهاب الشمري الذي تحدث عن أهمية الحوار فقال:
تعتمد خطة النشاط في أي إدارة تعليمية على إقامة العديد من البرامج التي تعتمد الحوار منهجاً لها، الحوار بين الطالب والمعلم وبين المعلم والمجتمع وبين الطالب والمجتمع، ونظراً لأهمية الإسهام في غرس ثقافة الحوار ومهاراته المختلفة وتنميتها لتعويد الطلاب وخصوصاً البراعم منهم فقد قررنا إقامة مثل هذا النشاط بشكل دوري، لأن الصغير أقوى أثراً وتأثراً في التعلُّم، ومن هنا كان اختيار البراعم، ومن الطرق المحفزة والمحببة للبراعم فكرة المسابقات الثقافية فتمت قولبة البرامج الحوارية على شكل مسابقات طلابية لإثارة الحماسة والتحدي ولبقاء أثر التعلم.
أما المعلم سعد بن مبارك الجرواني (مدرسة عبد الرحمن بن صخر برفحاء) فيؤكد على أهمية الحوار في هذه المرحلة ويقول:
في ميدان التربية والتعليم تشير الأبحاث والدراسات النفسية إلى أن المرحلة العمرية في الصفوف الابتدائية هي المرتكز الأساس في بناء شخصية الطفل المستقبلية؛ فالطفل قادر على الحوار والتمييز والتعبير عن رأيه متى أُتيحت له الفرصة، ولعل من المؤثرات السلبية على تطوير التعليم الابتدائي، التفكير نيابة عن الطفل وعدم إتاحة الفرصة له ليدلي برأيه في كل ما يعنيه ومن هنا جاء التركيز على الحوار مبكراً لدى أطفال المرحلة الابتدائية.
غرس المهارات الحوارية
المعلم محمد سودي (مدرسة زيد بن ثابت برفحاء) يرى أن مثل هذه البرامج تسهم في غرس مهارات الحوار على أصوله العلمية ويقول:
من أهداف هذه البرامج أنه تسهم في غرس مهارات الحوار وتنميتها لتعويد الطلاب - خصوصاً في المرحلة الابتدائية - على الحوار المفيد والنقاش البنَّاء واحترام آراء الآخرين، والتعرف إلى آراء الآخرين من الأبناء الطلاب خصوصاً في تلك القضايا والأحداث وكافة شؤونهم التربوية والتعليمية والاجتماعية وترجمتها إلى برامج عمل.. ومن هنا تبرز أهمية ربط هذه البرامج بالمناهج الدراسية وتطبيقها على أرض الواقع وهنا دور المدارس الحيوي.
وأضاف المعلم فهد بن خلف الفريد (مدرسة معاذ بن جبل برفحاء) عن هذا المحور قائلاً:
من أهداف هذه البرامج المفيدة أيضاً خلق أجواء لتعارف الطلاب في مدارس المحافظة، اليوم مثلاً وعلى مدى يومين التقى أكثر من 65 طالباً يمثلون المرحلة الابتدائية، ولا شك أن ثمة صلات نشأت بينهم واستفادوا من تجارب بعضهم، وهذا يوجد أسرة تعليمية واحدة تهدف إلى التعاون لتحقيق الأهداف التي من أجلها عملوا.
ويرى المعلم عبد العزيز بن رشيد الوطبان (مدرسة عبد الرحمن بن صخر برفحاء) أن المدارس دائماً مركز إشعاع للمجتمع، ومثل هذه البرامج تسهم في رقي الفكر والثقافة لدى المجتمع بكافة فئاته وشرائحه، فتدريب الصغار كفيل بتدريب الكبار.. ومن هنا جاءت أهمية مشاركة أولياء الأمور والأهالي لتشجيع أبنائهم ودعمهم.
أما المعلم ملحان الرويلي (مدرسة طيبة برفحاء) فيؤكد على أهمية دور الإعلام وكافة قنوات المجتمع في خلق أجواء تتنفس الحوار البنَّاء واحترام الرأي والرأي الآخر وقال:
يجب أن ننطلق من المسجد فهو البيت الأول للحوار والتحاور والتلاقي، ومنه يجب أن نكرس مفهوماً حوارياً رائعاً يعتمد الحجة والإقناع وعرض بضاعة فكرية في قالب إسلامي يحترم كل الآراء.
نريد البرامج التي تفيدنا
أما الطلاب فقد بدوا أكثر سعادةً ونشاطاً وهم يتحلَّقون في ندوات وبرامج حوارية يقول نايف المطيري (زيد بن ثابت):
هذه البرامج هي التي نبحث عنها وهي التي تجعلنا ننفك من الجدران الأربعة التي تقيدنا في الصفوف، نحن استفدنا من هذا البرنامج استفادة كبيرة، وقال خالد بن حمود الشمري (عبد الرحمن بن صخر):
اليوم تعرفنا إلى العديد من الطلاب في مدارس مجاورة وقضينا قرابة ساعتين استمتعنا بالوقوف خلف المايكروفونات بكل ثقة وجرأة.
ويرى جزاع بن حسن الخشرم (معاذ بن جبل) أن هذه البرامج تكسب الطالب الثقة والجرأة والقدرة على المواجهة، وهي تنمي شخصية الطالب رجل الغد، أما صالح بن محمد الوطبان (مدرسة جيل الأوائل) فيقول:
يجب أن تهتم المدارس بمثل هذه البرامج في أيام الدراسة الفعلية، حيث المسابقات والبرامج الإضافية فهي فرصة تعلمنا من خلالها أسس الحوار البناء والمفيد، وتعلمنا كيف نختلف دون أن نكره بعضنا.
وأخيراً يؤكد حمد بن سند (مدرسة طيبة) على أهمية الحوار في خلق مجتمع حضاري، يتلاقح فكرياً ومعرفياً واجتماعياً في إطار إسلامي وتربوي مثالي، لم نعرف الحوار وأسسه قبل هذا البرنامج، لذلك نطالب بإقامة مثل هذه البرامج.
