قرية تدلف إلى ركب الحضارة بخطى متعثرة ،وتسير إليها بخطى متثاقلة قد أعياها طول
الإنتظار، وأثقلها تعاقب الليل والنهار ، لأسباب عدة تكتنف مسيرتها إلى ركب الحضارة
وعلى الرغم من هذه المتاعب التي يعانيها أهلها ، والمصاعب التي تفرض نفسها بكل قسوة
على سكانها ، والمشاق التي ارتبطت في ذاكراتهم ،
إلا أنهم استطاعوا أن يتغلبوا على كثير من هذه المعوقات ، فكونوا نسيجا واحدا متعاونا
وشمروا عن سواعدهم لتوفير البنية التحتية لفريتهم لتصمد في وجه تقلبات الأزمنة
وعواتي الدهر ،
فكانت مناسباتهم العامة أكبر برهانا على قوة الانسجام والتعاون بين أهل هذه القرية
فحفلات أعراسهم مثالا حيا على _ التعاون الاجتماعي _في مجتمع لم يطرق مسامعهم
هذا المصطلح ولكنهم طبقوه بفطرتهم العربية ، وسليقتهم الاجتماعية ، ونخوتهم الرجولية
وكذلك في حفالتهم الخاصة كأيام العيد عندما تشرق وجوههم بفرحة العيد ولبس الجديد
وعندما يتوشح كبار السن منهم سلاحه وهو مرصوصا بالذخيرة كأنه ذاهب إلى ساحة قتال
وكأني به وهو يداعب خياله ماغرس في ذاكرته من قصص بطولية لإسلافه في مقارعة
الخصوم ،
وللنساء نصيب من هذه البهجة عندما يجنمعن في أفنية دورهن الطينية، مكونات حلقة محكمة
مصغيات برؤوسهن على بعض لاتحاد الأصوات ضاربات بطبولهن المفضلة (قاعدة مكينة الخياطة
اليدوية ) مغنيات بأهازيج نسائية ،تلعب بفؤاد الشيخ قبل الفتى وعلى هذه الأنغام يتمايل كوكب فخرا وطربا كوردة على
ضفاف وادي الرياحين
_ _ وللكوكب مع القلب حديث آخر_ _
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
-
