بين ( جلد الذات ) و ( مكافأة النفس )
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي أعضاء وزوار المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد :
بين ( جلد الذات ) و ( مكافأة النفس ) [/align]
[align=justify]كم هي اللحظات التي يكون فيها النجاح ، وكم تلك المرات التي يكون فيها الإنجاز ، وكم هي تلك المواقف التي يحس معها المرء بالتقدم ، دائما ما نعمل .. وكثيرا ما نجتهد .. ولا أبالغ إن قلت : ربما نبذل ونضحي في بعض الأحيان .. سواء كان في ميدان العمل أو على الصعيد الذاتي أو حتى في خدمة الآخرين والوقوف لجانبهم ، كل هذا وغيره ما يلبث إلا أن يصطدم بواقع لا يثمن أي جهد ، ولا يشكر أي عمل ، ولا يعطي أي دافع للعطاء في المستقبل ، عند ذلك يحس الإنسان بأنه مخطئ وليس مصيب ، ويعتقد حينها أنه مفسد وليس مصلح ، ويجزم بسببها أنه ضار وغير نافع ، وثالثة الأثافي حين يكون النقد اللاذع والتجريح القاسي واللغة المهينة ، التي يراد من ورائها كسر الإبداع وتحطيم الموهبة ووأد المعروف وقتل الإحسان بين الناس ، ياله من صراع قائم على أشده ومعركة خاسرة بائرة جائرة ، ترى مالسبيل ومالمخرج ومالعمل ؟ أيكون ما أراده أولئك الأقزام اللئام الطغام ! بيد أن النفس الحرة الأبية تأبى أن تكون مجرد رقم أعزل لا رصيد له في الحياة ، إذن وإذا كانت الحال كذلك فلم لا يكون لدى الواحد منا إحسان إلى نفسه أو ما يسمى بفلسفة ( مكافأة الذات ) التي يراد منها : الرضا عن النفس وإعطاء الحافز لها وشكرها والثناء عليها من ( النفس إلى النفس ) ، إننا دائما ما نتحدث عن فلسفة ( جلد الذات ) فنذم أنفسنا ونتهم ذواتنا ونقدح في نياتنا ولا شك أنه مطلب مهم ، لكن لا بد من توازن القوى والعدل مع النفس وعدم الكيل بمكيالين ، أعود وأكرر : لم ننتظر الشكر من الآخرين ونتلمس الجائزة من الناس ونرقب المكافأة من العموم ، فالناس فيهم الحسود ومنهم العدو اللدود ومعهم الذي لا يرى لتلك المعاني أي قيمة ، حينها وبدافع الاستمرار لا بدافع الغرور وبدافع البذل لا بدافع الإعجاب ، يكون شكر النفس ومكافأتها على أي عمل تحققه وأي عطاء تقدمه ، إما بسفر يراد منه الراحة والاستجمام أو بالذهاب لمكان تحبه النفس أو بشراء هدية أيا كانت أو حتى في الذهاب لمطعم فاخر وتناول ما لذ وطاب إكراما للنفس وحسب ، حقيقة وبعد تتبع واستقراء للواقع فهذه الفلسفة موجودة لدى كثيرين منا ، لكن للأسف المسميات تختلف فبعد عمل شاق وطويل تأتي الإجازة ويقول الواحد منا : أريد السفر لأغير الجو ، أو يقول : مللت من أكل البيت أريد التنويع أو يقول : منذ زمن لم أشتر لي عطرا وبالتالي أنشد التغيير ، وغيره من المصطلحات التي لا تغير في الموضوع أي شئ ، لكن جرب أن تكافئ نفسك خصوصا بعد تفوق وإنجاز سترى المعادلة اختلفت والموازين انقلبت ، وبين هذا وذاك تذكر قوله عليه الصلاة والسلام ( وإن لنفسك عليك حقا ) .[/align]