[align=center]
.
.
.
نوير الشمري
.
.
.
(بنتن) بين عيون المها والسمندل
السمندل حيوان استشهد به شيخ الإسلام ابن تيمية للرد على الفلاسفة والمعتزلة. لكن رئيس مؤسسة البريد السعودي صالح بنتن استشهد به – في أمسية إعلاميي الرياض - لتشبيه المجتمع السعودي بهذا الحيوان الذي لا يستخدم عيونه لأنه عاش حياته منذ ولادته في ظلام الكهوف. وقال الأخ بنتن ذلك في معرض تأكيده على أن المجتمع يمتلك عيونا هي العناوين البريدية ولا يستخدمها.
ومن حق الأخ بنتن أن يدافع عن مؤسسته وعن مشروعاتها الاستثمارية و(التجارية) غير أنه ليس مقبولا منه أن يصف المجتمع السعودي بنواقص حيوان ولا حتى إيجابياته. وقد ضحك التاريخ كثيرا على الأعرابي البريء (يقال إنه علي بن الجهم) الذي شبه وفاء الخليفة المتوكل بوفاء الكلب، حتى كاد الحراس أن يقتلوه لولا أن الخليفة شفع له بالقول إن الشاعر قدم أفضل معارفه وطلب تثقيفه حتى كتب بعد أشهر (عيون المها بين الرصافة والجسر)... ونتمنى أن تكون تشبيهات الأستاذ بنتن للمجتمع السعودي كعيون المها وليس عيون السمندل...
صناديق البريد وعنواينه مشروع استثماري ربما يكون جيدا للمستثمرين، لكنه ليس بالضرورة جيدا للمواطنين الذين يمثل البريد الإلكتروني (الإيميل) أفضل وسيلة بريدية حديثة يستخدمها. لذا فليس السمندل هو التشبيه اللائق بشعب يستخدم التقنية الحديثة. نأمل من رئيس مؤسسة البريد الاعتذار للمجتمع السعودي حتى لا نرد عليه بطريقة سمندلية.
كاتبة رائعة ..
[/align]
