سلام من الله يغلف قلوبكم الطاهره بالإيمان
يقولون : الناس مخابر لامظاهر وأقول : و لاتغرنك المظاهر أنت أيضاً ... فرب إنسان أدرجه
البشر في عداد الأموات ... و لكنه في حقيقته ( حي ) أكثر من معظم ( الأحياء ) ..
حدثني صديقي عن صديقه عن إمام مسجدهم ويقول الشيخ : كنت إماماً بأحد أحياء العاصمة ويقول :
لفت نظري ثلاث إخوة في العقد الثالث بيتهم قريب من المسجد محافظين على صلواتهم الخمس بإنتظام
وتظهر على وجوههم لمن رأهم ملامح الخير والصلاح ويثني عليهم أهل الحي جميعاً..
لهم شقيق رابع لايعرف للمسجد طريقاً إلا ماندر ولايذكره أهل الحي إلا بسوء أخلاقه على العكس من إخوته
ويضيف الشيخ كنت أراه أحياناً قرب صلاة الفجر يهم بدخول منزلهم وحينما أقترب منه لمناصحته
كان يخجل مني ويقول : لاتقترب مني ياشيخ فأنا غير طاهر ( ويقصد أنه ثمل ) ويقول الشيخ : فعلاً
أجده سكران ورائحة الخمر تفوح منه ولكنه لم يضايقني بقدر ماكان يخجل ويحس بذنبه ولكن ماهو عليه
إنما هو إبتلاء نسأل الله أن يتوب عليه !! يضيف الشيخ حاولت أن أناصح إخوته وكانوا لايلقون لي بالاً
ويقولون لي : لاترجي من ورائه خير ياشيخنا .. فأخونا ( مابه طب )
يقول الشيخ : لا أدري لما أحس بهذا الشاب خيراً يسع الأرض ( ولم ) يراودني ذاك الإحساس مع أشقائه
رغم مايظهر للناس من عكس ذلك .. وأكثر من مرة أراه في منامي برؤيا لاتحمل إلا البشائر له !!
يقول الشيخ : مر فترة طويله وإحساسي لم يتغير تجاه ذاك الفتى .. إنقطع إخوانه عن الصلاة الواحد
تلو الأخر وعرفت أن كلاً منهم قد غادر الحي ليسكن سكناً مستقلاً هو وعائلته إلا شقيقهم بقي بالمنزل
وأصبح نادراً مايخرج من المنزل !!
يقول : إستجمعت قواي ذات ليلة وهممت بزيارته فقد منحني الله حباً لايوصف له من خلال رؤياي فيه ..
ذات يوم تأخرت بالمسجد بعد صلاة العشاء لأضمن مغادرة المصلين لمنازلهم وبعد الهدوء الذي
خيم على الشارع تسللت إلى منزلهم وطرقت الباب وفتح لي هو وأستقبلني أيما إستقبال رغم أنه متجهم نوعاً ما
وبلا مقدمات فاتحته بما يحمل له قلبي من حب له لا أدري ماهي دلائله وقرائنه !! وقلت له يافلان ماذا تفعل
خلاف مايرى الناس ليداهمني كل هذا الشعور تجاهك !! قل لي بربك ؟؟ وبعد إلحاح مني وتردد منه
قال : تعال معي ياشيخ لـ أُريك .....
يقول أمسك بيدي وأدخلني داخل المنزل وأتجه بي لإحدى الغرف لأتفاجأ بوجود عجوز طاعنة بالسن
غير قادرة على الحركة ولاتشعر بمن حولها !! يقول الشاب : هذه ياشيخ أمي أقوم بإطعامها و تنظيفها بيدي
حتى قبل مغادرة أشقائي وزوجاتهم اللاتي أزعجهن ضجيجها وصراخها بفعل ( خرفها ) ورفضت أنا حتى
مجرد إدخالها مستشفى للنقاهه أو دار عجزة لأنه لم يبق لي خيراً غيرها لذلك غادروا المنزل بعد إن
إقتسمنا الورث ولازالوا مصرين على بيع المنزل لولا رفضي لذلك ..
يقول الشيخ : بكيت وغادرت المنزل على صوت الوالدة وهي تناديه : صالح تعال ياجنيني !!
وقلت : الجنة تحت أقدام الأمهات وياصالح بربي أنك إنسان صالح ..!