من اجمل شعر الغزل العربي القديم
أراك طروبا والهاً كالمتيم ******تطوف بأكنافِ السجافِ المخيم
أصابك سهم أم بُليت بنظرة****وما هذه إلا سجية مٌرغمِ
على شاطئ الوادي نظرت حمامة****فطالت علي حسرتي وتندمي
أشارت برمش العين خيفة أهلها***إشارة محزون ولم تتكلمِ
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا***وأهلا وسهلا بالحبيب المتيمِ
خذوا بدمي منها فاني قتيلها***ولا مقصدي إلا تجود وتنعمِ
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها ***ولكن سلوها كيف حل لها دمي
ولا تحسبوا إني قتلت بصارم **ولكن رمتني من رباها بأسهمِ
مهذبة الألفاظ مكية الحشا ****حجازية العينين طائية الفمِ
أغار عليها من أبيها وأمها ***ومن خطوة المسواك إن دار في الفمِ
أغار على أعطافها من ثيابها**إذا ألبستها فوق جسم منعمِ
وأحسد أقداحا تقبل ثغرها ****إذا أوضعتها موضع اللثم في الفمِ
ولما تلاقينا وجدت بنانها*****مخضبة تحكي عصارة عندمِ
فقلت خضبت الكف بعدي هكذا **يكون جزاء المستهام المتيمِ
فقالت وأبدت في الحشا حرق الجواب**وقالت من في القول لم يتبرمِ
وعيشك ما هذا خضاب عرفته **فلا تكو بالبهتان والزور مُتهمِ
ولكني لما وجدتك راحلا *****وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمي
بكيت دماً يوم النوى فمسحته***بكفي فاحمًرت بناني من دمي
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة ***لكنت شفيت النفس قبل تندم
ولكن بكت قبلي فهيجني البكاء***بكاها فقلت الفضل للمتقدم
بكيت على من زين الحسن وجهها **وليس لها مُثل بعرب وأعجمِ