«صناعة السيارات» العالمية تتسلح بالفقراء والمعدومين
لم يكن أحد يتوقع أن تتنازل صناعة السيارات حول العالم عن كبريائها وعرشها التي بنته في السنوات الماضية، في إنتاج سيارات فارهة، ويصل بها الحال إلى مغازلة الفقراء، ومحدودي الدخل، مدركة أن الاكتفاء باللعب مع الأغنياء، لم يعد مجدياً، في ظل الأزمة المالية الحالية، إذ اتجهت هذه الصناعة صوب إنتاج سيارات صغيرة جداً، وذات تكلفة منخفضة، للدخول في أسواق جديدة عليها تتعطش لهذه النوعية من المركبات، التي تروج نفسها بنفسها، وبأعداد تجارية كبيرة، في أوساط فئات معدمة، لم تتوقع أن تمتلك سيارة جديدة. وها هي شركة صناعة السيارات الأمريكية جنرال موتورز، تدخل سوق السيارات الرخيصة الواعدة من خلال انتاج سيارة صغيرة في آسيا تباع بأربعة آلاف دولار، هذا ما أعلنه في البرازيل نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة المكلف الشؤون الخارجية نيك رايلي، الذي أوردت تصريحه وكالة انباء «داو جونز نيوزواير». وأوضحت الوكالة ان رايلي المعين اخيرا ذكر أن سيارة نانو التي اطلقت في الهند بأسعار بخسة ليؤكد ان مجموعته «لن تنتج سيارات بهذا السعر المتدني» لكنها تحاول إنتاج «سيارات بسعر منخفض على الارجح في آسيا» مع ان الدولة او الدول التي ستنتج فيها لم تحدد بعد. وتعد نانو التي طرحت في الاسواق منذ منتصف يوليو الماضي وتنتجها مجموعة تاتا موتورز الهندية هي الارخص في العالم. وهي تباع بحوالى 1500 يورو في نسختها الاساسية وتلقى رواجا كبيرا. ويأمل منتجها ان تباع سريعا 250 الى 500 الف سيارة منها سنويا. ونجحت الحكومة الأمريكية، التي وضعت برامج لإعادة تأهيل جنرال موتورز من جديد، وإعادة جدولة ديونها، في إعادة البسمة لهذه الصناعة، فها هي جنرال تعلن اعتزامها زيادة إنتاجها المخطط بمقدار 60 ألف سيارة حتى نهاية العام الحالي، لمواجهة الزيادة في الطلب خلال الأسابيع القليلة الماضية بفضل برنامج دعم مشتريات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة. وذكرت المجموعة الأمريكية أن زيادة الإنتاج ستتم في الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر المقبلين، مشيرة أمس الأول إلى أن كل المصانع التابعة لها ستشهد زيادة في الإنتاج خلال الفترة المقبلة.
