أزمة وطنية في اليوم الوطني
بسم الله الرحمن الرحيم
من هذا المكان ادعوا محافظ رفحاء ومدير البلدية إلى تكريم " عمال النظافة " في "اليوم الوطني " فهم أكثر
الناس استحقاقاً وأحق الناس بالشكر ، وهي سابقة في ميدان الأخلاق والعدل والتساوي بين الناس ،
وادعوا المدارس كافة إلى تكريم " عمال النظافة في المدارس " أمام مرآى ومسمع من الطلاب
[blur1]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ[/blur1]
وبعد هذه الدعوة إلى التطبيق العملي لمعنى الوطن فإن إعادة مفهوم الوطن بحاجة إلى فلتره وإعادة إدخال
من جديد ، فيا أيها العقلاء الوطن لا يحتاج إلى كلمة وقصيده وعرضه وعشاء وانصراف ، الوطن بحاجة إلى
اليد العاملة ، وعلى كل من يقول " العمل ليس عيباً " ، أن ينزع البشت أو الثوب ويلبس كما يلبس عمال
النظافة وينظف عوالق الاستكبار والأنفة من العقول ، ويصلح ما أفسدته الأفكار الخاطئة . لا تفهموا يرحمك الله
أني أتكلم عن " الوظائف " بل أتكلم عن ساعة واحدة فقط من أجل الوطن ، وهي ساعة تغني عن أيام وشهور
وسنوات من الكلام المسجوع ، ستربي أجيالاً على حقيقة معنى الوطن ، بدل أن يصبغ أحدهم سيارته باللون
الأخضر وبدل أن تعلق اللافتات على السيارات والمدارس ، فهذه كلها مظاهر ، أما ملامسة التراب الذي منه
خلقنا والذي إليه نعود فإنها تسري إلى القلب بهدوء وتعيش هناك حيث موطن الإباء والأخلاق والمكارم
[blur1]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ[/blur1]
حتى المدارس التي تحتفل بالكلمات عليها أن تحتفل بالعمل ، فالكلمة تقال ثم تنسى ، والشجرة حينما تغرس
بأيدي الصغار فإنها ستنمو ، وعليكم أن تتأملوا هذا الصغير الذي يغرس الشجرة بيده ، ثم يراها بعد سنوات
وقد كبر وكبرت ونما ونمت أي معنى ستتركه في قلبه وأي سعادة ستنعش حياته ، واسألوه عن الكلمة
التي قيلت في الاحتفال باليوم الوطني ، هل سيذكر منها شيء !
ولو أننا أعطينا طلاب الابتدائي لكل واحد منهم نبته يسقيها كل صباح ، ومن تنمو نبتته يكرم ، لسقوها كل
صباح وسقوا معها بذوراً في قلوبهم من حب العمل والمشاركة والتنافس في خدمة الوطن
[blur1]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ[/blur1]
وإن كان صدر قرار من وزارة الداخلية بإقامة حفل خطابي ، فليكن ولكن احتفال بما أنجزناه وما سننجزه
وليس احتفال لمجرد الاحتفال فقط ، وحينما تستنفر اللجان ويستنفر المسؤولين في إقامة الاحتفال ، فعليهم
أن يستنفروا أكثر وأسرع في سبيل بناء هذا الوطن ، وعليهم أن يعانقوا الوطن بدل أن يعانق بعضهم بعضاً في
يوم الاحتفال
[blur1]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ[/blur1]
أما القاطنون في الأبراج العاجية ، والمنكرون للاحتفال باليوم الوطني ، فعليهم أن ينزلوا بأسرع وقت ، ينزلوا
إلى عالم الواقع ، فالاحتفال قائم ، قائم ولا يغني إنكاركم شيئاً ، وإن من الحكمة استثمار مثل هذه
المناسبة التي تدعمها الدولة في كل ما هو مثمر ، وأن يضعوا لبنات البناء بدلاً أن يمسكوا بمعاول الهدم
[blur1]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ[/blur1]
إن الوطن دائرة في الدائرة الكبرى ، دائرة الإسلام العظيم الذي جاء بالعمل والتواضع والمساواة ، وقال رسوله
العظيم صلى الله عليه وسلم " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليفعل )
والسلام عليكم ورحمة الله ،،،