أمة أسناد أم أمة منقول المنقولي ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لم أعد أجيد كتابة مقدمات ..
فسأدخل في الموضوع مباشرة ...
هب أن شخصاً قابلك في الطريق و قال لك : الملك أمر بمكافأة لجميع الموظفين المميزين في القطاع الذي تعمل فيه ...
وقلتَ له : من نقل لك الخبر ؟؟
فيقول لك : شخصٌ قابلني قبل قليل في الطريق نقل لي الخبر ..و لا أدري من هو ...
ويقول هذا الشخص الناقل أن شخصاً ثالثاً قابله في الطريق أيضاً و نقل له نفس الخبر ...
تخيل هذا الموقف ...
وناشدتك الله ...أجبني بصدق ... هل ستصدق كلامه.....؟؟
وهل يُعقَل هذا ....؟؟؟
إن ما يحدث معنا في المنتديات يشبه إلى حد بعيد هذه القصة ...
نقرأ موضوعاً لا ندري من أين أتى ..
(وخاصة المواضيع الدينية والتاريخية)
وأحياناً (بعض القصص وأحداث الساعة)
و يكون تحته كلمة (منقول)
فننقله كما هو و نكتب أيضاً (منقول عن منقول )
وأحياناً نكون (طيبين بزيادة ) فنذيل موضوعنا بـ ( منقول للفائدة) ...
بل أكثر من ذلك المنتديات اللتي تعاقب من يضع رابط منتدى ولو كان مصدرا بالحظر!!
أيُّ فائدة سأعطيها للناس ..إذا نقلتُ لهم خبراً بلا مصدر ...؟؟
ومعلومة مقتضبةً لا أدري من أين أتت ؟؟؟
ونحن نعلم جميعاً أن أمتنا هي الأمة الوحيدة التي ميّزها الله بـخاصية (الإسناد) ...
و لولا الإسناد لما كان القرآن و السنة محفوظان إلى يومنا هذا ...
نحن أمة الإسناد ... فلماذا لا نعزو أخبارنا و أحاديثنا و نقولاتنا إلى مصادرها ...؟؟؟؟؟
لماذا لا نتحرى في نقل المواضيع و اختيارها ..حتى لا تكون نقولاتنا مثل الكذبة التي تبلغ الآفاق ...؟؟
أم لم يأمرنا الله عزوجل بالتثبت و التبيّن .. (إذا جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيّنوا) و في رواية (فتثبّتوا) ؟؟؟ أليست هذه الآية قاعدة شرعية في التأكد من صحة الأخبار و التحري عنها ...؟؟
بل لماذا عندما نمر على المواضيع لا نتفحصها و لا نعلّق عليها و لا ننتقد الأخطاء فيها ... فقط نكتفي بالشكر و الدعاء .. و نحن لا ندري ماهي فحوى هذا الموضوع ... وقد لاحظتُ هذا الأمر في المنتدى كثيراً ...
أقول قولي هذا لأؤكد على عدة أمور :
لا يصح مطلقاً أن نثقل المنتدى ونستخف بذائقة القراء بمواضيع منقولة مكررة مستنسخة ومنتشرة في أكثر من منتدى ...
وإن كان و لابد ... فلنضف تعليقنا أو رأينا الخاص .. أو ندعم أقوالنا بآراء و شواهد معتبرة .. تجعل موضوعنا مختلفاً عن غيره على الأقل ...
كما لا يصح مطلقاً .. نقل المعلومات الدينية و التاريخية و الأحاديث النبوية دون عزوها إلى مصادرها و التأكد من صحتها و فهم معانيها ..فلربما كان فيها سقطات عقدية ..أو تحريفات .. تجر علينا وبالاً ،و نبوء نحن بإثمها ...
كما لايصح مطلقاً ... النقل من بطون الكتب الدينية القديمة .. دون التأكد من منهج مؤلف هذا الكتاب .. ودون الاعتماد على النسخ الشرعية الموثقة والمحققة ..
وأنقل لكم قول الإمام محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى أخرجه الإمام مسلم في المقدمة، في مقدمة صحيحه أنه قال مقولته المشهورة:
( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)
وقبل أن أختم موضوعي هذا أقول لنفسي ولكم 3 نقاط أساسية أتمنى أن تكون زبدة الفائدة من هذا الموضوع :
أولاً : النحلة الجيدة لا تحط إلا على أطيب الأزهار، فإذا نقلتَ فليكن نقلك مميزاً ، إذا احتاج إلى توثيق فوثّقه ، و إذا كان لك رأي فأضف رأيك ، و لتكن ذائقتك رفيعة و مميزة ، وبهذا يكون تميّز الكاتب .
ثانياً : أرجو أن نتخلى قليلاً عن نقل ما يكتبه الآخرون ، و نعبّر عن آرائنا الشخصية و توجهاتنا الفكرية و نحصّن أنفسنا ضد (انفلونزا المواضيع المنقولة) التي اجتاحت المنتديات ، حتى أصبحت المواضيع بلا طعم و بلافائدة ...حتى وإن زعموا أن فيها فائدة...
ثالثاً : لنتخفف قليلاً من الارستقراطية ... و ننزل إلى الواقع .. لنكتب مشاعرنا ..آراءنا ..معلوماتنا ... دون تدبيج عبارات الشكر والثناء ... التي أكاد أقسم أن بعضها تُكتب دون قراءة للمواضيع ...بل تُكتب لتكثير المشاركات ...و لتسطير المرور ...
والله من وراء القصد ...
---------------------------------------------
المصدر
