اعطني رايك الصريح بما كتبه كاتب الوطن..
لا أعتقد أن خطأ في الرماية، كان وراء نجاة الشيخ أحمد ياسين من الموت على يد صاروخ الغدر والاغتيال الصهيوني الشاروني. أعطوني صاروخا إسرائيليا واحدا من قبل أخطأ هدفه ولم يستقر في لحم عربي مسلم فإسرائيل لم تصنع أسلحتها وصواريخها للاستعراض في طوابير العرض. طوابير العرض مهنة عربية خالصة لن يدخل الكيان الصهيوني في منافسة مع صانعيها الأصليين. الصاروخ الإسرائيلي كان هذه المرة مناورة بالغة الذكاء لقياس ردة الفعل في الشارعين العربي والإسلامي لأن اغتيال مجاهد في حجم هذا الشيخ العملاق يساوي من وجهة النظر الإسرائيلية خسارة أو كسب حرب شاملة.
الجميل جدا أن إسرائيل ما زالت تضع لردة الفعل المضادة بعض الحسابات والجميل أن الشيخ أحمد ياسين أحد الحسابات القليلة جدا التي ما زالت في هامش المناورة الفلسطينية. على المستوى الشخصي كان بودي لو أن هذا الصاروخ استقر في قلب الشيخ لأسباب كثيرة أولها:
لأنها أغلى أحلام هذا المجاهد الذي خاض الدنيا كفاحا ورجولة وإصرارا ولم يتبق له منها إلى الشهادة، أحمد ياسين مقعد لا تتحرك منه إلا رقبته النحيلة التي بقيت منه جسدا حيا تعيش معنا الذل والانكسار. هذا المقعد بكامله لم يكن مثلنا يشعر بلذة الأكل والشراب والنساء والحركة فما هي اللذة المتبقية التي نعتقد أنه ما زال يتشبث بها ويعض عليها بالنواجذ التي لا تتحرك أيضا بين فكيه.
ثانيا: كان بودي لو أن هذه الرقبة العملاقة قد كسرت بواسطة صاروخ إسرائيلي لندفن آخر رقبة شامخة في قصة هذا العراك الطويل. كانت حركة رقبة الشيخ أحمد ياسين أصعب على إسرائيل من كل جيوش المواجهة التي استسلمت وبقيت ثلاث فقرات من هذا الشيخ لم ترضخ بعد. ما زالت رقبته أملاً في مشوار قضية قتلت بالهلامية والتمييع فلماذا نجري وراء سراب ولماذا نعلن الآمال: لماذا لا ندفن كل القضية ونرتاح جميعا حين ندفن هذه الرقبة؟.
عاش الشيخ أحمد ياسين مجاهدا لقضية حقيقية واحدة، لم يوزع خطب الجهاد المزعوم مثل غيره على القضايا البعيدة ولم ينس طريقه إلى القدس مثلما ضيعها غيره من المزايدين باسم الجهاد، ولم ينخرط في جبهات مختلفة وثورات نائية عن الهدف الأساسي. لم أسمع من فم هذا الشيخ العطر لغة يكفر بها الأنظمة والشعوب ولم أسمع أيضا كلمة سباب واحدة يقذف بها أحدا على الرغم من الملايين من المتخاذلين من حوله، كان حسن النية وطاهر القلب وما زلت أذكر تجريمه لقتل أي مواطن فلسطيني حتى لو تخاذل في صف الأعداء لأن إهدار دم فلسطيني واحد كفيل ببث فتنة طائلة ومن سيقبر الفتنة إن لم يتصد لها مثل هذا الشيخ. شيخ مقعد برقبة جامدة والمفارقة أن الصاروخ المتحرك لم يقض هذه المرة على الإيمان المطلق في جثة هامدة على كرسي ثابت "متحرك". شيخي العملاق: أشهد الله أنني أحبك وأن أطفالي يحبونك بالغريزة والفطرة. أسأل الله لك الشهادة.
علي الموسى ــ الوطن السعودية ــ الثلاثاء 12 رجب 1424 هـ
هل خانه التعبير؟؟؟ لاادري!!
م ن ق و ل
