يا أصحاب المعالي.. لحظة من فضلكم!
الأحد 9 صفر 1431 ـ 24 يناير 2010 العدد 3404 ـ السنة العاشرة
كتاب اليوم
محمد الرطيان
يا أصحاب المعالي.. لحظة من فضلكم!
(1)
منذ يومين التقيت بمجموعة من الشباب، وجميعهم من خريجي كلية المجتمع برفحاء.
مضى عام بأكمله بعد تخرجهم من هذه الكلية، التي كانت تتبع جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وبعد إنشاء ما يُسمى جامعة الحدود الشمالية.. تم نقل هذه الكلية إليها، أي أنهم التحقوا بجامعة عريقة – نوعاً ما – وتخرجوا من جامعة حديثة التأسيس !.. ما علينا.. سنأتي للأهم:
ـ الشباب يقولون – وببساطة – إن الجميع لا يعترفون بهذه الشهادة (دبلوم عالي) التي حصلوا عليها بعد ثلاث سنوات من الدراسة والتطبيق.. فلا الوظائف التي يتقدمون إليها تعترف بها، ولا الجامعات التي أرادوا أن يكملوا من خلالها دراستهم تعترف بها.. ويا للسخرية: أول جامعة رفضت الاعتراف بها ولم تقبل إدراج "ساعاتها" هي جامعة الملك عبدالعزيز التي أسست الكلية وقررت مناهجها ورسمت طريقها وطريقتها!
يعني باختصار.. كأن الجميع يقولون لهم:
"نقعوا شهاداتكم بماء وأشربوه" .. هذا إن كان صالحاً للشرب!
(2)
في نفس اليوم الذي أتوا به إليّ، كان ديوان الخدمة المدنية قد فتح نافذة إليكترونية في موقعه على الويب للتقديم على الوظائف، وكانت كل المعاهد والكليات والجامعات مدرجة فيه باستثناء "جامعة الحدود الشمالية".. تخيلوا!
لم أصدق هذا الأمر إلى أن شاهدته بأم عيني (وأبو عيني أيضاً)!
والشباب يسابقون الوقت، فكل يوم يمضي تذهب فرصتهم بالتسجيل، ولم يتبق على طلبات التقديم سوى أيام قليلة.. وتغلق.
وطبعاً.. إدارة جامعة الحدود الشمالية آخر من يعلم، وفرعها في رفحاء "ما عندك أحد" سوى الوعود المعسولة وتوظيف غيرهم عبر الواسطة، أما ديوان الخدمة المدنية فلا أظن أنه يعرف بوجود جامعة في البلد اسمها "جامعة الحدود الشمالية" وأنه يجب وضعها ضمن قائمة أسماء الجامعات والمعاهد والكليات الموجودة في موقعهم الالكتروني!!
(3)
هذه الفوضى والتي يذهب ضحية لها هؤلاء الشباب.. من المسؤول عنها؟
هذه "الكلية " التي لا تسمن – تعليمياً – ولا تغني من جوع – وظيفياً – لماذا يتم تأسيسها؟!
(فقط لكي يُقال لدينا جامعة!)
من لديه الجرأة ليعترف بالخلل؟.. من لديه الجرأة ليجيب على الأسئلة؟
(4)
هؤلاء الشباب تحطمت أحلامهم، ولم يعودوا يصدقون الوعود.
شباب يشعرون أنهم خدعوا.. شباب غاضبون.. شباب لم يعد لديهم ثقة بأشياء كثيرة يتم تسويقها لهم يومياًً... ووحدكم أنتم:
يا وزير التعليم العالي، ويا وزير الخدمة المدنية، ويا مدير الجامعة..
وحدكم المسؤولون عما سيحدث لهم!
