الحجج القويَّة على وجوب الدفاع عن الدولة السعوديَّة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فإنَّ الواجب على المؤمن أن يكون متبعاً للكتاب والسنة على منهج السلف الصالح .
قال تعالى: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء}.
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.
وقال تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)) قالوا من هي؟ قال -صلى الله عليه وسلم- : ((الجماعة)) .
وإن مما أمر به الكتاب والسنة وجوب طاعة ولاة الأمور ، ومبايعتهم ، والذب عن أعراضهم ، وعدم غيبتهم ، وذكرهم بالجميل ، والدعاء لهم بظهر الغيب .
وإن من الدول الإسلامية التي أعلنت تطبيق الشريعة ، ودعت إليه الأمم ، وبذلت المال والجاه وما تستطيعه لنصرة الإسلام وأهله الدولة السعودية .
ومع ما تقوم به هذه الدولة من نصرة للإسلام والمسلمين وقضاياهم فهي من أشد الدول التي وجهت لها السهام ، وأعلنت عليها الحرب حتى ممن أحسنت إليهم ، وغمرتهم بفضلها وإحسانها –بعد فضل الله وإحسانه- .
لذا كان الواجب على أهل السنة مناصرة هذه الدولة ، والدفاع عنها ، والذب عن عرض ولاتها ، والتحذير ممن يطعن فيها ويحاربها .
ومساهمة في نشر الحق ، ونصرة لدين الله كتبت هذا البحث أسأل الله أن يكتب لي الأجر والمثوبة ، وأن يجعله ذخراً لي {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم}.
ولا أبتغي على كتابتي من العباد جزاء ولا شكورا وإنما من الله الواحد الأحد .
وأقول كما قال الشيخ العلامة مقبل الوادعي -رحمَهُ اللهُ- في شريط براءة الذمة: [أنـا أقــول هذا ، لم يدفعني إليه أحدٌ ، و لم يُلـزمني أحدٌ بأن أقـوله، بل مِن نفسي أرى أنه يلزمني براءة لـذمَّـتي].
وقسمته إلى مقدمة وتمهيد وسبعة مباحث والخاتمة.
التمهيد : كلام بعض أهل العلم الكبار في الثناء على هذه الدولة وبيان أنها دولة إسلامية .
المبحث الأول: الأدلة من الكتاب والسنة والآثار السلفية على وجوب طاعة ولاة الأمر وتكريم السلطان وحفظ حقه .
المبحث الثاني: البراهين على أن الدولة السعودية قامت على الكتاب والسنة على منهج السلف.
المبحث الثالث: جهود الدولة السعودية في نصرة العقيدة السلفية ونشر التوحيد.
المبحث الرابع: جهود الدولة السعودية في العلم والتعليم وخدمة القرآن الكريم والسنة المطهرة.
المبحث الخامس: جهود الدولة السعودية في خدمة الإسلام وأهله .
المبحث السادس : كلام العلماء في التحذير من الكلام على ولاة الأمر في هذه البلاد ، واستنكار ما يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب.
المبحث السابع: الشبه المثارة حول الدولة السعودية وكشفها وبيان زيفها.
الخاتمة.
وأسأل الله أن ينفع بهذا البحث كاتبه وقارئه ، وأسأله تعالى أن يفتح به قلوباً غلفاً ، وآذاناً صماً ، وأعيناً عمياً .
إنه ولي ذلك والقادر عليه .
التمهيد
كلام بعض أهل العلم الكبار في الثناء على هذه الدولة وبيان أنها دولة إسلامية
.
الدولة السعودية دولة إسلامية تطبق الشرع وفيها تقصير وخطأ والعلماء متفقون على أنها دولة مسلمة وأن ملكها تجب مبايعته من جميع شعبه ، ويجب السمع والطاعة له في المعروف .
قولٌ للشيخ العلامة الإمام عبد العزيز بن باز -رحمَهُ اللهُ-
سئل الشيخ ابن باز –رحمه الله- :
بعض الإخوة هداهم الله لا يرى وجوب البيعة لولاة الأمر في هذه البلاد ما هي نصيحتكم يا سماحة الوالد ؟
فقال الشيخ –رحمه الله- :
ننصح الجميع بلزوم السمع والطاعة كما تقدم والحذر من شق العصى والخروج على ولاة الأمور بل هذا من المنكرات العظيمة بل هذا دين الخوارج ، هذا دين الخوارج ، ودين المعتزلة .
الخروج على ولاة الأمور والسمع والطاعة لهم في غير المعصية هذا غلط ، خلاف ما أمر به النبي –صلى الله عليه وسلم- .
النبي –صلى الله عليه وسلم- أمر بالسمع والطاعة بالمعروف وقال: ““من رأى من أميره شيئاً من معصية الله ؛ فليكره ما يأت من معصية الله ، ولا ينزعن يداً من طاعة ““
وقال: ““ ومن أتاكم وأمركم جميع يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه”“
فلا يجوز لأحد أن يشق العصى أو أن يخرج عن بيعة ولاة الأمور أو يدعو إلى ذلك فإن هذا من أعظم المنكرات ومن أعظم أسباب الفتنة والشحناء والذي يدعو إلى ذلك هذا هذا هو دين الخوارج إذا شاقق يقتل لأنه يفرق الجماعة ويشق العصى .
فالواجب الحذر من هذا غاية الحذر ، والواجب على ولاة الأمور إن عرفوا من يدعو إلى هذا أن يأخذوا على يديه بالقوة حتى لا تقع الفتنة بين المسلمين
قال الشيخ العلامة الفقيه محمد الصالح ابن عثيمين -رحمه الله- عن الدولة السعودية:
[ وهي من خير ما نعلمه في بلاد المسلمين تطبيقا للشريعة،
وهذا أمر مشاهد ولا نقول إنها تامة مائة في المائة ، بل عندها قصور كثير ، ويوجد ظلم ويوجد استئثار ، لكن الظلم إذا نسبته إلى العدل وجدت أنه اقل .
ومن الظلم أن ينظر الإنسان إلى الخطأ ويغمض عينيه عن الصواب
فإذا كان كذلك فالواجب أن الإنسان يحكم بالعدل لقوله تعالى((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين أو الأقربين)). النساء
. وقال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا)). شنئان يعني بغض، ويجرم بمعنى يحمل، يعني لا يحملنكم بغض قوم على ألاّ تعدلوا(( اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله)). " ]
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتى عام المملكة حفظه الله :
[ المملكة العربية السعودية ومنذ نشأتها منذ ما يزيد على القرنين وهي ولله الحمد، دولة سلفية محكمة لشرع الله وسارت على هذا بخطى ثابتة مستمدة عونها من الله سبحانه
ولازالت ولله الحمد على هذا المنهج وقد نفع الله بها الإسلام والمسلمين في ميادين كثيرة جداً
ففي مجال العلم الشرعي نشرت العلم الشرعي الصحيح ، وهكذا أيضاً الدعوة إلى الله في أقطار الأرض ،وأيضاً نشرت كتب العلم بل قبل ذلك كتاب الله سبحانه
ثم أيضاً عنيت بحاجات المسلمين في كل مكان ومدت لهم يد العون والمساعدة
ولازالت تناصر قضايا الأمة وهذا شيء معلوم مشهود يشهد به العدو والصديق،
وأيضاً لها جهودها العظيمة في خدمة الحرمين الشريفين وتيسير سبل الحج والعمرة ، وهكذا أيضاً بناء المساجد والمراكز الإسلامية في شتى بقاع الأرض وغير ذلك كثير
حتى أصبحت بتوفيق من الله هي مفاءة المسلمين في هذا العصر،
فلله الحمد والمنة ونسأل الله أن يديم علينا هذه النعمة وأن يعزّ هذه البلاد وحكامها
وأن يلهمهم السداد في القول والعمل وأن يكبت عدوهم، أما من يشكك في هذا ويشكك في منهج هذه الدولة المباركة فهذا إما جاهل أو أن في قلبه مرضا وليحذر المسلم أن ينساق وراء مثل هؤلاء فليس وراءهم إلا الفتنة وإثارة التنازع والشقاق
والواجب السعي في وحدة الصف وجمع الكلمة، حتى تنضبط الأمور، وفقنا الله وإياكم وسائر اخواننا المسلمين لكل خير ورزقنا جميعاً تقواه والبعد عن أسباب سخطه سبحانه إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد.].
وقال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-:
[ومن آخر ذلك ما نعايشه الآن من وفود أفكار غريبة مشبوهة إلى بلادنا باسم الدعوة على أيدي جماعات تتسمَّى بأسماء مختلفة مثل: جماعة الإخوان المسلمين ، وجماعة التبليغ ، وجماعة كذا وكذا ، وهدفها واحد ، وهو أن تزيح دعوة التوحيد، وتحل محلَّها ، وفي الواقع أنَّ مقصود هذه الجماعات لا يختلف عن مقصود من سبقهم من أعداء هذه الدعوة المباركة كلهم ، يريدون القضاء عليها لكن الاختلاف اختلاف خطط فقط ، وإلا لو كانت هذه الجماعات حقاً تريد الدعوة إلى الله فلماذا تتعدى بلادها التي وفدت إلينا منها؟ وهي أحوج ما تكون إلى الدعوة والإصلاح ، تتعداها وتغزوا بلاد التوحيد تريد تغيير مسارها الإصلاحي الصحيح إلى مسارٍ معوجٍّ ، وتريد التغرير بشبابها ، وإيقاع الفتنة والعداوة بينهم .
لأنهم رأوا ما تعيشه بلادنا من الوحدة والتلاحم بين قادتها ، وبين أفرادها وجماعتها ، رأوا في بلادنا دولة إسلامية في عقيدتها ومنهجها ، تحكم بالشريعة وتقيم الحدود ، وتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر.
فأرادوا أن يسلبوها هذه النعمة ، ويجعلوها كالبلاد الأخرى تعيش الفوضى ، وفساد العقيدة ، وإلا فما هو هدفها من غزو بلادنا بالذات ، و التركيز عليها ، وترك البلاد الفاسدة .
وإذا كانت هذه الجماعات قد غررت ببعض شبابنا فتأثروا بأفكارها وتَنَكَّروا لمجتمعهم وتشكَّكوا في قادتهم وعلمائهم وانطفأت الغيرة على العقيدة فيهم ، فتركوا الاهتمام بها ، وصاروا يهرفون بما لا يعرفون ، وينعقون بما يسمعون .
فإن في هذه البلاد –ولله الحمد- رجالاً يغارون لدينهم ، ويدافعون عن عقيدتهم ، ويردون كيد الأعداء في نحورهم ، ولا ينخدعون بالأسماء البَرَّاقة ، ولا يتأثرون بالحماس الكاذب]. حقيقة الدعوة إلى الله تعالى- المقدمة-.