هجوم الناصرية يثني اليابان عن قرار ارسال قوات الى العراق
تراجعت اليابان امس الخميس عن ارسال جنود الى العراق فورا بعد الهجوم الذي استهدف القوات الايطالية في الناصرية جنوب العراق، مؤكدة ان الوضع خطير جدا. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية ياسوو فوكودا "عندما يسمح الوضع لقوات الدفاع الذاتي (الجيش الياباني) بالمشاركة (في احلال الاستقرار في العراق)، فانها يمكن ان تتوجه الى هناك في اي وقت. لكن الوضع ليس كذلك مع الاسف".
وكان فوكودا اكد الاربعاء عزم السلطات اليابانية على ارسال وحدات عسكرية صغيرة الى العراق قبل نهاية العام الجاري حيث كان يفترض ان تتمركز في جنوب العراق.
لكن انباء متناقضة تحدثت في الايام الاخيرة في طوكيو عن احتمال ارجاء ارسال الجنود اليابانيين الى العراق، في مؤشر على ارتباك الحكومة اليابانية التي تواجه رأيا عاما معارضا للاحتلال الاميركي للعراق.
ويفترض ان يقوم وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد بزيارة الى طوكيو في نهاية الاسبوع الجاري.
واكد رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي ان اليابان ما زالت مصممة على المساعدة في اعادة اعمار العراق على الرغم من الوضع الامني المتدهور.
وقال في رد فعل على اعتداء الناصرية "لا نستطيع التراجع بسبب الارهاب"، مؤكدا ان "اعادة اعمار العراق مشكلة تعني الاسرة الدولية باكملها".
روما: إعلان الحداد على قتلى الناصرية والحصيلة ترتفع إلى 19 قتيلاً
http://www.alriyadh-np.com/Contents/...images/P18.jpg
من جانب اخر أعلنت ايطاليا الحداد أمس الخميس ونكست الاعلام بعد مقتل 19ايطاليا في تفجير وقع في مقر للشرطة العسكرية بالعراق.
ووضعت أكاليل الزهور على قبر الجندي المجهول وتوارت الانتقادات امام مشاعر الحزن في الوقت الراهن.
وحملت صحيفة مساجيرو التي تصدر في روما عنوان "طعنة في قلب ايطاليا" في تلخيص للمشاعر السائدة في البلاد بعد يوم من وقوع الانفجار الذي أسفر أيضا عن مقتل تسعة عراقيين في الناصرية بجنوب العراق.
والقتلى الايطاليون هم 17من ضباط الشرطة الايطاليين واثنان من المدنيين وهي اكبر خسائر عسكرية تتكبدها ايطاليا في حادث واحد منذ الحرب العالمية الثانية.
وسبب الحادث صدمة للبلاد التي نسيت ان قواتها أصبحت في حالة حرب لأن الايطاليين لم تمسهم تقريبا الهجمات التي كانت تستهدف الامريكيين في الاغلب.
وكان الايطاليون يعتقدون ان جنودهم وقوات الشرطة كانت تقوم بمهمة سلام لمساعدة العراق على النهوض مرة اخرى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أطاح بصدام حسين. ووصلت القوات الايطالية بعد اعلان واشنطن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في مايو ايار.
وقد جعل اختلاط الجنود الايطاليين بالسكان المحليين من في ايطاليا يعتقدون ان جنودهم في منأى عن اي هجمات مما ضاعف من حجم الصدمة.
وقال مقال افتتاحي في صحيفة جيورنال تحت عنوان "الوهم انتهى" ان رسالة امس "كانت صارخة وواضحة...لم نعد محبوبين في العالم العربي".
في حين قالت صحيفة كورييري ديلا سيرا "انتهى وهم الوجود المعتدل الانساني الذي يهدف الى التضامن مع الشعب العراقي بتلك الجثث المشوهة...بالجنود المساكين الذي قتلوا قبل عدة ايام من الموعد المقرر لعودتهم".
وليس من المتوقع ان تستمر الهدنة بين الساسة طويلا.
وقال فرانكو موناكو من حزب مارجريتا المعارض المنتمي الى يسار الوسط "ليس اليوم يوم سجال بل يوم وحدة وطنية للحداد".
ولكنه أضاف "خلال الأيام القادمة نحن قادرون على ان نفكر بجدية في الحرب وفي ادارة عملية ما بعد الحرب وطبيعة وحجم البعثة الايطالية ويتعين علينا ذلك".
وطالب بعض أعضاء المعارضة بسحب الجنود الايطاليين البالغ عددهم 2300.الا ان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني المنتمي الى يمين الوسط وهو من أقوى حلفاء الرئيس الأمريكي جورج بوش قال ان روما ستصر على موقفها ولن يروعها الهجوم.
ووصف جيانفرانكو فيني نائب رئيس الوزراء التفجير الذي وقع أمس بأنه "حادث 11سبتمبر الخاص بنا".
وفي رد فعله، اكد زعيم المعارضة الايطالية فرانشيسكو روتيللي أمس الخميس ضرورة اعادة النظر في مهمة القوات الايطالية في العراق، داعيا الحكومة الى الاصرار لدى الولايات المتحدة على وضع القوات الايطالية تحت اشرف الأمم المتحدة.
وقال روتيللي زعيم تحالف يسار الوسط في حديث لصحيفة "لا ستامبا" ان "هذه المأساة يجب ان تؤدي الى تغيير جذري والوجود الايطالي يجب ان يوضع تحت اشراف الأمم المتحدة".
واضاف ان حكومة سيلفيو برلوسكوني "يجب ان تتحمل مسؤولية الدعوة الاسبوع المقبل الى اجتماع استثنائي لقادة الاتحاد الأوروبي من اجل الزام الولايات المتحدة بتحويل هذا التورط الى عملية جديدة".
واكد ان ايطاليا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي "يجب ان تعد نصا ليعهد الى الأمم المتحدة مسؤولية المهمة وتشكيل قوة متعددة الجنسيات اكثر صلابة بمشاركة دول اسلامية وتسريع نقل السيادة الى العراقيين".
وفي روما، ذكر مصدر عسكري ايطالي أمس الخميس ان عسكريا ايطاليا توفي متأثرا بجروح اصيب بها في الهجوم بالسيارة المفخخة على قاعدة عسكرية ايطالية في الناصرية في العراق الأربعاء، مما يرفع حصيلة القتلى الايطاليين الى 19شخصا.
واوضح المصدر نفسه ان العسكري الذي اصيب بجروح خطيرة في الهجوم توفي.
وكان وزير الدفاع الايطالي انطونيو مارتينو اعلن الاربعاء جرح 19ايطاليا آخرين بينهم مدني.
واسفر الهجوم ايضا عن مقتل تسعة عراقيين و 84جريحا بينهم 11اصاباتهم خطيرة.
هذا وقد وصل انطونيو مارتينو وزير الدفاع الايطالي الى بلدة الناصرية في جنوب العراق أمس الخميس لزيارة الجنود الايطاليين الذين جرحوا في هجوم انتحاري مروع سقط فيه 28قتيلا من بينهم 19ايطاليا.
وقال المتحدث الايطالي اندريا انجيلي لرويترز ان مارتينو توجه فور وصوله الى المستشفى وانه سيتفقد ايضا موقع التفجير الذي استهدف قبل أمس مقر قيادة الشرطة العسكرية الايطالية المطل على نهر الفرات.
وارسلت ايطاليا 2300من قواتها الى جنوب العراق واعلن سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي قبل امس ان القوات الايطالية باقية في العراق وان الهجوم لن يروعها.
