بوش قررالانسحاب من العراق ولكن 000

من عادة بعض السياسيين المحترفين اعطاء اشارة التوجه الى اليسار عندما ينوون الانحراف الى اليمين، وان يكرروا النفي الذي يفيد التأكيد، والا فما الحاجة لتكرار نفي ما تقول المؤشرات انه متوقع الحدوث؟
ينطبق هذا بشكل خاص على تصريحات الرئيس الاميركي بان اميركا لن تهرب من العراق، مع ان القاصي والداني يعرفان ان قرار الهروب او البقاء سوف يتقرر على ضوء الاعتبارات الانتخابية، وان الرئيس يريد الانسحاب المبكر شريطة ان لا يفهم ذلك على انه هزيمة واعتراف بالفشل.
في مؤتمره الصحفي بلندن يقول الرئيس بوش انه سيواصل حربه على الارهاب، وان الساحة الرئيسية لهذه الحرب هي العراق، وفي هذا المجال نريد ان نعرف ما هو الارهاب، وهل مقاومة الاحتلال ارهاب، وهل اسقاط الطائرات التي تقصف الاحياء السكنية ارهاب، ام ان الارهاب هو الاحتلال، وقصف مدينة الخمسة ملايين نسمة بالصواريخ، ومداهمة المنازل وترويع الاطفال بعد منتصف الليل؟ هل كان العراق ساحة للارهاب قبل ان يجتاحه الاميركيون؟
ويذكر بلير ما يقال من ان اميركا وبريطانيا هما اللتان جلبتا على نفسيهما ما تعانيان اليوم من ارهاب، ودليله على ذلك ان اميركا لم تهاجم القاعدة في 11 ايلول بل القاعدة هي التي هاجمت اميركا، وينسى بلير ان اميركا هاجمت القاعدة قبل ذلك التاريخ، وان القاعدة كانت حليفا لاميركا في محاربة الوجود السوفيتي في افغانستان الى ان تمركزت القوات الاميركية في الجزيرة العربية، وبقيت فيها بعد زوال الاسباب الطارئة لقدومها، كما ينسى بلير ان العراق لم يهاجم اميركا يوم 19 اذار او في اي وقت اخر بل ان اميركا هي التي هاجمت العراق وبادرت بالعدوان.
كان موقف الرئيسين الحليفين حرجا وهما يواجهان اسئلة الصحفيين: لماذا لا تعترف بانك تورطت في العراق؟ ما تفسيرك لمظاهرات عشرات الالاف في لندن ضدك، ولماذا يكرهونك؟ كيف تتحدث عن الحرية والديمقراطية بينما تمارس في جوانتنامو سلوك الطغاة؟
قمة الارهاب ما يحدث في العراق على يد اصحاب المطرقة الحديدية الذين يحطمون الابواب ببساطيرهم، ويرعبون النساء والاطفال في فراشهم، ولا يمكن اعتبارهم رسل حرية وديمقراطية وحقوق انسان.
317الفانك