واخيرا دخلت الى سوق رفحاء 7
السلام عليكم جميعا واسعد الله ايامكم بعيد الفطر المبارك اعاده الله على الجميع بالخير والبركة
سأحاول تدوين هذا القسم من من تجربتي في مخيم رفحاء , وبعدها سأنقطع لبعض الوقت لأرتباطي بسفر اتمنى ان لا يطول هذه المرّة
...........
قرّر المسؤولون في المخيم وفي بلدية رفحاء ان يمنحوا اللاجئين فرصة لزيارة مدينة رفحاء بشكل دوريّ
وهذا ما حدث بالفعل
فبدأت الأفواج تخرج من المخيم الذي قضت فيه حتى ذلك الوقت ما يزيد على العام دون ان تتمكن من اجتياز الأسوار التي تحيطه
وكلّ فوج كان يخضع بعد رجوعه من المدينة لمساءلاتنا الدقيقة عن مشاهداته
.. ماذا ارأيتم ؟
واين ذهبتم ؟
وهل رفحاء مدينة صغيرة ام كبيرة , حديثة ام قديمة ؟؟
وعشرات الأسئلة الأخرى
وبعد عدة اشهر وصلني الدور , وزرت رفحاء
كان ذلك في منتصف عام 1992
..... اتذكر انني كما الجميع تجولت في شارع طويل وفخم , وكان مليئا بالمتاجر الكبيرة والصغيرة , ولقد تعرّفت على بعض التجار من ذوي الأصول العراقية ممن وفدوا على رفحاء قديما ,
كما تعرّفت على محل لبيع اشرطة التسجيل اعطاني عنوانه احد موظفي الأغاثة الأسلامية ,
واعتقد ان صاحب المحل من اصل شاميّ , لبناني او سوريّ , ومعه مجموعة من الشباب , كان اسم احدهم عبد الله , احمل له ذكرى طيبة بمساعدتي في ارجاع كاميرا اراد احدهم ان يحتال عليّ ويسرقها
كما اذكر بشغف كبير زيارتي لبيت احد الشيوخ الأفغان ممن كانوا يدرّسونني مادة الفقه في ثانوية اُعدّت للاجئين داخل المخيّم , كان بيته ملاصقا لأحد المساجد
كما قصدت مكتبة التويجري , وللآن اتذكر الرجل واوصافه وفضله في جلب مجموعة كبيرة من الكتب الى المخيم
ولقد سأله احد اصدقائي ذات مرة عن كتاب قصة الحضارة لول ديورانت, ولم يكن متوفّرا في رفحاء , فقام بجلبه من الرياض , وبحصولنا على الكتب صارت اقامتنا اكثر يسرا وسهولة من ايّ وقت مضى ,
واتذكّر ايضا ان صديقا لي اسمه جعفر كان احد اعضاء منتخب شباب العراق تعرّف على احد لاعبي نادي رفحاء ( اظنّ ان اسم الفريق كان التضامن , لست متأكدا من الأسم ) وتمّ الأتفاق على اقامة مباريات بين النادي الرفحاوي ومنتخب اللاجئين الذي كان يضمّ في بداية اقامتنا اربعة لاعبين في اندية الدرجة الأولى واحدهم لعب للمنتخب العراقي الأول واسمه محمد عباس
كنا نتبضّع الكثير من حاجياتنا اثناء زياراتنا الدورية تلك الى المدينة , اضافة الى انها فرصة لنرى المدنية والعمران ونتعرّف على طبيعة الناس ونتطلّع الى الأشجار الباسقة في محاولة لأسترجاع ذاكرتنا في عراقنا البعيد
بعد كل هذه السنين اشعر برفحاء التي لم ازرها الاّ مرتين اقرب اليّ من هذه المدن التي بلا قلب , هذه المدن الحجرية الهائلة
المدن التي مازلنا نتقلّب في غياهبها ودياجيرها منذ سنين طويلة
اخواني في المنتدى اتمنى ان اتواصل معكم بعد ان اتمكن من الأستقرار في مكاني الجديد
وارجو ان تعذروني بما يليق به صبركم ,
دمتم لمودّة اخيكم صلاح
