.
.
.
استوقفتني على قارعة الطريق ..فإذا بها امرأة توسطت بالعمر ..هالني المنظر,
فتوقفت للمساعدة ,وما إن وقفت حتى ركبت معي بفضول غريب .. فأخذت رجلي ( تتنافض) .
كيف امرأة تركب معي ولست محرماً لها ..؟ ( يانهار اسود ..!) .
فقالت وبصوت رخيم : ما اسمك ..؟
فقلت على مضض : محدثك عثمان . فقالت وأنا سارة . فقلت في نفسي ( اسم جميل ).
فنظرت إلي من وراء خمار , ثم قالت لي : أخ عثمان .. أنا مستهدفة ...!
قلت مستهدفة ..! ( اعتقدت حينها أن ذئبا بشريا يطاردها ) . فبدأت علامات التعجب تحوم فوق رأسي .
قلت: كيف ..؟
قالت : انهم وباختصار يريدون مني أن ( أسوقها ) ..
قلت: من هم وما هي ..؟
قالت : أشخاص يدعون إلى قيادة المرأة للسيارة .. حينها تبسمت وقلت .. فكرة جيدة ..
عندها ثارت ثائرتها وقالت :
( أسوقها ) لكي تسهل مداخل الشيطان علي ..!
( أسوقها ) لكي تكثر المشاكل في منزلي ...!
( أسوقها ) لكي تكثر المصائد التي توضع لي ولأشكالي من قبل شباب لا يعون ..
فقلت بصوت خفيف ساخر: فرصة لسعودة الورش وميكانيكا السيارات فشبابنا (لايوفرون) فرص العمل ..!
قالت : ماذا ..؟
قلت : لاشيء .
فأكملت .. تريدني أن (أسوقها) لكي يأتي يوم تتعطل في السيارة لأجد نفسي صيدا سهلا لمن تسول له نفسه فعل شيء ..!
( أسوقها ) لكي يأتي يوم تتطور فيه نظرة العولمة لدى مدعينها .. فعندما أقود السيارة لن يقفوا عند القيادة فقط ..
بل سيكملون مخططهم إما بالحجاب أو بغيره .. وأعتقد أن الحجاب مخططهم القادم ..فسوف يسلون سيوفهم
لأن الحجاب على حد قولهم .. مدعاة للاشمئزاز .
ثم أدارة جسمها ووجهها إلي وقالت : أخ عثمان .. قيادتي للسيارة يقتضي قيامي بجميع أمور المنزل
وهذا ينافي قوله تعالى ( الرجال قوامون على النساء) فهو مخالفة صريحة لأمره عز وجل ..
وعندما أقود السيارة .. فهذا أيضا يقتضي الخروج المتكرر من المنزل .. ويقول المولى جل وعلا ( وقرن في بيوتكن ) .. فاعتدلت ونظرت للأمام ... فأطردت ..
ونحن معشر النساء نعتبر ضعيفات .. والضعف صفة سائدة فينا ..
وتأكد أنه حال قيادتنا للسيارة فسترتفع إحصائيات الحوادث في المملكة إلى 120% .
فسكتنا جميعا .. ومرت لحظات صمت .. فقلت في نفسي كلام منطقي جدا ..!
وحقيقة عطفت عليها .. فهي بين دعاة تحريرها .. وبين من يزينون لها العولمة والاندماج مع العالم المتقدم .
فقطعت حبل أفكاري بصوت مزعج .. بس..بس, هنا...هنا.
عندها قطع صرير العجلات هدوء المكان .. فتوقفت .
ثم نزلت .. واتكأت على نافذة السيارة وقالت : يا أخ عثمان .. قل لكل من يريدني أن أسوق ..
قل له بصوت عالٍ وجهوري ..
( سقها ) أنت وأهلك ....!!
عندها استيقظت على صوت والدتي العزيزة : عثمان .. قم .. تبقى نصف ساعة على بداية الامتحان ..
فعلمت انني كنت أحلم ..
حينها تثاءبت وأنا مبتسم .. فاستعذت بالله من الشيطان.. وعدت لمذكراتي ..
لأقرأ ولو شيئا يسيرا قبيل الامتحان ... ومازال صدى ( سقها ) يطن في أذني .. وما أجمله من صدى ..!
عثمان الجرواني
سقها ..! - اخبارية رفحاء