الحنيني... لماذا يكثر عليه الطلب في
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحنيني... لماذا يكثر عليه الطلب في الشتاء؟
(الحنيني) من الأكلات الشعبية القديمة التي عرفت في مجتمعنا السعودي، وما زال المجتمع محافظاً عليها ولا يستغني عنها خصوصاً في فصل الشتاء وهناك مقولات شعبية عديدة تدل على فائدة هذه الأكلة في الشتاء حيث يقال (ما ينطح المربعانية مثل الحنيني) ومعنى ينطح أي يواجه، فما هو الحنيني ومما يتركب وما هي فائدته؟.
معادن وفيتامينات
التقت "الوطن" بالأستاذ فايز مثقال (شركة الصالحية) حيث قال: "هناك إقبال كبير من المجتمع السعودي على الحنيني لأنه أكلة معروفة بفوائدها منذ القدم ويتركب الحنيني من حليب وزبدة وتمر والبر، وله فوائد عديدة لأنه يعتبر مصدراً مهماً للعديد من العناصر الأساسية للبناء الحيوي بالجسم والطاقة، حيث إنه غني بالفيتامينات، البروتينات الحيوانية، كربوهيدرات، سكريات، حديد، كالسيوم، أملاح معدنية، فوسفات. كما أنه خال من أية إضافات صناعية (كيميائية) كالمنكهات والمحليات والملونات، ويتميز الطلب على هذا المنتج في موسم الشتاء البارد نظراً للإقبال الشديد عليه في مثل هذه الأوقات من السنة من قبل شريحة عريضة من مجتمعنا الكريم لمحتواه العالي من الطاقة والسعرات الحرارية".
لكل منطقة اسم
فيما أشار محل عطار عبدالله (بيت الأعشاب) إلى أن هناك مسميات عددية للحنيني كل اسم يختلف عن الآخر فمثلاً في مكة المكرمة يسمى (الدميكة) ويعرف عند أهل المدينة المنورة بـ(الحيسا) ولدى أهل الجنوب بـ(العريكة) وهناك بعض المناطق تعرفه بـ(المتمر)، وأوضح بأن أهل مكة يعدون هذه الأكلة بـ(الدخن) وهو نوع من أنواع الحبوب ويقومون بعجنه مع التمر والسمن أو الزبدة، أما عن فائدته فأوضح بأنه مقو للجسم وفيه سعرات حرارية عالية جداً.
ولأفراد المجتمع رأي في هذه الأكلة الشعبية، التقت "الوطن" ببعض منهم.
أعرفه منذ الصغر
أشار ماجد الدوسري إلى أن الحنيني وجبة معروفة لديه منذ الصغر ولها فوائد صحية عديدة واشتهر عنها بأنها تدفئ في فصل الشتاء لما تحتويه من سعرات حرارية عالية.
راكان العتيبي يقول : "تعودنا على أكل هذه الأكلة في فصل الشتاء، فهي وجبة صحية مفيدة وتقاوم البرد والجوع في الليلة الشتوية الطويلة".
أبو نايف يؤكد صحة هذه الأكلة وأنها مفيدة للجسم لما تحتويه من سعرات حرارية مما ينشر الدفء في الجسم خصوصاً في المربعانية.
مسامير الركب
سعود القحطاني أوضح بأن هناك فوائد عديدة للحنيني لأنه يحتوي في مكوناته على التمر وهناك مقولة قديمة عن التمر حيث قيل (التمر مسامير الركب) وهذا دليل على أن للتمر فوائد عديدة للجسم، ويكمل كذلك البر له فوائد عديدة لا ننسى أنها وجبة قديمة بعيدة من إضافة مواد حافظة.
عبدالرحمن يقول: "الحنيني وجبة معروفة بفائدتها الغذائية الكبيرة وذلك لأنها تحتوي على التمر والبر والسمن فمكوناتها مفيدة للجسم، ولكني للأسف ممنوع من أكلها من قبل الطبيب لأنها تحتوي على السمن الذي يحتوي على كمية كبيرة من الكوليسترول مما يسبب لي الضرر، ولكنها أكلة مفيدة جداً لجسم الإنسان السليم".
للدفء شتاء
ولربات البيوت رأي مهم في هذا الصدد، (أم ماجد) تقول: "الحنيني أكلة شعبية معروفة منذ القدم لها فوائد عديدة لاحتوائها على التمر الذي يمد الجسم بالسعرات الحرارية العالية، كذلك تحتوي هذه الأكلة على البر مما يعود على الجسم بالفائدة الكبيرة إضافة إلى السمن البلدي فإن لم يتوفر فالزبدة الحيوانية تخلط مع بعضها (التمر والبر والسمن) وأحرص على إعداد هذه الأكلة لأولادي خصوصاً ليالي الشتاء لأن تناول الحنيني يسبب الدفء للجسم ويشبع ليلة الشتاء الطويلة".
فيما وافقتها في الرأي (أم محمد) التي أكدت الفوائد العائدة على الجسم نتيجة تناول الحنيني وأوضحت أن السبب الرئيسي في محبة هذه الأكلة هو خلوها من أي مواد حافظة والتي قد لا تخلو أي وجبة أخرى من هذه المواد الحافظة وكذلك خلوها من المواد الكيميائية والتي سببت العديد من الأمراض في عصرنا الحاضر.
وإكمالا لرأي ربات البيوت في (الحنيني) تقول (أم فراس): " أحرص على إعداد هذه الأكلة لأولادي وخاصة في الليلة الشتوية لأنها تقاوم البرد والجوع فهي تزود الجسم بكمية عالية من السعرات الحرارية التي تدفئ الجسم وهذا لا يمنعني من إعدادها باقي أيام السنة فكل شهر تقريبا أقوم بشراء التمر والبر والسمن البري وأحرص على جودة كل من هذه المكونات لتكون الوجبة ذات طعم شعبي لذيذ ومفيدة في نفس الوقت".
مشكلة الكلسترول
إلا أن هناك إحدى ربات البيوت خالفت باقي ربات البيوت في الرأي وتقول إنها وجبة دسمة تحتوي على كمية كبيرة من الكولسترول المضر بالجسم وأحاول دائما الابتعاد عن تناول هذه الأكلة خوفا على صحتي من الضرر.
الحنيني من الجانب الغذائي:
حول ما أثاره بعض من التقينا بهم نختم لقاءنا بتوجيه عدد من الأسئلة على الدكتور عدنان باجابر فسألته بداية:
* هل صحيح إن الحنيني يمد الجسم بالدفء؟ فأجاب:
- يتكون الحنيني أو الأكلات المشابهة بمسمياتها المختلفة من التمر ودقيق البر والسمن وقد يضاف إليه شيء من السكر. وتصنف هذه الأنواع من الأطباق بأنها وجبات كربوهيدراتية أي إن محتوياتها أساسية عبارة عن كربوهيدرات (نشويات وسكريات).
والوجبات الكربوهيدراتية تتميز بسرعة احتراقها في الجسم وتمده بالطاقة السريعة. ويخص بالذكر هنا التمر الذي يحتوي على نسبة عالية من السكريات البسيطة.
* وماذا عن السمن؟
- السمن البري أو البلدي دهن حيواني به دهون مشبعة وبرغم أن هذه الدهون تواجه حملة شرسة لا هوادة فيها من أطباء القلب إلا أنه يمكن التجاوز عن اليسير منه وينصح بخلطه بالزيت النباتي عند إعداد الحنيني أو الأكلات المشابهة وبذلك يحصل الإنسان على النكهة مع الصحة.
* وماذا عن ما يشاع بأن الحنيني به سعرات حرارية عالية؟
- لا أظن ذلك فإلى حد كبير يمكن أن تبقى كمية السعرات الحرارية التي في الحنيني في حدود ما تحويه بقية وجباتنا الغذائية أما إذا ما قارناه بالوجبات المقلية والسريعة فهو أقل منها في محتواه من السعرات كما أن الأمر يتوقف بصورة كبيرة على كمية الدهن التي به لذا يحرص على تقليلها قدر الاستطاعة.
* ما هي الفائدة أو القيمة الغذائية للحنيني؟
- كما ذكرت سابقا فهو طبق كربوهيدراتي سكري في عمومه، فبشكل تقريبي معروف أن الحنيني في الغالب يعد من ثلاثة مقادير دقيق مع ثلاثة مقادير تمر (بدون نوى) مع نصف مقدار زبد أو سمن. ويعني هذا تقريبا أن كل 100 جرام من الحنيني بها حوالي 200 إلى 250 سعرا حراريا والدقيق به نسبة بسيطة من البروتينات كما أن التمر به بعض المعادن المهمة للجسم.
------------------------
لطشه تمشي مليونين
