الجمارك السعودية تحدد دخول العملة العراقية عن طريق منافذ المملكة ب 10ملايين دينار

http://www.alriyadh-np.com/Contents/.../images/E4.jpg

تحقيق / عبدالعزيز الربعي :

دخلت السوق السوداء التي بدأت تنتشر هذه الأيام للدينار العراقي في كافة مناطق المملكة مرحلة جديدة بعد أن واجهت حمى شرائية لم تكن متوقعة من قبل المواطنين خاصة في المناطق الشمالية التي تستقبل العملات العراقية المهربة من دولة الكويت ودولة الأردن عن طريق مصارف تعمل في هاتين الدولتين تحاول جاهدة لتهريب هذه العملة لتصل إلى المتداولين في السوق السعودي .
وعلمت )الرياض( من خلال اتصالاتها أن مدينة حفر الباطن أصبحت المركز الرئيسي لاستقبال هذا العملة وتوزيعها خاصة بعد قرار السماح بدخول العملة العراقية إلى المملكة عن طريق منفذ الرقعي الأمر الذي قاد بعض المصارف في مدينة حفر الباطن إلى تخصيص أرقام مجانية للزبائن لتوزيع هذا العملة التي تأتي إليها .
إلى ذلك أفادت مصادر للرياض بمنفذ الرقعي أن الجمارك السعودية أصدرت أمس بناء على تعليمات مؤسسة النقد العربي السعودي قراراًلمراقبي المنافذ الجمركية بعدم دخول أكثر من 10ملايين دينار عراقي مع كل شخص يأتي من الكويت أو العراق وذلك في خطوة منها لتقليل دخول وانتشار هذه العملة التي توزع بشكل غير رسمي .
وأوضحت المصادر أن منفذ الرقعي بدأ في تطبيق القرار منذ صباح أمس حيث استطاع إعادة أكثر من مليار دينار عراقي خلال يوم واحد مع عدد من الاشخاص عن طريق مندوبين من مؤسسة النقد يعملون في الجمرك
الرياض حاولت من ناحية أخرى أخذ رأي متخصصين في العملات وذلك للحديث عن هذه الظاهرة حيث شخص محمد السويد انتشار هذه الظاهرة قائلاً: أعتقد ان ما يحصل حاليا مع الدينار العراقي هو نفسه ما حصل سابقا مع الليرة اللبنانية، يخرج علينا مضاربون ينشرون الشائعات المتفائلة معتمدة على مصداقية لا تتجاوز الأفكار العامة، وتنتقل العملة من فرد إلى آخر بدون أن يكون هناك مرجع شرعي لتقييمها، ومن ثم في النهاية آخر فرد يشتري العملة هو الخسران (تطيح في كبده) ثم يبدأ الندم والحسرات.
وقال من يراهن على ارتفاع الدينار العراقي مستقبلا فهو إما يغالط نفسه أو أنه جاهل بالأمور النقدية، هناك عدة عوامل تؤثر في قيمة العملة وحالة الاقتصاد أحدها، ولكن أهمها السياسة النقدية التي تضعها الدولة، ومثال على ذلك دولة اليابان، يعتبر اقتصاد اليابان قوياً إلى درجة أن المفترض أن ندفع للين الواحد 3ريالات، ولكن لماذا هو منخفض حاليا؟ ، هذا ببساطة يعود إلى أن الحكومة اليابانية تريده منخفضا لكي لا يؤثر سلبا على صادراتها، وأيضا حاليا نرى أمريكا تسعى إلى إضعاف الدولار أمام العملات الأخرى لكي تستطيع معالجة حجم العجز في الميزان التجاري لديها مع أن اقتصادها يشكل تقريبا 40% من اقتصاد العالم.
وأضاف بالنسبة للعراق نراه الآن يتخبط في سياسته النقدية بحيث أنه يقوم بعرض الدينار في السوق بشكل رهيب مما سيسبب لهم مشكلة مستقبلا بكيفية تغطية هذا الكم الهائل من النقد والذي سيحتاج منهم عقودا من الزمن لمعالجته، وأعتقد أنهم سيلجأون للحل الأسهل لهم والمريح هو بأن تأتي حكومة مشكّلة جديدة وتلغي الدينار المتداول حاليا بحجة أنه أصدر بشكل مخالف للقانون العراقي (والذي هو أصلا لم يشكل).
وقال بعض الإخوة يعتقد بأن العملة بشكل عام مازلت تقيم بالذهب أو بالموارد الاقتصادية للدولة وهذا خاطئ جدا ، العملة حاليا تقيم بحجم العرض والطلب عليها تماما مثل الأسهم، ولكي أوضح أكثر لنأخذ الريال وتثبيته بالدولار، عملية تثبيته بالدولار ببساطة تتم بأن تقوم مؤسسة النقد بتكثيف عملية المضاربة بين الريال والدولار بحيث أنه إذا انخفض أمام الدولار اشترته وإذا زاد باعته حتى يبقى السعر شبه ثابت في مدى ال 3.75مع العلم بأن السعودية دولة نفطية من الطراز الأول ولا تحتاج إلى إعادة تأهيل بنية أساسية مثل العراق.
وأوضح أيضا التغيرات الحالية في سعر الدينار بين المتداولين ما هي إلا بفعل المضاربة الموجودة ولا علاقة لها بالقيمة الحقيقية للدينار، وأود أن أوجه كلمة للذين يضاربون في الدينار العراقي وهي بأنهم سيتحملون وزر الفرد الأخير الذي سيقع ضحية كونه في آخر سلسلة البيع، جميع من يساهم في عملية المتاجرة في الدينار العراقي سواء بالبيع أو الدلالة سيتحمل ذنب التغرير بأناس وضعوا فيه مبالغ تقاعدهم أو استدانوا لشرائه أو حتى أموال عجائز ونساء ليس لهم إلا الله ثم هذه المدخرات، لأن هذا النوع من التجارة يعتبر ذا مخاطرة عالية وبعض الإخوة لا يمكن أن يتحمل الخسارة حيث أن ذنبهم الوحيد هو أنهم مساكين غرر بهم من قبل إخوتهم المسلمين.