المستشار السوري في الكويت يعلن انشقاقه ويكشف أسرارا
المستشار خالد عبدالله شبيب القاضي المنشق يكشف أخطر أسرار نظام الأسد
24 أكتوبر, 2011 1:41 م
قال القاضي السوري المنشق خالد عبدالله شبيب الواوي رئيس اللجنة الحقوقية الخاصة بشهداء وأسرى حماة، إن أعداد الشهداء في سورية وصلت إلى أكثر من 10 آلاف شخص، وإن المعتقلين تجاوزت أعدادهم الـ 50 ألفا، وإن المفقودين الذين لا يعرف أحد عنهم شيئاً تجاوزوا العشرين ألفا.
وأضاف القاضي الذي أعلن انشقاقه عن النظام السوري من الكويت التي يعمل بها مستشارا بوزارة العدل الكويتية وعبر «الوطن» أن الكويت منذ وصوله إليها مستقيلا وهاربا من الظلم الذي رآه يمارس على كل المستويات في سورية، فتحت له ذراعيها، وتعاطف معه أهلها، ووفروا له فرص العمل كما لو كان كويتيا.
ولفت إلى أن شهداء وأسرى حماة ضاعت حقوقهم وصودرت عقاراتهم، واستبعدوا من الوظائف والتعليم حتى درجة القرابة الرابعة، في حين صدر قانون في سورية لحماية أملاك اليهود ومنازلهم بحيث ترد إليهم فور مطالبتهم بها.
وقال المستشار خالد شبيب الواوي إن الصلاة ممنوعة في الثكنات العسكرية وان أي شخص يلتزم بتعاليم دينه يوصف بأنه من الإخوان المسلمين ويعتقل أو يستبعد تماما وفيما يلي نص الحوار:
< ماذا عن عمل اللجنة الحقوقية الخاصة بالأسرى والمعتقلين في حماة التي تترأسها؟
- القاضي خالد شبيب الواوي: هذه اللجنة أنشئت في اسطنبول بتاريخ 2011/9/11 وهدفنا عرض المآسي والمجازر التي ارتكبت بحماة في المحافل الدولية، وبإذن الله بعد سقوط النظام الحالي فإن قضية شهداء حماة ستكون القضية الأولى التي تنظر فيها محكمة الثورة، لأن هؤلاء الشهداء الذين تجاوز عددهم خسمة وأربعين ألفا ضاعت حقوقهم ويذكرون بصفتهم إرهابيين، فاليهود حميت حقوقهم في سورية، أما المسلمون فلم يُقتلوا فقط في سورية وإنما عوقب ذووهم، فالشهيد الذي قتل في حماة لا يتولى أقرباؤه حتى الدرجة الرابعة أية وظائف أو مناصب وليس من الضروري أن يكون إخوانيا وإنما فقط لأنه ينتمي إلى حماة التي كلها بالضرورة من الإخوان المسلمين، وأحد المسؤولين الكبار قال لي: أنتم كلكم في حماة إخوان مسلمين حتى يثبت العكس، وحتى لو أثبت العكس فأنت في رأي السلطة كحموي مشبوه ومنافق وهو ما يستدعي مراقبتك والتوجس منك.
حتى أبناء وأقارب معتقلي شهداء حماة لا يُقبلون في الجامعات، بل صودرت حتى عقارات هؤلاء، فهناك 120 ألف عقار تخص شهداء حماة صودرت، ويمتلكها ويستثمرها المخابرات العسكرية في سورية، وأعتقد أن البشرية لم تشهد قانونا مثل هذا.
بالمقابل فإنه لدينا في سورية قانون اسمه «حماية أملاك اليهود» يحفظ أموال اليهود وعقاراتهم ويجمدها فلا تمس من قبل أحد، في حين أن المتهمين بأنهم اخوان مسلمون تصادر أموالهم وعقاراتهم ويسكن بها أفراد المخابرات العسكرية أو الجوية أو السياسية.
حكم بالإعدام
< لكن ملف حماة شائك جدا وقد توقف ويحكم عليك بالإعدام إذا ما حاكمك النظام بصفتك منتميا أو مقربا من الإخوان المسلمين؟
- نعم.. هذا حقيقي.. فهناك في سورية من يفتش عن أي أشخاص يتعاطفون أو حتى يفكرون في فكر الإخوان المسلمين ويقدمهم إلى المحاكمة، بل إن الصلاة ممنوعة في الثكنات العسكرية، وقد أطلقت سراح جندي جيء به إليّ لأحقق معه بتهمة «الصلاة في المعسكر»، فقلت لمن جاء به: هل الصلاة تهمة.. ألا تصلي كل الفرق الإسلامية؟ فقال لي: يا أستاذ.. كلكم- يقصد أهل السنة- إخوان مسلمين حتى يثبت العكس، وإثبات العكس يكون بأن تتخلى عن أي مظهر من مظاهر انتمائك للإسلام وليس الإخوان المسلمين، وحتى في هذه الحالة يقولون عن هذا الشخص اللامنتمي: إنه يمارس التقية أكثر منا!.
ملف متخم
< أعتقد أن ملف الشهداء والمعتقلين منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية أصبح متخما جدا؟
- بالفعل علما أن الأعداد التي تذكرها بعض المنظمات الحقوقية عن أعداد الشهداء والمعتقلين أقل بكثير من الواقع، فأعداد الشهداء وصلت الى نحو 10 آلاف شخص، واعداد المعتقلين وصلت الى 50 الفا او اكثر، وعدد المفقودين الذين لا يعرف عنهم احد شيئا تجاوز العشرين الفا.
< من أين حصلت على هذه الارقام؟
- من قلب الاحداث في سورية ومن متابعة دقيقة لاساليب حصر الشهداء وكيفية الابلاغ عنهم. فمعظم اهالي الشهداء لا يبلغون عن مقتل ابنائهم في الاحتجاجات للجان حقوق الانسان، والا فسيتعرض ابوه وامه واخته واخوه للاعتقال بمجرد اذاعة اسمه كشهيد، ولذا فمعظم اسر الشهداء يدفنون ابناءهم في صمت ودون الاشارة الى كونهم ضحايا لنيران الجيش والشبيحة.
ولذلك اعمل مع اعضاء اللجنة العشرة على توثيق اعداد هؤلاء الشهداء وظروف استشهادهم، وذلك من خلال الحصول على المعلومات الموثقة التي تتمثل في شرائط الفيديو، وتقارير الوفاة التي يصدرها الطبيب الشرعي ومحاضر الشرطة وشهادة الوفاة، وتقارير قاضي التحقيق، وكذلك البينة الشخصية او شاهد العيان الذي رأى واقعة القتل وكيفية حدوثها وفاعلها ان امكن.